أقلام حرة

الائتلاف او الطوفان (1)

ولعل الحاح الكثير من اطرافه على ضرورة بقائه رغم اختلافات التصورات .. حول طبيعته وشروط هذا البقاء يشكل دليلا واضحا على مانقول ..

 2- تتاكد ضرورة الائتلاف في ظل استمرار معادلات التجاذب والتنافر العنصري والطائفي حيث من الصعوبة بمكان انكار هذه الحقيقة رغم مرارتها .. ولعل ما افرزته انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة اكدت هذه الحقيقة المرة حيث المحصلة النهائية للانتخابات كانت موزعة على دوائر مذهبية وقومية مع شذوذ نادر جدا جدا .

 3- ان الائتلاف متمثلا بعناصرة المتعددة .. يشكل عنصر توازن في العراق وليس عنصر قلق واضطراب نظرا لتواجد كتل سياسية موازية ما زالت متمسكة بانتمائها المذهبي والقومي .

 4- لقد ارتكب الائتلاف اخطاء كثيرة منها عدم استيعابه الاخوي للتيار الصدري ومنها استئثار المجلس الاعلى باغلب حصص مجالس المحافظات في الانتخابات التي سبقت الاخيرة .. حيث كان المفروض ان يطلب من الفرقاء المشاركين له مشاركته في هذا المكسب رغم فوزه الذي كان ساحقا انذاك .. ومن هذه الاخطاء تظهير العمامة على العنصر المدني بمنسوب زائد, ومنها تجاذب وتبادل الاتهامات الى حد التخوين .. ومنها استئثار الأسر بالمناصب والمواقع الحزبية والسياسية والوظيفية .. وسوف نتعرض الى المزيد من ذلك في الحلقات المقبلة .

 5- لقد لوحظ وبشكل جلي الاختلافات الكبيرة من كثير من القضايا السياسية والادارية والقيادية بين مجموعة العناصر المكونة للائتلاف مما انعكس على تماسكه ووحدته .. وكان المفروض اتخاذ عدة اجراءات لمعالجة اسباب التصدع هذه .. كأن تؤجل القضايا المختلف عليها لما بعد .. او تطرح رؤية شبه توحيدية على انقاض الاختلافات الكبيرة ولكن للاسف الشديد لم يتم الالتفات الى ذلك مما فعل من مخاطره ومشاكله .

 6- طوال خمس سنوات من عمر الائتلاف .. لم يعمل على تبريز عناصر ووجوه جديدة لتكون رائدة في العمل السياسي والاجتماعي والفكري مما يذكرنا بمرض الاحزاب الشمولية التقليدية التي سبب قادتها انهاءها والقضاء عليها .

 7- عدم وجود خطة اعلامية موحدة للائتلاف وتعدد منابر اللمز والنبز ساهم ايضا بضعف واضعاف الائتلاف ومن امثلة اللمز والنبز هو اتهام بعض الاطراف لبعضها بالقرب او البعد من المرجعية .. مع العلم ان المرجعية ترفض ان تكون محل ابتزاز بين الاطراف المتصارعة .

 8- ان ينبري اشخاص من الائتلاف من هذا الطرف او ذاك ليقوم بنشاط ينتمي رسميا الى الدولة وهو اصلا لم يحتل موقعا رسميا ..او ليس له صفة رسمية ماجعل من الائتلاف محط اتهام استحواذي على ألسنة الناس .. فالناس تميز مابين الموقع الرسمي وغير الرسمي وتحدد مواقفهم على ضوء هذا التمييز تجاه الاحزاب والحركات الموجودة في الساحة .

 9- لم تظهر بوادر عمل جماعي يكشف عن رؤى توافقية وتثبت ان هناك ستراتيجية شبه موحدة .. الامر الذي جعل الناس يشكون بمصداقية الائتلاف ككيان موحد .. ويمكن ان يمثلهم بشكل متكامل .

 10- ورغم كل نقاط الضعف هذه .. نقول ان الائتلاف ضرورة في ظل الظروف العراقية الحالية وانه حال دون استئثار طائفي او قومي بادارة الحكم .. وساهم الى حد ما في لملمة شرائح كبيرة من ابناء الشعب العراقي وساهم في سن الدستور رغم بعض مشاكله الكبيرة , وهناك منجزات اخرى لايمكن اغفالها.

  

.. سنواصل الكتابة عن هذا الموضوع ولو بعناوين مختلفة ...

 ناهدة التميمي وغالب حسن الشابندر

 

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1058  الاثنين 25/05/2009)

في المثقف اليوم