أقلام حرة

العراق الجديد وضرورة ترتيب الاولويات

وظهرت معالم (وفاق دولي) جديدة؛ أو عصر التهدئة كما يقولون وهذه المرحلة لا يمكن اعتبارها، بداية لسعادة الإنسان وتحرره من أطماع ومصالح خارجية .

لماذا...؟

لأن (قوى النظام القديم هي نفسها المتحكمة بالظروف الدولية )، وهذا ما أشار إليه الدكتور كونترنك الرئيس السابق لاتحاد الكتاب والصحفيين النمساويين في الندوة الفكرية التي دعت لها المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع النمسا، وقد شارك في هذه الندوة أكثر من ثلاثين باحثاً ومفكرا ناقشوا موضوع حقوق الإنسان في ظل النظام الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأميركية .

وهذه القوى الدولية حتماً... سترتب مواقعها في النظام الدولي الجديد، وستعمل جاهدة على حماية مصالحها على حساب أطراف دولية أخرى، ولنكن صادقين مع أنفسنا ونتساءل، بعد أن نتنفس الصعداء ونقول  :ما هي حقيقة الوضع الدولي الآن؟ ويأتي الجواب سريعاً ... ودون مشقة، فالصورة واضحة المعالم، والظروف الدولية قد هيأت بدقة، لبروز الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها قائدة للمعسكر الغربي والعالم.

بمعنى آخر ... سيكون النظام الجديد (أحادي المرتكز) مع ظهور محاور أخرى ثانوية لكنها مؤثرة في القرار الدولي،كمحور أوروبا الموحدة، ومحور ألمانيا واليابان التي ظهرتا كقوة اقتصادية عظيمة .

تبقى ملاحظة أخيرة هي ... إن روسيا سيكون لها دور، ومصالح، رتبته مع أمريكا. لكنه بالتأكيد ... ليس الدور الذي لعبته سابقاً عندما كانت  قوة اقتصادية مرموقة بعد مؤتمر يالطا، دورها سيكون بمستوى الترتيبات التي جرت في لقاء اوباما مع مدفيديف  مؤخراً، وستلعب موسكو ... في أوقات ضعفها بأوراق سياسية تختارها بدقة للضغط على واشنطن، التي بدورها ستهدئ اللعب مع الروس لكنها بين الحين والآخر ستجلدهم بسوط  ...

- انتهاك حقوق الإنسان .

- والديمقراطية المضيعة.

- واضطهاد الأقليات.

ونتساءل في ظل ذلك أين موقع دول (العالم الثالث) وبضمنها العراق في النظام الدولي الجديد؟ الحق يقال إن:

 -هذه الدول جميعاً لم تتعلم الدرس جيدا.

- ولم تفهم قوانين التاريخ ومعطياته للخروج من أزماتها الحادة ، وأقول أزماتها وليس مشكلاتها لأن الأخيرة لا حصر لها ولاعدد .

 فبعد التحولات الجديدة، وهبوب رياح التغيير، وسقوط المعسكر الاشتراكي،  وزوال الإتحاد السوفيتي، وظهور معالم نظام دولي جديد، والى اليوم لم يلاحظ أحد أن دول (العالم الثالث) أدركت خطورة الموقف وتصرفت بشئ من الحكمة ؛ رغم معرفتها بأنها هي الضحية في النظام الجديد، وهذا غريب لأنها لم تتحرك وترتب أوضاعها، وتثبت مواقعها مثلما يفعل الكثيرون لإثبات وجودهم ووزنهم الدولي .

ولذا فان العراق الجديد بعد سحب القوات الاميركية مطالب بتثبيت حقوقه الدولية ووزنه الدولي، وعدم التفريط بسيادته الوطنية، وترتيب الداخل بصورة ايجابية تؤثر على الخارج، والغريب أن مجلس النواب العراقي إلى اليوم لم يلتفت لهذه الحقيقة المرة، فهل هذا معقول يا ترى ؟؟!!

 

الدكتور قاسم خضير عباس

متخصص بالقانون الجنائي

والعلاقات الدولية

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1107  الاثنين  13/07/2009)

 

في المثقف اليوم