أقلام حرة

هل سقط صدام في غفلة من الزمن؟

منذ تأسيس حزب البعث في سوريا عام 1947 وهدفه السلطة وكيفية الاستيلاء عليها وبكافة الوسائل المتاحة وفعلا تم له ذلك عام 1968 بعد اسقطوا حكومة عارف وسيطروا على زمام الامورقبل هذا فشلت محاولتهم في اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم الى ان نجحت المحاولة الثانية في اغتياله عام 1963 .

لقد امسك صدام بزمام الأمور منذ كان نائبا في عهد البكر وتنحيه عن السلطة في عام 1979 بمؤامرة انقلابية قام بعدها صدام بتصفية أخر خصومه السياسيين في حزب البعث متهما إياهم بالتأمر والخيانة لصالح سوريا .

وقد مسك العراق بيد من حديد وبسط سيطرته منذ اليوم الأول لاستلامه للسلطة بإعدامه لعدد من الوزراء ورفاقه في الحزب بتهمة التأمر عليه والخيانة .

لقد انشأ مجموعة من الأجهزة الأمنية والقمعية لإحباط اي محاولة للإطاحة به وخاصة بعد نشوب الحرب العراقية الإيرانية وقيام اغلب الدول بمساندته وخاصة دول الخليج العربي .

هل كان من الممكن ان ينهار نظام حكمه في زمن المشانق والسجون التي لا تعد ولا تحصى وانشغال الشعب بحرب لا ناقة له بها ولا جمل  وكل من يتفوه بكلمة ضد النظام يدخل في غياهب السجون المظلمة .

هل كان بأماكن المعارضة ان تقوم بالتغير والإطاحة به هذا شئ مستحيل ولا يمكن القيام  به أبدا في ظل الأجهزة القمعية الأمنية والمخابراتية .

بعد الغزو العراقي للكويت في 2/8/1990  بدات نقطة التحول في بداية النهاية لصدام ونظامه الفاشي .

كما ان الانسحاب الغير منظم للجيش العراقي امام  القوات الأمريكية وسقوط  اغلب المحافظات العراقية بيد المعارضة الغير منظمة والقيام بسلب ونهب الأموال العامة بحجة أنها أموال صدام ورغم سقوط اغلب هذه المحافظات مهدت هذه البداية لتارجح نظامه ولو انه تاخر لما يقارب اكثر من اثنا عشر عاما .

وبدأت حملة اعتقالات واسعة النطاق من الجنوب وحتى الشمال بتهمة التأمر ومساندة المعارضة والمشاركة في عمليات ضد النظام وقواته المسلحة امتلأت بها السجون وغرف الإعدامات والمشانق .

هنا لابد أن نذكر ان أعدادا كبيرة من أفراد الجيش وقعت في اسر القوات الأمريكية و(قوات المعارضة في الجنوب) و(والمعارضة الكردية في الشمال) ألا أن هؤلاء المعارضة باعوا الأسرى  للإيرانيين؟؟على عكس القوات الأمريكية التي راعت هؤلاء الأسرى .

وكثير من الضباط وقوات الجيش العراقي للأسف تم قتلهم على أيدي المعارض العراقية في الشمال (المعارضة الكردية) للأسف تصرف الأكراد بنفس عدائي اتجاه من لا حول لهم ولا قوة.

ماذا كانت إعمالهم النضالية والجهادية سوى قتل  الجندي المسكين الذي لايملك اي خيار سوى الالتحاق بوحدته العسكرية مضطرا لانه هناك من يلاحقه وعائلته ويزجه في السجن .

هل كان بإمكان جبهة التوافق  بكافة أحزابها  أن تطيح بنظام صدام ؟؟؟ علما انها ليست لديها اي تاريخ نضالي يذكر في تاريخ العراق وقد يكونون من أنصار النظام السابق باستثناء الحزب الإسلامي .

ام هل كان باستطاعة  الائتلاف العراقي وأحزابه الإطاحة بصدام ونظامه البائد؟؟؟؟

الائتلاف كان يعطي الخسائر ويتقدم خطوات ليثبت وجوده فقط وليس له قدرة على مواجهة لواء من ألوية صدام ... لذا فأنهم ينتظرون ويملون كعصابات لإنهاء ما لا ينتهي لولا القوات الأمريكية .

ماهي غاية الاحزاب  التي تشكلت بعد الحرب هل لمصلحة انفسها ام لمصلحة الشعب ام لها غايات تنجزها لدول اخرى .

من كان من هؤلاء يتجرا ويسير امام القصور الرئاسية لصدام !

من يقول انه قادر تغير النظام وإسقاطه كاذب ومخادع لدرجة انه معتوه ولا يمكن لأي جيل قادم ان يصدقه .

لولا تدخل قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا  عسكريا لما تحرر العراق من صدام ونظامه الظالم  الى ان يشاء الله .

لقد استخدم صدام الحصار المفروض على شعبنا كماشة للضغط على الشعب لتجويعهم جعلهم لعبة في يده يحركها كيفما يشاء .

واغلب الظن ان صدام كان يعمل وفق تخطيط مخابراتي وليس مستقلا عن مخابرات الجوار العربية السعودية ومصر وبنفس الوقت كان يعمل وفقا لإيحاءات المخابراتية الأمريكية

ورغم كل هذا الجوع والظلم  لم يتحرك اي ضمير لمساندة الشعب المظلوم في محنته رغم انه من اغنى شعوب العالم .

اين كان هؤلاء في ذلك الزمن ؟

هل كان صدام سياسيا ام رجل عصابات ؟

ام كان غبي ولا يفقه بالسياسة شئ آم من كان من حوله لا يقدمون له النصح خوفا منه .

لو فكر قليلالما تشرد العراقيون كما تشردت عائلته وقتل أبنائه كما قتل ألاف العراقيون وبقي في السلطة كما بقي الزعماء العرب غيره وربما بشئ من الحكمة والقوة تصبح ملكية الجمهورية العراقية .

لقد بدا منعطف نهايته عندما غزا الكويت ذلك البلد الضعيف ظاهريا ولكنه من قويا كالحديد لان أمريكيا هي من يحمي ذلك البلد النفطي.

كيف يمكن لجيش ان يحارب كل جيوش العالم وأقواها عسكريا وتطورا تكنولوجيا صحيح ان إمكانيات الجيش العراقي قوية ومعنوياته عالية بسبب خروجه من حرب مع إيران وهي خامس أقوى دولة في العالم في ذلك الزمان.

لقد انهار كل شئ بعد غزو الكويت عسكريا واقتصاديا وخاصة بعد فرض حصار على العراق وانسحاب غير مخطط له من قبل الجيش العراقي تحت وابل من النيران مصحوبة بقصف جوي أمريكي وأعلام غربي انها العراق كليا .

لقد اعدم  صدام بجرائمه بسبب   التي ارتكبها بحق العراق وشعبه  وترك العراق مهجورا وكأنه تراب كما أراد ان يسلمه  ولكن فكر حزب البعث لم يمت وسيعود يطالب بالسلطة من جديد لأنه تركة ورثها وناضل من اجلها فاحذروا ايها السلطويون ان تأخذكم الغفلة في غمرة الفرحة بمناصبكم لأنه اذا عاد  سوف يرتدي العراقيون (النطاق والبيرية) وانتم في اقرب وسيلة نقل ترحلون خارج اسوار البلد وتتركون العراق في محنته وتبدؤن رحلة نضال  من جديد .

 

علي الزاغيني

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1118  الجمعة 24/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم