أقلام حرة

العيد والصحفيين وبصل عكا

والتصريحات المدهونة بزبدة اللهم عدا محافظ النجف السابق الذي كان صادقا معهم بنسبة خمسين بالمية عندما خصص قطعة ارض للصحفيين في مقبرة النجف تحت عنوان مكرمة من محافظ النجف (لكل صحفي عراقي قبر) لكنه اتبعها  بتصريح ملحق بعدما  تباشر الصحفيون واطمأنوا الى حياتهم الاخرة حيث ضمنوا بيوتا فيها مكرمة من مسؤول خصوصا وانهم كانوا خائفون من ان يبدئوا حياتهم الاخرة هناك بالبحث عن بيت ايجار . وقال السيد المحافظ  مبررا وموضحا للالتباس الحاصل لدى الصحفيين (انا خصصنا قطعة ارض بالمقبرة فقط للنقيب الراحل) لأن عائلته لاتملك مقبرة خاصة بها وبذا تبخر حلم الصحفيين بالخلاص من ملاحقة المؤجر ولو بالاخرة والعيش ببيت ملك مثل بقية خلق الله . واذا كان نوري ثابت (حبزبوز) وروفائيل بطي وغيرهم من الصحفيين العراقيين في العهد الملكي قد ذاقوا السجن والحبس والغرامة والتهميش فأن الصحفيين في عهد القائد الضرورة عايشوا القتل والدفن في مقابر سرية ورحم الله من لم نجد حتى قبورهم من رعايا صاحبة الجلالة وتكميم الافواه والتشريد والتغرب والانكفاء والاختفاء . اما العهد الديمقراطي فحمدا لله حصل الصحفيين على مكاسب لاتعد ولاتحصى اضافة لما ورثوه اولها القتل بالجملة على ايدي الارهابيين والخطف وايضا القتل بنيران صديقة – دالغة الامريكان عندما يودون التخلص من صحفي استطاع كشف مايقومون به – كذلك تعرفت مؤخراتهم وظهورهم وحتى وجوههم على هراوات افواج حمايات السادة المسؤولين واحيانا حتى ايدي المسؤولين انفسهم شاركت بجلد الجسد الصحفي او اشهار سلاح السيد المسؤول عليه اضافة للمنع والمحاصرة وحجب المعلومة تحت ذرائع شتى بعدها يأتي اعتذارا خجولا او تبرير – مزاعل المنطق – واصبح العراق اخطر مكان بالنسبة للعمل الصحفي في كل العالم واستشهد وخطف واختفى وسجن عشرات الصحفيين حتى تجاوز العدد الثلاثمائة ومع ذلك لم نفارق اقلامنا ولم نندب حظنا العاثر لاننا صحفيين في بلد يتناحر فيه السياسيون والمسلحون فيقتل الصحفيين ويسكن سياسيوه ومسؤولوه وتجار الحروب واصحاب النفوذ وابطال الفساد الاداري ولصوص الزمن الديمقراطي ومقاولو المناقصات والمزايدات المبيوعة قبل اعلانها في الفلل والقصور والبيوت الدبل فاليوم حتى وصل الحال قبل ثلاث سنوات ان طعام حماية احد السادة الوزراء يكلف شهريا (65) مليون دينار عراقي فقط في حين يسكن اغلب الصحفيون في احياء الحواسم او احياء التنك او تنهكهم مبالغ الايجارات على ضآلتها لكنهم متخمون بالوعود من قبل السادة المسؤولين فمجلس النواب الراحل غير مأسوفا عليه وعد بتمرير قانون حماية الصحفيين في دورته لكنه ظل يماطل ويؤجل حتى رحله للدورة القادمة وقطع الاراضي التي طبلت لها النقابة ووعدت بها الحكومة رميت اوراقها على احد رفوف الحكومة العالية وربما (اكلها التراب) والمكافأة التشجيعية التي وعد بها الصحفيين وملئوا استماراتها قبل قرابة الثلاث سنوات واختفت في ظروف غامضة وسيارات وزارة التجارة التي قرر بيعها للصحفيين باسعار مخفضة السيد الوزير – المستقيل او المقال – لااعرف فقط اعرف انه دفع كفالة 50 مليون دينار يمكن على حساب مشاجرة بينه وبين صباح الساعدي هكذا اتصور سمعت وقتها وغيرها الكثير الكثير وطوى الصحفيون كشحا عن ابسط الضروريات التي يحتاجها مواطن ليس في بلد نفطي ديمقراطي وانما من الصومال او دارفور وعملوا وهم يعلمون ان لاضمان ولاراتب ولاتقاعد ولاحتى مكافأة للصحفي او لعائلته عندما يعجز عن العمل او تصعد به مفخخة للسماء ونسوا وتناسوا قانون حمايتهم وقطع الاراضي والمكافأت وسلموا امرهم لواحد احد لكن قبل العيد ابو (قرن ونص تقريبا) فوجىء الجميع باخبار زيارة السيد امين بغداد الى نقابة الصحفيين وتعهده بتخصيص قطعتي ارض احداهما بالكرخ والاخرى بالرصافة لبناء مجمعين لسكن الصحفيين واخبرني صديق صحفي (ثقة ثبت) ان السيد الامين وعد ان سيكون يوم الاحد الذي يسبق عيد الصحافة العراقية موعدا لتوقيع العقد مع النقابة وتخصيص الارض والاتفاق مع الشركات المختصة لبنائها وسيسدد الصحفي مستلم الشقة مبلغا زهيدا وبالاقساط ثمن شقته ذات المئة وعشرين مترا وبعنوان (شقة ديلوكس) بكامل خدماتها وقال لي صديقي الثقة الثبت (اضرب صرت من ذوي الاملاك) لكن دمعة كادت تفر من عيني وسط استغراب صديقي الذي رآني حزين وانا المفروض ان اكون فرحا فسألني لماذا الحزن .؟ فقلت تذكرت المرحوم ابو هريرة يوم قصده بائع بصل بار بصله وتوسل بطريقة ما لبيعه فلم يجد بدا من الذهاب الى ابو هريرة عله يجد حلا له . لكن ابو هريرة سأله من اين اتيت ببصلك ايها الرجل ؟ فقال من عكا ياسيدي . قال ابو هريرة اذهب وتعال غدا عند صلاة الظهر ولابأس عليك او على بصلك .

قال صاحبي الثبت وماعلاقة ابو هريرة وبصل عكا بالامين وقطع الاراضي .؟ قلت وتذكرت محافظ النجف السابق يوم تبرع لنا بتصريحه الاول بقطعة ارض لكل صحفي في مقبرة النجف لكنه تراجع في التصريح الثاني ولم يشمل بمكرمته غير النقيب الراحل رحمه الله .

قال صاحبي الثقة وماعلاقة كل ذلك بشقق الصحفيين .؟ قلت ذهب صاحب البصل الى المسجد عند الموعد المحدد وادى الصلاة جماعة وجلس يستمع الى عظة الامام لكنه لم يجد اثرا للبصل فيها حتىكاد يصيبه اليأس لولا ان الامام التفت يمينا وشمالا وقال .. سمعت عن فلان عن فلان عن فلان عن .. (ان من اكل من بصل عكا كأنما زار مكة) . فتسائل صاحبي الثقة الثبت لكن بحنق هذه المرة : وماعلاقة كل ذلك بما تحدثنا عنه من وعد الامين بتخصيص قطعتي الارض لبناء خمسة الاف شقة للصحفيين في بغداد بكرخها ورصافتها .؟.

فقلت له اجيب وامري الى الله ايها الصديق .. قال نعم اسمعك قل ..

قلت ياسيدي لقد باع مجلس النواب على الصحفيين بصله على اساس انه بصل عكا واشترينا لكي نصبح كأننا زرنا مكه وكذلك فعلت الحكومة ووزارة التجارة ومحافظ النجف وغيرهم واخوف ما يخوفنا ان يكون عند السيد الامين (بصل) يريد يمشيه بروسنا على انه بصل عكا ايضا .   

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1430 الخميس 17/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم