أقلام حرة

عندما تختنق العمائم .. درس من الانتخابات الايرانية...

من هواجس الناس ومصداقيته من وجع الشارع و هموم الشعب.. وعندما يستفز الشارع الانتخابي لانه قريب من تطلعاته واماله واحلامه ، ويخرج بمناظرات علنية على الهواء وبكلام رصين يطرق العقل قبل القلب، عندها ستخرج الجماهير مثمنة كل ذلك وتلتف حوله وتتشبث به ... وهذا مافعله نجاد فهو ناظر خصومه من المرشحين واستطاع ان يقترب من نبض الشارع ليثبت انه يسكن بيتا متواضعا ويلبس ملابس بسيطة وسيارته قديمة ولم يسرق فلسا واحدا .

 

اليس هذا درسا كبيرا لسياسيينا ليتعلموا كيف تكون مصداقية السياسي ونزاهته موضع تثمين من الشعب .. الا يستحق العراقيين بعد ملحمة الانتخابات والدماء التي سالت فيها وبعد مسلسل الرعب الذي عاشوه نتيجة الاعمال الاجرامية التي شنتها القاعدة والبعثيين انتقاما من التغيير ومن كل الشعب الذي قرر ان ينتخب .. الايستحقوا ان يكون لهم مجلس نواب يليق بهم وبحجم تضحياتهم !!

 

 وعندما يخرج رئيس جمهورية بحجم ايران والعالم كله ينتظره ويحصي كل كلمة يقولها لما لايران من ثقل دولي ووضع قوي في المجتمع الدولي ليقول انه لم يتقاض شيء غير راتبه الذي كان يتقاضاه كأستاذ جامعي فقط .. فان ذلك مؤشر خطير للساسة العراقيين .

 

 كروبي الرجل المعمم لم يحصل الا على اقل من 1% وهو الذي يلبس عمة الاسلام والدين .. بعد ان فضحه نجاد بتقاضي رشوة 50 مليون دولار من احدهم بررها هو بانه رجل دين ومن واجبه الشرعي استلام الاموال وصرفها في المواضع التي يراها مناسبة .. ولكن الجمهور اعتبرها رشوة واستغلال نفوذ ولم يمنحه الا اقل من 1%.

 

اليس هذا درسا يستحق المراجعة ياساسة العراق .. فما هو موقفكم حينما تتساقط الكثير من العمائم والاحزاب الدينية سنية كانت ام شيعية ممن تتخذ من الدين برقعا واهيا لكل انواع النهب من اموال الفقراء والمحرومين وممن تاجرت بنا وبدمائنا وبجراحنا وشهدائنا واوجاعنا و اراملنا وايتامنا ...

 

 كم من اقارب لمعمم في الوزارة لا لشيء الا انه قريب له .. اليس الاولى ان تتحلوا باخلاق الرسول وانتم تلبسون عمته .. فقد قال سلمان منا اهل البيت وانزله هذه المنزلة العظيمة لا لمال او جاه او نفوذ ولم يكن قريبا له ولكن المعيار كان نزاهته ومصداقيته وزهده وعمله واخلاصه .. فاين انتم من هذه القيم والمثل العليا ... فاين انت يافلان وفلان عندما تاتي بابنك اوابن اخيك وابنتك  وابنة اختك ليكونوا مرافقين او وكلاء وزارة او مستشارين او مدراء عامين اوسفراء  .. اين يذهب شرفاء العراق اذن وماذا يعملون اذا اقفلتم الوزارات والدوائر على اهليكم والمقربين ..

 

وماذا تقولون للشهداء والايتام والارامل الجوعى وقد امتلات جيوبكم بالسحت الحرام ؟؟

 

لن نتنازل عن ان تكون لنا انتخابات بهذا الحجم من الاداء والشفافية والاخلاص .. نريد مناظرات على الهواء .. نريد المالكي ان يناظر الجلبي والجعفري وعلاوي والحكيم وكل مؤهل لرئاسة الوزراء نريد الصدريين ان يخرجوا بمناظرات على الهواء لنسمع الحقيقة منهم كاملة غير منقوصة. نريد مناظرات مع المسؤولين الماليين والنفطيين ووزراء الكهرباء والطاقة والتخطيط ليجيبوا .. اين ذهبت اموالنا ، نفطنا ، كرامتنا والوعود التي قطعوها لنا .

 

نريد طارق الهاشمي ان يتحدث وبصراحة وشفافية عن اين ذهبت صابرين وكيف فر اسعد الهاشمي وماذا بشانه!!

 

نريد ان يسال بعض الساسة والنواب عن الاحواض التي ملئت بالدماء والرؤوس واين ذهب تجار المليشيات التي قتلت الناس.

 

لن نقبل باقل من الاداء الايراني ونريد وضوحا بوضوح الدماء التي سالت بالشوارع

 

هذه الانتخابات الايرانية امامكم.. وحتى المظاهرات المعارضة المطالبة باعادة فرز الاصوات فهي ظاهرة صحية وفيها الكثير من حرية التعبير عن الراي .. رغم كل تحفظاتنا على بعض القراءات العراقية لمواقف ايران بشان الوضع العراقي.. ولكن مايهمنا من كل هذا هو الوضوح في الاداء وعدم السرقة والمناظرات العلنية .... ورغم العديد من السلبيات الا ان الشفافية والمصداقية والاخلاص والوطنية الكبيرة التي تحلى بها الساسة الايرانيون تبقى توخزنا وتملؤنا حسرة .

 

ارى ان الموعد بداية السنة القادمة وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون  .. ان موعدنا الصبح .. اليس الصبح بقريب.

 

 ناهدة التميمي 

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1082  الخميس 18/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم