أقلام حرة

في بغداد .. النار تحت الرماد ...

 سابق عهدها ايام الخطف والقتل والذبح والتسليب والتفجيرات.. بعد الانسحاب الامريكي ..

 

كانت لي مراجعات في طابو الكرخ وطابو الرصافة ايضا .. وحيث ان مثل هذه الدوائر عادة ماتكون مزدحمة جدا والانتظار طويل .. كان يدفعني فضولي الصحفي دوما الى ان اسال الناس مالذي يخيفكم..!! .. فتكون الاجابة متشابهة في اغلبها .. الانسحاب الامريكي . اذ ان كل جهة ستحاول ان يكون لها قصب السبق في السيطرة على الامور .. فهناك البعثيون الذين يتحيينون الفرص للعودة الى الحكم .. ولاننسى ان لهم ضباط سابقين وحرس جمهوري وقوات امنية واعضاء فرق ومسلحين من كل لون وشكل وهؤلاء ربما لديهم سلاح مخبأ.. اذ اين ذهبت كل اسلحة الجيش العراقي السابق .. وهؤلاء يريدون اي فراغ امني ليملؤوه ويعودوا للحكم ...

 

ثم هناك القاعدة التي اثبتت التقارير الاستخبارتية انهم يخططون لشن هجمات مدمرة بالتزامن مع الانسحاب الامريكي وربما (بالتنسيق معه) حسب راي الناس لاذكاء نار الفتنة الطائفية من جديد ولاعادة البلاد الى بحور الدم والتناحر وربما للسيطرة على بعض المناطق واعلان دولة العراق الاسلامية والتي يرومون انشاؤها .. اذ كان العراق وعلى مدى خمسة قرون مركز الخلافة الاسلامية الموحدة من حدود الصين الى اسبانيا .. والقاعدة معروف دعمها وتغذيتها من  بعض الدول في المنطقة .. وكان رأي الناس ان القاعدة قد استعرضت قواتها مع البعثيين في مناطق ديالى والموصل ومؤخرا في ابو غريب عندما تم اغتيال مسؤول حكومي كان يزور احد الاسواق القريبة من ابو غريب واستهدف هو ومن معه.. ومن ثم استعرض المسلحون قواتهم في تلك المنطقة في تحدي صريح للدولة والقوى الامنية مما اخاف الناس وارعبهم وجعل قدرات القوات الامنية على حفظ الامن في مناطقهم موضع تساؤل منهم .

 

وهنالك قوات بدر وتنظيمات الدعوة واحزاب اخرى كلها مسلحة وليست مستعدة للتنازل عن مكتسباتها في العملية السياسية الجديدة

 

وهناك الاحزاب الاسلامية السنية والشيعية والمتصارعة بينها ومع بعضها لتكون لها القبضة الحاكمة عند الانسحاب،  وعند سماع جيش المهدي نية القوات الامريكية بالانسحاب .. استعرض هو الاخر بعض من قواته في حي العامل ليقول نحن هنا وبدانا نستجمع قواتنا ونعيد تنظيمها استعدادا لساعة الصفر ورحيل الامريكان ..

 

وهنالك الحزب الاسلامي وتنظيماته والذي لم يحقق الكثير في الانتخابات المحلية الاخيرة والذي لايريد ان يهمش ويخرج من العملية السياسية بعد انسحاب الامريكان وكان احد اعمدتها .. كما لاننسى الصحوات والعشائر وصحوة الانبار .. و .. و

 

لذلك ترى المواطن البسيط خائف ومترقب ومتوجس من حال الامور وما ستؤول اليه بعد انسحاب الامريكان .

 

اما التفجيرات فقد عزاها المواطنون الى صراعات بين الاحزاب او الاكراد الذين لايريدون للامور ان تستتب حسب قولهم لانه كلما كان العرب اضعف كلما كانوا هم اكثر قوة وغنموا اكثر ..

 

فكل من له اجندة برأيهم  يفجر .. من لايريد للامريكان ان ينسحبوا يفجر .. ومن يريدهم ان يرحلوا يفجر ومن يريد الوضع على ماهو عليه يفجر .. ثم لاننسى البعثيين الذين حنقوا على المالكي لانه اطلق مبادرة المصالحة الوطنية ثم حنث بوعده لهم عندما قال لاصلح مع من تلطخت ايديهم بالدماء ..

لذلك ترى الناس تعيش في قلق مستتر ونار قد لاتبدوا ظاهرة ولكنها مخبوءة تحت الرماد.

 

د. ناهدة التميمي

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1058  الاثنين 25/05/2009)

في المثقف اليوم