أقلام حرة

ماذا يريد السنة العرب من المالكي ..؟!!

التي تترك بصماتها دما ودمارا واراملا وايتاما ومزيدا من الفقراء .. واحدى الجهات المتهمة بهذه الاعمال وهي كثيرة .. هم العرب السنة الذين لم يستوعبوا التغيير لانهم فقدوا حكم العراق والذي كان لهم وحدهم على مدى قرون ومعه فقدوا مكاسبهم وامتيازاتهم وتسيدهم .. ولذلك يحاولون الضغط بهذه الوسيلة ليثبتوا انهم هنا وانهم موجودون وبانهم لايمكن تجاهلهم والا احالوا الامن فوضى واقضوا مضاجع الحكومة واركانها .

 

ولكن المتابعين للشان العراقي يتساءلون .. الم يتعب هؤلاء بعد من التفخيخ والقتل والتفجير والتهجير .. اما ان الاوان لهم ان يقتنعوا بان التغيير قد حصل فعلا وانتهي وان الاطراف الاخرى ايضا ليست مستعدة للتخلي عن مكاسبها ويرضخوا للامر الواقع ..

 

اما حان الوقت لهم ليدركوا ان الامر اليوم غير ماكان عليه بالامس وبانهم اذا كانوا راغبين بحكم العراق ثانية فلياخذوه ولكن عبر الوسائل الديمقراطية وصناديق الاقتراع ..

 

فالمنازلة الحقيقية تكون عبرها ومن له جمهور ويستطيع اقناع الاخرين بمنهجة وبرنامجه فليفعل ليس هناك ما يمنعه ولياخذ الحكم هنيئا مريئا.

 

 ولكن بالمقابل كيف نطمئن السنة العرب الى انهم لن يهمشوا او يحصروا بزاوية ويحرموا من الوظائف المهمة والحيوية كما كان حال الشيعة والاكراد من قبل ..

 

يقول المهتمون بالامر ان على الشيعة ان يتفاهموا معهم ويطمئنوهم ولاباس باعطائهم جزء من الحكم ليخلصوا العباد من هذه التجاذبات السياسية والصراعات التي تظهر اثارها تفجيرات واشلاء ضحاياها من البسطاء لاثبات الوجود ليس الا ...

 

ولكن على السنة اولا ان لايفكروا باعادة باعادة العراق الى المربع الاول لان ذلك تاريخ وانتهى ولايمكن اعادة عجلة الزمن الى الوراء .. فهذا ليس ممكنا ..

 

وعليهم ثانيا ان يقبلوا باللعبة السياسية الجديدة ويقبلوا بحكم العراق من خلالها ...

 

 اما الشيعة فعليهم ان يقبلوا بمشاركة حقيقية وليست تجميلية للسنة بالحكم.. حتى ولو اعطوهم حق الفيتو بالقرار السياسي لطمأنتهم.

 

وعلى السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ان يكف عن استفزاز السنة بالتلويح الى انه سيلغي العملية السياسية الديمقراطية التوافقية وان الحكم يجب ان يكون للاغلبية السياسية لان هذا الامر لايمر على السنة ولن يستسيغوه او يقبلوا به . فهم يعتبرون الديمقراطية التوافقية هي الضمانة الاكيدة لهم في المشاركة السياسية.

 

هذا مقابل حفظ دماء الناس حتى ولو مؤقتا .. فالعراق الان بحاجة الى اعادة الثقة بين جميع الاطراف لفترة من الزمن لان الجميع متوجس من الاخر .. والمشكلة الحقيقية الان هي سنية شيعية باعتبار ان الاكراد اخذوا حقوقهم ويريدون ضمانات لاستمرارها ..

 

 ناهدة التميمي 

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1102  الاربعاء  08/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم