أقلام حرة

أشرف – معسكر لجوء مؤقت أم دولة مستقلة داخل الدولة؟

عراقي مرتبطين بشكل أو آخر بالحكومة العراقية، وأسمتهم بأنهم "عملاء لنظام الملالي" ويتقاضون أجوراً من طهران، كان واضحاً بالنسبة لي أن هناك الكثير "ماوراء الأكمّة".

فأية منظمة أجنبية تتعامل مع حكومة الدولة المضيفة بهذه الجرأة التي تعبر حدود الوقاحة؟ وما هي مصلحة منظمة سياسية ذات موقف سياسي دقيق حرج، في كسب عداء حكومة البلد الذي تعيش على أرضه، وأي مكسب لرسالتها في ذلك، حتى لو كان ما تقوله صحيحاً؟ وإن كان ما تقوله صحيحاً، فلماذا لم تذهب بتلك القائمة إلى الحكومة أو "الجزء غير العميل" منها، لتحذره بشكل سريّ، لعلها تنتبه؟ أم أن الحكومة كلها عميلة؟ وإن صح هذا الأخير، فأن الإعلان لايمكن النظر إليه إلا على أنه إعلان حرب على هذه الحكومة، فبمن تستقوي هذه المنظمة على هذا العمل المتهور؟ (قل أنت..)..... ومن غيره يمكن أن يقدم مثل هذه الضمانات....؟

 

لانرى قصة الـ 31 الف عميل سوى حلقة من مسلسل الضغط الأمريكي على الحكومة العراقية لإجبارها على الرضوخ بشكل أكبر لإرادة الإحتلال، حالها كحال قصة صابرين الجنابي، وقصة كشف سجن الجادرية عشية الإنتخابات وقصة ملجأ شديدي العوق (الذي أسموه ملجأ الأيتام لإعطاء التأثير الدراماتيكي المناسب، فعندما يظهر "الإيتام" بمظهر المعوقين، فذلك أكثر إقناعاً بأن هناك من يعذبهم). 

وبالطبع فهناك دائماً رتل من الصحفيين الجاهزين تلقي هذه الأخبار وتفسيرها بالطريقة الأمريكية، وجيش من وسائل الإعلام الجاهزة لنفخ الأخبار وتصويرها وكأنها أهم حدث في البلاد، بل في العالم، وكما يحدث لكل أمر تهتم أميركا به بشكل خاص. ذهب عبد الخالق حسين إلى تشبيه صور "ملجأ الأيتام" بصور أبو غريب، ويبدو أن الصور مخططة لتعطي هذا الإنطباع، فتزيل بعض القوة من آثار وحشية صور أبو غريب.

وهاهي قصة "أشرف" تحور وتشوه وتلوى الحقائق وتفسر بطرق غريبة ويجري تضخيمها حتى أن البعض ضاعف أعداد القتلى والجرحى عشرات المرات، كما أهملت الأسئلة الهامة تماماً!

 

مدنيين مسالمين؟

إن محاولة تصوير مجاهدي خلق كمجموعة مدنية مسالمة تضليل كبير. فقد أحتضن صدام المنظمة بعد إطلاقه شرارة الحرب ضد إيران، واقام لها معسكرات في قرى ديالى قرب الحدود الايرانية ؛وجهزها بالاسلحة الثقيلة ، من دبابات وعجلات مصفحة ومدافع الميدان والمورتر، وكذلك الاسلحة المتوسطة ومدافع مقاومة الطائرات.  ومارس الجناح العسكري لهذه المنظمة العمل العسكري والاستخباري طوال سنوات الحرب الثمانية ،ضد اهداف ومواقع داخل إيران ،مما اكسب عناصره خبرة قتالية واستخبارية لايمكن اغفال خطرها، حسب وصف أحد الكتاب.

 

لذلك فليس غريباً أن تشتبك "مجاهدي خلق" مع الشرطة المدربة بجرأة وكفاءة، وليس غريباً أيضاً أن تكون لها قيمة غير اعتيادية بالنسبة للمحتل، من حيث قدرتها العسكرية التي يمكن استخدامها لإدامة الإرهاب في البلاد، وهي الطريقة الوحيدة التي يؤمل منها الإحتلال أن تطلب الحكومة العراقية بقاء القوات الأمريكية في البلاد.

 

إنطلاقاً من هذا التحليل فالسيناريو الأكثر قرباً للواقع يبدو هو أن الأمريكان خططوا مع مجاهدي خلق لإختلاق مشكلة والدخول في اشتباك مع العراقيين واعدين إياهم بالحماية في الوقت المناسب. مثل هذا الوعد كان بلا شك وراء جرأة المنظمة ليس فقط في الإشتباك مع القوات العراقية، وإنما أيضاً في اتهام الحكومة و 31 الف عراقي بالعمالة لإيران علناً، ووراء الوقاحة المتناهية تعابير البيانات وصلت حد المطالبة بإقالة رئيس الوزراء العراقي.

 

لا يمكن أن يحدث مثل هذا دون إفهام المنظمة بأن الأمريكان يخططون لإحداث تغيير وأن رئيس الوزراء الذي سيناصب المنظمة بعد ذلك وبلا شك، عداء حياة أو موت، أيامه معدودة ولن يستطيع أن يصيبهم بالأذى.

 

إنقلاب حماس، وملجأ "الأيتام"...وبقية الخرافات

حين كان المدافعون عن عصابة عباس (قبل فضيحة قتله لعرفات) يهاجمون حماس، ويقولون أنها "إستولت بالقوة على السلطة في غزة" أو "قامت بانقلاب عسكري في غزة" كنت أسألهم: ولماذا تحتاج حكومة منتخبة أن "تستولي بالقوة" على السلطة في بلادها؟ ولماذا تحتاج إلى ان تقوم بـ "إنقلاب"؟ "إنقلاب"على من وهي صاحبة السلطة الشرعية؟

وحين بكى النادبون على وحشية القائمين على مركز رعاية "الأيتام" الذي "إخترقته" القوات الأمريكية الساعة الثالثة صباحاً (!) وقالوا أنهم وجدوا أحد "الأيتام" مقيداً بيديه إلى سرير، تساءلت: ومن كان من "الوحوش" القائمين على المركز، يتابع إطعام هذا "اليتيم" المقيد، ليبقى على قيد الحياة؟

مثل هذه الأسئلة البسيطة كفيلة بفضح الأكاذيب المفتعلة في قصة حماس وقصة ملجأ "الأيتام" ...وهي كذلك كفيلة بفضح الأكاذيب بشأن "أشرف"، وسكانها المساكين العزل من السلاح، الذين "تقتحم" الشرطة العراقية الوحشية معسكرهم.

 

يمكنكم أن ترون في هذا الفلم، (1) أن سكان أشرف إعترضوا الشرطة ومنعوها من الدخول، وكانت الشرطة ترشهم بخراطيم الماء، وهي الطريقة التي تستعملها الدول الأكثر تحضراً في أوروبا لتفرقة حتى المتظاهرين المسالمين أحياناً، وليس لمن يعترض طريق الشرطة ويستفزها ويتحداها فقط. ويمكن لمن تابع الأخبار حتى عن بيانات المنظمة أن يكتشف أن القوات العراقية بقيت تفاوضهم طويلاً، حتى جاء أمر المالكي بوقف المفاوضات و"أختراق" المعسكر، فعلى ماذا كانوا يفاوضون؟ وما الذي لديهم من أوراق تضطر الحكومة للتفاوض معهم؟ هل هم "ضيوف" أم خاطفين يحتجزون رهائن ليفاوضوا لحكومة عليها؟ لنفرض أن جريمة أرتكبت في المعسكر، اليست من مسؤولية الحكومة؟ وكيف للحكومة أن تتحمل تلك المسؤولية إن لم يكن مسموح لشرطتها من دخول المدينة؟

 

قالت الأخبار أن القوات العراقية "إقتحمت" معسكر أشرف "بوحشية" واستعملت السلاح الناري (أنكرته الحكومة وقالت ان الشرطة منعت من استخدام النار) ضد سكان المدينة العزل، فقتل سبعة من هؤلاء وشرطيين.

السؤال: لماذا تحتاج شرطة البلاد إلى تقتل هؤلاء "بوحشية" في العراء أمام الشهود؟ ألا تستطيع أن تعتقل أي من تشاء منهم لتمارس معه ما تشاء في المعتقل بعيداً عن الأنظار؟ وكيف يمكن لطرف أعزل أن يقتل أثنين مقابل سبعة فقط، ويجرح العشرات من طرف يستعمل السلاح "بوحشية"؟

بل لماذا تحتاج قوة شرطة أن "تقتحم" معسكراً في بلادها، ولها الحق في دخول أي مكان بلا مقاومة؟  لماذا تلجأ قوات حكومية إلى الإشتباك بالسلاح الأبيض كما قالت الحكومة، وتعرض نفسها للقتل بدل من أستعمال النار في حالة استعمال المقابل للعنف؟ (2)

هذه الأسئلة تكشف الكثير من الكذب في قصة مدينة "أشرف" كما كشفت أكاذيب وأفلام عصابة فتح المزورة وقصة دار "الأيتام" العجيبة، وادعاءات صابرين المضحكة.

 

إبتزاز داخلي ودولي للحكومة العراقية

القصة لا تنتهي عند كشف الكذب، فهناك المزيد مما تكشفه الأسئلة ليس عن أشرف ومجاهديها فقط وإنما عن حال العراق ووضعه السياسي والطائفي المرير، وحال سيادة العراق التي صار لمنظمة متهمة بارتكاب جرائم إرهابية ضد سكانه ومساعدة الدكتاتورية على ذبح شعبه في اللحظة الحرجة، ليس أن تهرب بجريمتها فقط، بل أن تهاوش وتعارك وتتدخل في شؤون البلاد وتضع نفسها أمام حكومتها وقانونها وتتحداها بوقاحة غير معروفة في التاريخ. ولا تنجو الحكومة من الهجوم رغم أنها وعدت مراراً بأن لا تعيد حتى القتلة من هؤلاء إلى بلادهم قسراً (3)، ورغم أنها سعت بالتنسيق مع الأمم المتحدة منذ سنوات لإيجاد حل آمن للمنظمة يضمن عدم اللجوء إلى تسليمهم إلى إيران. فتم تشكيل لجنة من وزارات عراقية ومنظمات حقوق الانسان، تعمل بالتنسيق مع الامم المتحدة لإيجاد دولة اخرى يمكنها استضافة اعضاء مجاهدين خلق، حسبما صرح النائب رضا جواد تقي، الذي برر ذلك بأن وجود المنظمة "مناف للدستور العراقي، وتشكل خطراً على الامن الداخلي للعراق وتستفز دول الجوار" وأن «اخراج هذه المنظمة مطلب جماهيري والغالبية الساحقة من اعضاء البرلمان تؤيد هذه الخطوة»، (2007) (4).

 

ما الذي حدث بالضبط؟ الأخبار قالت أن الإشتباكات انفجرت عندما حاولت القوة العراقية "رفع العلم العراقي فوق مركزها" في المدينة، فهل ان رفع العلم العراقي على أرض عراقية إهانة لـ "ضيوفنا"؟

"ضيوفنا" الذي يتهمون من يشاءون (أو من يشاء حاميهم) بالعمالة للأجانب، بوقاحة متناهية، لا يتوقفون عند هذا التدخل الصلف في شؤون البلاد، بل يقيمون الإحتفالات السياسية "الجماهيرية" ويقومون باحتضان مؤتمرات عشائرية وسياسية (كان يقصد منها أن تتكرر كل عام) لتضم كل العناصر المعادية للحكومة العراقية وأحزابها، وتتسم بتقسيم طائفي واضح، فقسموا ديالى التي تقع فيها مدينتهم إلى قطبين متقاتلين، فيتظاهر قسم منهم ممن يتهم المنظمة بدعم الإرهاب والإستيلاء على الأراضي، ويتضامن معها من يقف بالضد من هؤلاء. (5) 

وإضافة إلى تهم بأعمال إجرامية ضد الشعب دعماً لصدام حسين في كردستان وكربلاء وغيرها، تواجه المنظمة تهماً جديدة باستمرار. ففي شباط من العام الماضي القت القوات العراقية على مجموعة في كربلاء كان بينهم أثنان من مجاهدي خلق يحملان منشورات طائفية، وفق وكالة الأنباء الكويتيه (6). وحين حاول القضاء العراقي محاسبتهم، واتهامهم "بالاحداث الدامية في بعض المدن والمناطق العراقية والكردية"، خاصة في " كربلاء وكلار وكردستان"، تخلص هؤلاء من المشكلة بسهولة باتهام القضاء العراقي بالعمالة لإيران! (7)

 

واليوم وفي بياناتها، تعبر الألفاظ التي تستعملها "مجاهدي خلق" في شرح الأحداث عن خطورة جدية غير اعتيادية على استقلالية العراق وسيادته على أرضه، وتصل حدوداً استفزازية تفوق التصور وتثير الفزع، حيث حمل بيان للمنظمة مؤخراً عنوان " انتهاك حرمة اجواء اشرف من قبل طائرات الهليكوبتر العراقية المسلحة "!!! فيبدو أن المجاهدين يعتبرون أرض أشرف دولة مستقلة وليست عراقية، وأن الطائرات العراقية بحاجة إلى إذن من سلطات تلك الدولة للتحليق في تلك الأجواء وإلا "أنتهكت حرمتها" ! بعد ذلك يطالب البيان الأمريكان بمنع القوات العراقية من تحليق طائرات الهليكوبتر العراقية فوق أشرف، واعتبار "انتهاك أجوائها"، "جريمة حرب"! : " ان المقاومة الإيرانية تعبر عن اقوى احتاججها للقوات الأميركية لسماحها تحليق طائرات الهليكوبتر العراقية فوق اشرف مطالبة بضمان الامن الجوي لأشرف ومنع وقوع جريمة حرب من خلال انتهاك حرمة الاجواء.".. لينتهي البيان بالسخرية من رئيس الحكومة العراقية والقوات العراقية التي حاولت الوصول إلى سكان المدينة ولو بإلقاء الأوراق من الطائرات، وإهانتهما واتهامهما بالعمالة: "ان قاطني أشرف العزل الذين تصدوا خلال الاسبوع الماضي بايدي فارغة لوابل من الرصاص ضمن اكثر الاعمال الإجرامية همجيًا من قبل قوات القمع العراقية, لا يقيمون ادنى وزن للمسرحيات والبهلوانيات الجوية لخامنئي والمالكي فقاموا بتمزيق الاوراق الدعائية لحرس خامنئي في قم وبغداد امام انظار القوات العراقية وحرقها. " !! (8)

 

وحين يتجرأ رئيس حكومة البلد المضيف والمهان، على القول بأن المنظمة تعد مشكلة للبلد ، لا تشتكي المنظمة أو تحاول البحث عن حل دبلوماسي مع المسؤول العراقي، بل تلجأ إلى وقاحة الهجوم في بيان أصدرته "أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – في باريس" في 6 آب الجاري، فتقول: " لم يبق فيه أدنى شك بأن المالكي وآخرين من القائمين بتنفيذ النوايا الشريرة للنظام الإيراني في الحكومة العراقية الحالية، هم أنفسهم أهم مشكلة في هذا البلد."، وتتكلم باسم العراقيين مطالبة بتنحيته!! : " ولهذا السبب فان غالبية العراقيين يطالبون في الخطوة الأولى تنحية المالكي وذلك لتحسين الوضع في بلدهم" وتتحداه أن يقرر إبعادهم متذرعة بالقوانين الدولية وتأييد "الغالبية" من العراقيين، وتقول أنه "لاشأن للمالكي في الأمر ولا لحكومته"!

وفي النهاية تصل إلى اتهامه بارتكاب جريمة حرب، لأن "خرق هذه الالتزامات بشأن سكان أشرف أي ما يدعو اليه المالكي بوضوح، يعد جريمة حرب."!

 

أن لدينا اعتراضاتنا الشديدة أحياناً على حكومة المالكي وما تقوم به من أعمال تنتهك بعضها حتى حرمة الدستور والديمقراطية، لكننا كمواطنين ذوي كرامة، فأننا لا نفوض منظمة إيرانية أو غيرها من المنظمات الأجنبية بالحديث بالنيابة عنا، ولا نشترط رضاها عن حكومتنا ولا نأخذ بقياساتها ونرفض تماماً تدخلها الإعلامي الوقح في فرض تقييمها لحكومة العراق وضغطها عليها لإتخاذ مواقف محددة تناسبها، ووضعها لنفسها حكماً على وطنية أو عمالة أعضاء الحكومة. أن بقاء مثل هذه المنظمة الصلفة في البلاد دعوة للفتنة ليس إلا.

 

والأخطر من ذلك، فأنه من خلال بياناتهم وعباراتهم، فمن الواضح أن سكان "أشرف" لايتصرفون كضيوف على العراق، وإنما كأن المعسكر مدينة مستقلة خارج السلطة العراقية، بل ومعادية متحدية لها ولمن يمثله، مستغلة الظروف القاسية التي يمر بها العراق. ورغم كل ذلك تجد البعض من يدافع عن هذه الوقاحة غير المعروفة في العالم، ليس فقط من السياسيين الغربيين الذين لا يسمحون بعشر مثل هذا في بلادهم، بل أيضاً من بعض عديمي الإحساس وناقصي الكرامة من العراقيين، وسنخصص الجزء الثاني من المقالة للحديث عن هؤلاء وعن الموقف الأمريكي وسيناريو العلاقة المتوقعة بين مجاهدي خلق والقوات الأمريكية والورطة التي وجدت المنظمة نفسها فيها منذ عشرين عاماً وحتى اليوم وأوصلتها إلى هذه الحالة المزرية التي حولتها " إلى منظمة تعرض خدماتها بالجملة والمفرد في سوق المضاربات السياسية الإقليمية و الدولية" كما وصفها عادل حبه.

 

...................

روابط:

(1)http://www.youtube.com/watch?v=7dRzgcxh1_k&NR=1&feature=fvwp

(2) http://al-raeed.com/preview.php?id=7366

(3) http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=285861&pg=31

(4) http://www.alzawraa.net/home/index.php?option=com_content&task=view&id=12658&Itemid=32

(5) http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=1982786

(6) http://www.kuna.net.kw/NewsAgenciesPublicSite/ArticleDetails.aspx?Language=ar&id=1882828

(7)  http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/3/218569.htm

(8) http://www.ncr-iran.org/ar/content/view/6496/11/

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1142  الاربعاء 19/08/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم