أقلام حرة

ابا بكر وهتك نظرية المسكوت عنه / راضي المترفي

 – انا هنا لااتحدث عن جيش محمد العاكول في زمن القائد الضرورة الذي منح نائب عريف علي حسن مجيد ونائب عريف حسين كامل رتبة فريق اول ركن ووضع كلا منهم على راس وزارة الدفاع حينا من الدهر – وانما اتحدث عن الجيوش التي يكون فيها رئيس هيئة الاركان هو القائد الفعلي والعقل المدبر للجيش في الحرب والسلم ولو اخذنا للمثال جيشا صغيرا لكنه منضبط ويعمل بالتخطيط واستطاع من خلال هذا الانضباط والتخطيط الحاق الهزائم بالجيوش العربية منذ عام 1948 وحتى معارك غزة العام الماضي وللتدليل فأن سيناء التي ضاع بها موسى –ع- وقومه اربعين عاما احتلها هذا الجيش في غضون ست ساعات ومكث بها سنوات ولم يخسر مع جيوش العرب معركة واحدة اللهم عدا حربه الاخيرة مع حزب الله وهم ليس جيشا بالمناسبة ولم تصمد امام تقدمه كل اناشيدنا الحماسية من امجاد ياعرب امجاد الى جيش العروبة يابطل الله معك حتى لاحت رؤوس الحرابي مرورا بـ( فوك التل وتحل التل وحوش الغابة لانسوان ولادخان) هذا الجيش كان ولازال يحترم العقلية والذكاء والخبرة والاختصاص والموقع ويتعامل مع رئيس هيئة الاركان بكل منطق وواقعية والتزام بتوصياته وعلى مااذكر انهم بعد حرب لبنان احالوا رئيس هيئة الاركان على التقاعد – على فكرة الخدمة في جيشهم لاشغال هذا المنصب ثلاث سنوات وليس مدى الحياة – واتوا بجنرال اسمه (روفائيل ايتان) وعلى ماشاهدناه في الصحف العربية الصادرة وقتها في ثمانينات القرن الماضي كان رئيس الاركان الجديد يقف بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع كطاووس وهما يفتحان ازرة (كتافياته) ويعلقان عليها الرتبة الجديدة ويدلعانه بـ(رفو) في حين نحن عشنا ثلاثين سنة حروب وعسكرة بلد بالكامل ورئيس اركان واحد هو طيب الذكر جبار شنشل الذي ضرب بسنواته الاخيرة ركلة للاعلى واصبح وزير الدولة للشؤون العسكرية ثم اختفى ، وفي عهدنا الديمقراطي خضعت كل المناصب والمواقع المهمة الى قانون المحاصصة واصبح منصب رئيس الاركان على خطورته منصبا توافقيا ويبقى شاغله محكوما ببقاء الجهة او التشكيل الذي ينتمي اليه مشاركا بالحكومة وقد يموت وهو رئيس اركان الجيش ، وللامانة كان رئيس اركان الجيش الحالي الفريق ابو بكر زيباري عسكريا محترفا وجنديا صادقا يوم اعلن قبيل الانسحاب الامريكي عن عدم جهوزية الجيش وحدد عشرة سنوات لاكتمال هذه الجهوزية . لكنه بتصريحه المهني الدقيق هذا خرق جدار المسكوت عنه واثار حفيظة كل الاطراف التي تؤمن بأن البندقية تعمل بـ(قوة الله ونابض الارجاع).

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1500 الاحد 29/08/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم