أقلام حرة

تحالفات المالكي ومقتربات ربما غائبة عنه (3)

ولم يستفد حزب الله اللبناني (الشيعي) من كلا الفريقين.. فهل ستتكرر هذه التجربة مع السيد المالكي بتحالفه مع الاخرين ممن لاينتمون الى دينه ومذهبه (نحن نتكلم بهذه اللغة مضطرين تحت ضغط الواقع)

 

2- ان الطائفية المذهبية اشد تعنتا واكثر اصرارا على الاستـئثار بالحكم والقرار السياسي والنصيب البرلماني والمكاسب المادية والوظيفية من الطائفية السياسية .. فهل يعي السيد رئيس الوزراء العراقي هذه الحقيقة جيدا بالشكل الذي يحول دون تورطه بتحالفات بدافع مكاسب قصيرة المدى فيما تسبب خسارة له على المدى البعيد .

 

3- ان اي تحالف  لاتكمن مشاكله في العلاقة مع التحالفات الاخرى وحسب،  وانما قد تكون المشاكل في داخله اكبر ، كما لو ان التحالف بين قوى ومكونات سياسية التقت عشوائيا او بدافع حل المشاكل الانية السريعة استجابة لمصالح وقتية او رد فعل من اخر .. فهل من حقنا ان نقول ان على السيد رئيس الوزراء وهو يدخل في تحالف ما ان يحسب حسابا كبيرا لمدى التجانس الفكري والروحي والتاريخي وربما حتى المناطقي بينه وبين المكونات الاخرى التي سوف يتحالف معها .

 

4- ان اي تحالف في ظل الاوضاع المعقدة في العراق عرضة للتخلخل والتصدع بفعل تدخل دول الجوار وتناقض المصالح والطروءات المفاجئة ، وفي مثل هذه الحال ان الاقرب للمعقول هو التحالف مع المكونات القريبة فكريا وروحيا ودينيا وغيرها من المقتربات الاخرى التي يعرفها السيد رئيس الوزراء قبل غيره ، بل قد يعرفها كل عراقي بشكل عام .

 

5- ان السيد رئيس الوزراء طالما صرح بان هناك قراءة جديدة للائتلاف الذي كان حزبه احد مكوناته ، وهي نقطة جديرة بالانتباه فهل عكف السيد رئيس الوزراء حقا على تعميق هذه القراءة ومن ثم طرحها علنا ، فان ذلك قد يعجل بخطوات حل هذه الاشكالية .

 

6- اذا صادف وتحالف السيد رئيس الوزراء مع مكونات هي ليست قريبة اليه بلحاظ انتماءاته المعروفة ، وصرف النظر عن التحالف مع المكونات التي هي قريبة اليه بلحاظ انتماءاته العامة ايضا ، انما سيضع نفسه تحت نوعين من الضغوطات والمشاكل من داخل التحالف الذي سينتمى اليه .. وضغوطات ومشاكل من المكونات التي كان يشكل معها تحالفه القديم .. وهذا يثقل كاهله كثيرا .

 

7- في راينا الصيغة المعقولة لنوع التحالف الذي يشارك فيه السيد رئيس الوزراء هو ان يكون تحالفا مع الاقرب فالاقرب .. بعد ذلك لامانع من اضافة مكونات اخرى هي على بعد نسبي منه بلحاظ انتماءاته العامة (انتماءات رئيس الوزراء).

ولنا عودة لتفصيل هذه النقطة.

 

8- ان جوهر التحالف هو الواقعية.. وواقع العراق الان انه لم يخرج بشكل عام من لغة الاصطفافات تحت هذا العنوان او ذاك.. لانقول ذلك ايمانا منا بالطائفية والشوفينية وانما انطلاقا من القول ان السياسة فن الممكن ..

 

 واخيرا هل حقا يضمن السيد المالكي تحالفا ستراتيجيا مع الحزب الاسلامي العراقي مثلا باعتبار ان كلاهما ينتمي الى الاسلام السياسي بالمعنى الحرفي للكلمة ؟

اننا نشك بذلك ..!!!

اذن ينبغي له ان يفكر قبل اي خطوة على مستوى تحالفاته ..

 والضمير من وراء القصد ..

يتبع

 

ناهدة التميمي وغالب حسن الشابندر   

 

 

 

 

في المثقف اليوم