أقلام حرة

تحالفات المالكي المحتملة ومستحقاتها (1)

لانه من الصعب على اية قوة سياسية واحدة ان تقود العراق بسلاسة ونجاح واقتدار، ولانعتقد ان هناك من سيغامر بمثل هذه القيادة المنفردة .

 

2- ونعتقد ان السيد رئيس الوزراء في حيرة من هذه التحالفات سواء على صعيد الكيفية اوالشروط اوالاخر الذي سوف يتحالف معه ..

 واسباب هذه الحيرة كثيرة منها عائدة الى الوضع المعقد في العراق بحد ذاته، ومنها انه يريد ان يفرض شروطه (التي لم تتضح بشكل تفصيلي لحد الان).. فالشروط يجب ان تكون واضحة وليست غامضة.. كشرطه بالخروج من التخندق الطائفي .. اذ مازال الشرط مبهما . ومنها انه حتما يحاول ارضاء الدول الاقليمية .. ومنها ايضا اضطراب مطالب القوى الاخرى وتناقضاتها فيما بينها .. ومنها الخوف من التفريط بالحلفاء السابقين وصعوبة المراهنة على حلفاء جدد .. وهناك اسباب اخرى كثيرة، قد ناتي عليها في حلقات مقبلة.

 

3- ونعتقد ان المالكي في سباق حاد مع الزمن بخصوص تحالفاته هذه نظرا لقصر المدة وتراكم المشاكل وطغيان شيء من المجهول المخيف بعد انسحاب الامريكان في 1/7... فكل ذلك مجتمعا يتطلب منه الاسراع بحسم تحالفاته لخوض معركة الانتخابات النيابية الاتية .

 

4- ولعله من النقاط التي تستحق الاثارة فيما يخص تحالفاته السياسية وامكانية التوفيق بين انتمائه الايديولوجي والمذهبي والقومي من جهة وتطلعات الاخرين التي تتضاد مع هذه السلسلة من الانتماءات، مع الاخذ بنظر الاعتبار نقطة جوهرية اساسية، ان العراق او المجتمع العراقي مازال محكوما بنزعة التقاسم على اساس طائفي وعنصري وقومي . وماقيل عن تجاوز العراق لهذه الافة هو محل شك كبير، وماقيل عن الانتخابات البلدية الاخيرة لم يتجاوز صوت الاقتراع هذا التقاسم .. بل تجاوز الافراد داخل الطوائف والقوميات .. والا فالمعادلة مازالت محكومة بهذا الداء الخطير .

 

5- يقال والعهدة على الراوي – نحن نسمع ولانقول عندنا معلومة فلا يجتمع بنا ماكين اسبوعيا بشكل سري مثلا وليست لنا  علاقات بمصادر معلومات والحمد لله وانما مواطنان عاديان نسمع كما يسمع الاخرون –  يقال ان للسيد رئيس الوزراء فرقته العسكرية الخاصة من اقربائه واصحابه وحزبه، وان له مجاميعه الامنية الخاصة به ومجاميع عشائرية يغدق عليها مالا ...!!!

 

والسوآل هو كيف يمكن التوفيق بين هذه الممكنات الشخصية للسيد رئيس الوزراء والاطراف التي سوف يتحالف معها .. فان هذه الاطراف ستنظر بعين الشك والريبة والخوف لهذه الامكانات التي يمتلكها السيد رئيس الوزراء (ان صحت)

 

6- ان السيد رئيس الوزراء ينظر ايضا في تحالفاته هذه رد فعل الشارع العراقي وكما قلنا سابقا رد فعل دول الجوار .. ونقطة اخرى وهي مايمكن ان يترتب على ميزان الفوة الشيعية في المعادلة،،، حيث ان هذه القوة الاخيرة اخذت تعاني من ارتباك بالعلاقة مع القوة الكردية وهي علاقة غير مستوية على اساس متين مع القوة السنية .. ومن هنا يكون المالكي امام امتحان عسير فكيف سيصوغ تحالفاته في ضوء هذا الاضطراب .

 

7- قد يكون مشروعه في الديمقراطية الرئاسية هي محاولة للخروج من كل هذه التناقضات .. ولكن امام هذا النوع من الديمقراطية مشاكل ومشاكل منها عدم رضى الاكراد وعدم رضى الكثير من الشيعة وعدم رضى الاقليات ايضا .. ومنها الخوف من ان تكون نتيجة الديمقراطية الرئاسية ذات لون مذهبي واحد، على افتراض ان المالكي قد ينال اصوات الشيعة وهم الغالبية .. وحيث تكون النتيجة حكومة من حزبه وطائفته .. وهي نتيجة مخيفة للاخر مهما طعمت ب (نكهات اخرى)

 

هذا هو المشهد الاول لتحالفات السيد نوري المالكي المحتملة ومستحقاتها ..

 وسوف نتابع المشاهد الاخرى تباعا .

   

ناهدة التميمي وغالب حسن الشابندر  

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1088  الاربعاء 24/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم