أقلام حرة

في ذكرى الزعيم عبد الكريم قاسم

لقد بنى غاندي للهند عصرا جديدا وبنى لهم مجدا كما بنيت انت للعراق تاريخا لايمكن ان يهوى وبنيت الجمهورية العراقية التي لاتمحى من الوجود.

ها قد مضى مايقارب نصف قرن على رحيلك ولكن لاتزال تعيش في قلوب العراقيين لأنك أتيت لأجلهم واستشهدت لأجلهم وحملت الامهم واملهم لتنتشلهم من ظلم العبودية والتخلف الذي كبت على قلوبهم .

ياناصر المظلومين وزعيم الفقراء لقد حاربت الفقر وانتصرت عليه وحاربت الإقطاع وانتصرت للفلاح والعامل والطالب  ورفعت شان العراق.

كتب عنك التاريخ أحرف من نور لأنك ابن العراق الذي مات ولا يملك دارا يسكن فيه لان اغلب العراقيون من غير دور ولم تملك رصيدا في البنوك لأنك نزيها  تقدس المال العام  تملك حب العراق وليس غيره وإنما ديون ظلت بذمتك الى ما بعد استشهادك .

ياترى لو كان للنزاهة وجود في زمنك فكيف يمكنهم ان يحصوا أموالك وممتلكاتك التي لا تعد لأنها لا وجود لها كما يحصون أموال وممتلكات السياسيون وغيرهم من الوزراء وذوي المناصب الأخرى .

اين هم منك ألان السياسيون وغيرهم ممن اعتلوا سلم السلطة  والوزارات هاهم يسرقون من أموال الشعب وقوته دون رحمة ولا شفقة .

فياليتهم يحذون حذوك ويضعون العراق فوق كل الاعتبارات الحزبية والمذهبية  ويتطلعون إلى شعبه بعين الامتنان لأنهم هم من وضعهم في مناصبهم بعد أن صوت لهم .

متى يستفيد منك هؤلاء المعاصرون   ويحذون حذوك في قيادة العراق نحو مستقبل زاهر وانتشال شعبه من الفقر والجهل والتخلف.

كم نحن بحاجة الى عبد الكريم قاسم من جديد او من يماثله وطنية او حب للوطن لينقذ هذا الشعب من الضياع والحرمان والفقر الذي بدا يسير في الطرقات .

ايها القادة العسكريون ليكن مثلكم الزعيم الراحل في قيادة الجيش ولا تتبعوا خطوات السياسيون لانه مشبوهة وتجعل مصلحة أحزابهم ومصالحهم الشخصية  فوق كل اعتبار ولتجعلوا منه رمزا وطنيا وعسكريا تحذون حذوه في كل المجالات ودرسوا تاريخه في الكليات العسكرية ليسير الضباط الأحداث على خطاه لعل التاريخ يصنع لنا زعيما ينتشل العراق الضياع قبل فوات الاوان .

رحمك الله قائدا وزعيما ومحب للشعب ايها الزعيم الخالد وابن العراق البار .

 

علي الزاغيني

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1109  الاربعاء 15/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم