أقلام حرة

ماذا لو تحالف المالكي مع (الصغار)..!!! (2)

شخصيات منفردة وكيانات سياسية لاتتمتع برصيد شعبي كبير او حديثة التكوين او تجمعات مهنية هنا وهناك، هذا الكلام متداول في الساحة العراقية ونحن انما نعالج هذا الموضوع بالاعتماد على السماع لاننا في معرض تحليل الاحتمالات ونتبع المدرسة الوصفية في التحليل وكيفية الاستفادة من التحليل الوصفي تعتمد على المقابل.

 

2- ويفسر المراقبون والمحللون هذا الموقف من السيد رئيس الوزراء بانه محاولة للحصول على اكبر قدر ممكن من القوة والصلاحيات والسلطة باعتبار انعدام المزاحم القوي ... وان ذلك من الطرق القصيرة للوصول الى رئاسة الوزارة مرة ثانية.

 

3- ان هذه الخطة (قد لاتكون في صالح السيد رئيس الوزراء بالضرورة) لان الحليف الضعيف لايكون بالضرورة عونا، بل قد ياخذ احيانا اكثر مما يعطي، وقد يبطل علاقته مع القوي اذا توفر له الاقوى ..!! ولذلك فان تحالف القوي مع الضعيف في العمل السياسي ليس ضمانة اكيدة للقوي ولاتعني بالضرورة ان الطرف الضعيف في المعادلة سيبقى وفيا ولايخرمها لسبب او لاخر ..

 

4- ان التحالف مع (الضعفاء والصغار) قد يضعف من اداء القوي .. فان القوي الحقيقي يجب ان تكون ادواته قوية ايضا وحلفاؤه اقوياء .. اما الحليف الضعيف قد يعرقل اداء القوي ويثقل كاهله بمسؤوليات جديدة لعل منها تسديد الضعيف ووضعه على السكة الصحيحة وخلق فرص لتفعيله وتنشيطه.

 

5- ان التحالف مع (الضعفاء او الصغار) قد يجابه بتحالف مضاد يتألف من الاقوياء، اقوياء بتاريخهم وقواعدهم وتجاربهم وربما بجماهيرهم المذهبية والقومية .. وفي مثل هذه الحالة يصعب على السيد رئيس الوزراء قيادة دفة الدولة فيما اذا انتخب مرة ثانية.

 

6- ان القوى الضعيفة سواء كانت شخصيات او احزاب حديثة النشأة ومؤسسات اهلية جديدة قد لايكون لها تلك العلاقات العضوية والفاعلة مع دول الجوار هذه او تلك، ونحن نعلم ان القوى السياسية الفاعلة في العراق تستمد بعض فاعليتها من الدعم الخارجي، وهي انما حازت على هذا الدعم لاهميتها وتأريخها وجماهيريتها ..

 

وعلى هذا الاساس سيواجة تحالف المالكي مع الضعفاء والصغار، بلحاظ هذه النقطة، موقفا اقليميا لايحسد عليه، فان القوى الداخلية ذات العلاقات القوية مع الخارج قد تكون داعمة له، وقد تساهم في تذليل الخلافات وتعميق العلاقات مع الحارج .

 

7- ان التحالف مع (الضعيف او الصغير) لعبة غير مضمونة النتائج على المدى البعيد وقوانين لعبة التحالفات تقضي بضرورة الموازنة بين عدة حالات وليس بالضرورة ان التحالف مع الكبار يضعف من الكبير ويعرقل نشاطه ويحجم دوره، خاصة اذا اعتمدنا على مبدأ اساسي وجوهري بالعمل السياسي وخصوصا في العراق،

ذلك ان الاهم هو الدولة والشعب والوطن وليس الشخص او الحزب .

والضمير من وراء القصد

 

ناهدة التميمي وغالب حسن الشابندر

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1092  الاحد 28/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم