أقلام حرة

ديمقراطيتنا الانتخابية وثقافة الناخب

كنا الزمن في  زمن اللاديمقراطية والطغيان   نردد هذا البيت من الشعر سرا انا وبعض من الأصدقاء لشاعر لا اعرف منه ولكن يبدو ان لا شئ تغير فالثيران لازالت تعلو في السماء كأنها ثريا ويبقى العالم والمثقف متخفي او منزوي في زاوية لا يمكنه الخروج منها.

 

قد نكون حديثي العهد بالديمقراطية ولكن نحن لم نعرف للديمقراطية الانتخابية  طريق صحيح وان توجهنا الى صناديق الاقتراع أكثر من مرة وتحت وابل من الرصاص  والسيارات المفخخة ولكن كان الاختيار  أعمى عند اغلب العراقيين أذا ما آخذنا بنظر الاعتبار العدد الكبير من العراقيين الذين  لا يعرفون القراءة والكتابة (الأميين)  وكذلك الاختيار على المذهب او القومية و ربما على شخصية معينة حتى لايعرف من هي؟؟

 

في الدول المتحضرة والمتقدمة يأخذ الناخب مصلحة بلده فوق كل اعتبار لأنه المصالح الشخصية زائلة مع مرور الزمن , ام نحن في دول العالم الثالث (الدول النامية – النايمة) يعشعش التخلف فينا وتخدعنا العبارات الزائفة والشعارات المتلونة التي تتكلم عن الدين والقومية  والى غير ذلك.

 

لو كنت مرشحا لاعتمدت كل الوسائل للنهوض بواقع البلد من التخلف والجهل والجوع  الذي يعيش به رغم الثروات التي نتملكها فنحن فقراء علم ونهضة ونعيش على امل ان ينهض بنا المتخلفون  رغم اننا من صنع الحضارة وأول من خط بقلم .

 

كم أتمنى أن تكون مصلحة البلد هي غاية الجميع وان لا ندع مجال للتطفل والأنانية في حرية الاختيار فهما مالت إليه مصلحة الوطن نميل أليها وان نتحالف مع الدول  العظمى  في سبيل الوطن وليس مع أمريكيا وحدها   وان نترك الأكاذيب خارج نطاق ثقافتنا .

 

إلى متى نبقى في أحضان إيران على أساس المذهب الشيعي وماذا كسبنا من هذه العلاقة  غير الموت والتفرقة والعبوات الناسفة والى متى نبقى في أحضان السعودية الوهابية التي تصدر الإرهاب للعراقيين وترعاه وليس هاتين الدولتين فقط وإنما كل دول الجوار ولا يمكن أن ننسى تركيا العلمانية التي أغرقتنا عطشا ونحن لا ندري ماذا نفعل أو ربما ماذا يكون مصير بلد النهرين أذا ما اجتاحتنا الجفاف وقد يكون الجفاف إرهاب دائم .

 

إما إن الأوان لنتحرك ونترك ترسبات الماضي البغيض الذي يلاحقنا كظلنا في كل زمان ومكان  ونشد الأيادي مع بعض في سبيل العراق وحضارته وتاريخه ؟

 

نحن على موعد ليس ببعيد من الانتخابات القادمة لانتخاب البرلمان وقد يكون عند البعض هذا الحديث سابق لأوانه ولكن يجب علينا أن نوعي وننصح ونثقف المواطن العراقي في داخل العراق وخارجه قبل هذا الموعد بفترة كافية.

 

من سوف يرشح ومن سوف ينتخب وهل يمكن أن تبقى نفس الصور آم أن للناخب رأي أخر وعلى  ماذا يعتمد ناخبنا .

 

في الانتخابات السابقة كانت اغلب الأصوات على أساس طائفي وعرقي وقد تكون نسبة قليلة من المثقفين من أعطوا أصواتهم على مبدأ الكفاءة او الشهادة.

 

كان للدين و المذهب تأثير كبير على أصوات الناخبين فاغلبهم رشحوا القوائم الدينية ولكلا المذاهب ولعبت الشعارات الدينية دورا كبيرا في أيهام الناخب وخداعه .

 

وكذلك لعبت الشعارات الزائفة دور اكبر في تعتيم الصورة أمام العراقيين وإيهامهم في إعطاء أصواتهم وتشتيتها وعدم جني ثمار العملية الانتخابية وتحقيق الأهداف المطلوبة للنهوض بالبلد نحو الأفضل .

 

هنا أود أن اطرح بعض الأسئلة على الناخب العراقي :

1.مدى معرفته بالشخصية التي أعطى صوته لها وسوف يعطيه مستقبلا.

2.ما هي الاتجاهات والميول السياسية لدى هذا المرشح .

3.من يقف وراءه من دول الجوار أو غيرها وهل مستقل فعلا.

4.القائمة التي رشحته من أين  مصادر تمويلها  المالية.

5.هل سيكون منح صوته على نهج ديمقراطي بحت ام فقط لغرض لأداء واجب.

6.هل عرف نهج وبرنامج الحزب السياسي الذي ينتمي إليه مرشحه .

 

من هذا المنطلق يجب توعية المواطن وبكافة الطرق والوسائل لكي لا تكون العملية الانتخابية مجرد  روتين يجب ان ينتهي منه وليس غير ذلك لأنه مستقبل البلد .

 

يجب على المفوضية العامة للانتخابات ان تدرس الأخطاء السابقة وتحاول معرفة أسبابها وتجاوزها في الاستحقاق الانتخابي القادم لكي تبتعد عن كل ما يثير الشبهات ومنع الأصوات من  ان تردد هناك تلا عب او تزوير اوما شابه ذلك.

 

يجب على المواطن معرفة ما تحقق من نتائج ملموسة على الواقع وليس ما يصرح به في وسائل الأعلام على ضوء ذلك يقرر لمن يعطي صوته ولا تغره الوعود الزائفة والبدلات الأنيقة ولا غيرها من مايرتديه من يتسترون بالدين .

 

وعليه ان يتأكد من مرشحه عراقي الأصل وليس بالاسم فقط (مزدوج الجنسية) وان يعيش داخل العراق هو وعائلته  مع أبناء الشعب  ليتحمل المسؤولية كاملة ويعرف مايعانيه هذا الشعب من أزمات ونقص في الخدمات .

 

وان لا يكون همه الراتب المغري والأبهة والتصريحات عبر شاشات التلفزة وليضع الوطن ومصلحته فوق كل اعتبار ويضع صورة من انتخبوه أمام عينيه لكي  لا يندموا على منحه صوتهم.

 

لننتخب برلماننا غايته الوطن فوق مصلحة الحزب والقومية والمذهبية يترك المهاترات والكلام الفارغ لأنه محاسب أمام الله أولا والقانون والشعب ثانيا

 

يجب على البرلمان ان يعطي للمرأة حقوقها واسناد دورها في بناء المجتمع وتاكيد على حريتها واستقلالها لتكون اليد الأخرى للنهوض بالبلد.

 

ليكن برلمانا ينتشل الشباب من البطالة والضياع في الشوارع والمقاهي وخصوصا خريجي الجامعات والمعاهد وإيجاد فرص عمل تعينهم على المكسب الحلال وبناء آسرة صالحة لان الأسرة هي نواة المجتمع وتوفير مساكن لهم وترعاهم لكي  لا يسلكوا الطرق الخاطئة التي تحرفهم عن الطريق الصحيح فالمخدرات وغيرها انتشرت بشكل واسع في مجتمعنا وتتلاقفهم المنظمات الإرهابية  .

 

علي الزاغيني

[email protected]  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1102  الاربعاء  08/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم