أقلام حرة

لاتؤمن فقد تحتاج الكفر !!! / راضي المترفي

– حاشاهم – طبعا حمقى او مجانين لكن ظهر مؤخرا انهم قمة في الذكاء والكياسة ومعرفة من أين تؤكل الكتف كما ان كراسي مجلس النواب والكراسي السلطوية الاخرى تستحق تجريد السيوف وسحب اقسام الكلاشنكوف وحتى لو قتلت اخاك فأن القضية تستحق - لا عمي .. لا اذا ممكن قتل اخوك يوصلك للكرسي اقتل العشيرة كلها وخطيتك برقبتي – والا هي كم مرة الفرصة تجي بالعمر .؟ وتحصل على اكثر من مليون دولار بظرف اربع سنين وانت حاط رجل على رجل وتداوم بكيفك وتسافر بكيفك وحوازك دبلوماسي انت والعائلة الكريمة وكل سنه تروح للحج وابو المولى ما يقول لك على عينك حاجب . ومن حقك بالسنة مرة على الاقل تاخذ العائلة تشوف خشم الشيخ مو شرمه .ووين اكو فرصة اجمل والذ واطيب من هكذا فرص؟ وهل يوجد بالعالم كله غير العراق بلد ممكن يحصل به النائب او السيد المسؤول على هكذا مزايا ومخصصات . وتعال نحسبها سوى بس بغير لطم رحمه لوالديك وبغير حسد وبغير حسرات ترى اترك الحساب واشوف لي عمارة عشر طوابق واشمر نفسي منها ويمكن انته تسويها قبلي :

 راتب النائب في البرلمان بحدود (30000) الف دولار ويصل الى (40,000) الف دولار باضافة راتب الحماية الشخصية وعددهم (30) شخص وكذلك مصروفات الطعام والايفادات .

اذا شهريا يبلغ مجموع رواتب الاعضاء مع حماياتهم (11000000) احد عشر مليون دولار , وخلال سنة واحدة مجموع الراواتب يساوي (132000000) مائة واثنان وثلاثون مليون دولار , وخلال دورة برلمانية واحدة سيدفع البلد للبرلمانيين ما مجموعه (528000000) خمسمائة وثمان وعشرون مليون دولار , هذا مع عدم احتساب رواتب مجلس رئاسة البرلمان ويصل الى (50,000) الف دولار للشخص الواحد وكذلك عدم احتسابنا لمبلغ المنافع الاجتماعية الذي نجهل مقداره .

عضو البرلمان يتقاضى بمفرده سنويا (360,000) ثلاثمائة وستون الف دولار أي خلال دورة برلمانية سيصل مجموع رواتبه الى (1.440.000) مليون واربعمائة واربع واربعون الف دولار , ولو فرضنا جدلا توزيع مجموع تلك الرواتب على عموم الشعب العراقي البالغ عددهم ثلاثين مليون لكانت حصة الفرد الواحد (13,2) دولار اما توزيع مجموع الرواتب (مع الحمايات) سيصل تلك الحصة الى (17,6) دولار .

في حين يقول الوجه الاخر للمعادلة :

العراق يصدر شهريا (1000) برميل من النفط لسداد راتب نائب واحد وبهذا فاننا نخصص (325,000) برميل نفط شهريا فقط لسداد رواتب الاعضاء , وسنويا حصة النائب الواحد ستصل الى (12,000) برميل وخلال اربع سنوات ستصل حصته الى (48,000) برميل هذا على فرض ان سعر برميل النفط العراقي يبلغ (30) دولار وفي الواقع ان العراق يبيع نفطه بأقل من هذا السعر , هذا الرقم يعادل انتاج حقول مجنون من النفط في اليوم الواحد أي اننا سنخصص واردات حقول مجنون لسداد رواتب السادة النواب لمدة (325) يوم واذا اضفنا الحمايات سيصبح كل انتاج حقول مجنون من النفط خلال سنة كاملة لتغطية رواتب البرلمانيين لدورة واحدة .

وانظر بعينك واحزن بقلبك كم يكلفنا البرلمان خلال دورة برلمانية واحدة (17600000) برميل نفط (سبعة عشر مليون وستمائة الف برميل) ويعادل تصدير العراق لمدة (11,73) يوم .

في الوقت الذي يتم تعين حامل شهادة البكلوريوس – هاي اذا امه داعيتله وعنده قريب مسؤول او قادر على شراء وظيفة - براتب يصل الى (400) دولار شهريا أي ان راتب نائب واحد يعادل راتب (75) موظف بشهادة جامعية – اكيد شهادة غير مزورة - شهريا ومجموع رواتب الاعضاء يعادل راتب (20,625) موظف , هذا الموظف  يعيل اسرة فيما لو تعين بهذا الراتب , أي ان رواتبهم (البرلمانيين) تعادل انشاء اكثر من عشرين الف اسرة عراقية , وباضافة رواتب الحمايات يزداد هذا الرقم بمقدار (8,250).

وقد لاتصدق اذا قلت لك : ان تكاليف الزواج من غرفة ومهر وهدايا وغيرها من (ملاعيب العرس) تحتاج الى حوالي اربعة الالاف دولار ويمكن لراتب السيد النائب شهريا تغطية  نفقات سبعة زيجات ونصف أي ان مجموع رواتب الاعضاء دون حماياتهم خلال شهر يكفي لزواج (2062,5) شاب وخلال سنة نستطيع تزويج (24,750) شخص وخلال دورة برلمانية واحدة  يصل العدد الى (99,000 عريس) متزوج. دعنا نترك لغة الارقام التي تجلب الصداع عادة اواتهام الاخرين لك بأنك حسود وان كل كلامك (حسد عيشه) وهؤلاء النواب والسادة المسؤولين مواطنين اهملوا شؤون عوائلهم وراحتهم ونذروا انفسهم لخدمة الوطن والمواطن لذا يستحقون اكثر من هذا .. وتقول (والله عمي مامعترض .. بس انا وين من هالمعمه ؟) الم اكن مواطن شعل ابو ابوه النظام السابق عيشه بحروب وحصارات واطعمه حتى علف ... ومع ذلك تحمل وصبر وانتظر ولما تغير الحال بدبابات ولد العام سام اشو هم لفلفوها الجدد . يعني مكتوب على المواطن العراقي يعيش مثل البعير على طول عمره يحمل تمر وياكل عاكول .؟ لو الها نهاية سعيدة مثل نهايات الافلام المصرية كان يمكن الواحد يصبر نفسه وينتظر هاي النهاية التي لاتأتي حتى اذا اتى غودو وبيكت .؟

اعتقد ان كل الذي حصلنا عليه نحن العراقيين غير العاملين بالسياسة ومقترباتها والمقاولات والمناقصات والايفادات والتوريدات والوساطات من سقوط النظام هو اعفائنا من خدمة الاحتياط ام الشهرين ومطاردة الرفاق لنا والسماح لنا بشتم الريس والتظاهر في ساحة الفردوس وسماع محاضرات السادة المسؤولين من يحتاجون اسمائنا بالانتخابات اضافة لكل مكارم ارهاب القاعدة وارهاب الدولة وارهاب بقايا النظام وارهاب الاخرين والبطالة والزحامات والسيطرات والقطع المبرمج ونقص الخدمات ونعم اخرى لاتعد ولاتحصى قد يكون نكرانها كفرا.

ولكن ماذا لو عرض علينا الايمان بعراق موحد ديمقراطي يتساوى المواطنون فيه بالحقوق والواجبات والفرص وحرية الرأي وحرية المعتقد وغيرها من الكلمات الرومانسية الجذابة .؟ هل يجدر بنا الايمان.؟ اعتقد جازما ان الكفر افضل مليون مرة من الايمان باشياء وخرافات لاوجود لها .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1465 الخميس 22/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم