أقلام حرة

عكس اتجاه السير

ولانعرف لمن تشار اصابع الاتهام والتقصير والتواطئ  والتعامل مع هذه الزمر المجرمة، شاحنات معروفة ومكشوفة لم يوقفها او يخبر عنها احد، بينما الكل يعرف ان الشاحنات الكبيرة وحتى العادية تفتش بأستمرار لانها قد تحمل كل شيئ ممنوع وخطر، ثم نسأل الحكومة اين عنصر المبادرة والمباغتة والانذار عندما تحصل زيارات رسمية للمسؤولين العراقيين او الاجانب، ونحن قد علمتنا التجارب ان كلما يحس التحالف التكفيري البعثي-الوهابي ان هناك تقارب عراقي-دولي وبأخص مع سوريا تحترق بغداد بالمفخخات والعبوات الناسفة، اين الهيئات والمؤسسات الامنية ذات البعد السيتراتيجي في التخطيط والمتابعة للملف الامني لكل مناطق ومحافظات العراق، كل دول العالم لديها اجهزة بعيدة عن الاضواء هي من تراقب وتلاحظ النقص والقصور في الاداء الامني لتوجه بعدها الوزارات الامنية المعنية بالامر، ثم طالت وعرضت قضايا الاستخبارات وهي اسهل الاجهزة لانها تعتمد على التغلغل والتداخل بين المواطنين لمعرفة خيوط وجيوب الارهاب، (عشرة اشخاص على الاقل من كل منطقة في بغداد لهم معرفة بمناطقهم بشكل جيد ويحملون كفاءة جامعية سوف يحلون المسألة)

لكن اذا كان بعض المسؤولين المتخلفين الذين لايحبذون السير في الشوارع الا عكس الاتجاه للفت انتباه المواطنين لمخالفته ولتعطي موكبه هيبة هو يفتقدها(مع شكاوى المواطنين المستمرة من السنة حمايتهم المعتادة على لفظ كلمة ازمال لمن يجلبه حظه امامهم)،

كيف تبنى دولة القانون وانتم تخالفون النظام والقانون كل يوم وبشكل علني، كل سيئة تظهر من خلال اداء المسؤول على تفاهتها تعتبراكبر جناية بحق بناء دولة المؤسسات الديمقراطية والدولة العصرية التي تحترم الجميع

وهناك بعض الاعلاميين واصحاب الاقلام والمواقع الالكترونية المرتبكة من شدة الفعل الاجرامي الاخير الذي حول اربعاء بغداد الهادئ نسبيا الى كرات لهيب سوداء، انتخت للكتابة بحدة محملة الحكومة مسؤولية هذه العملية الارهابية البشعة، لكنهم تناسوا الدول التي جاءت منها تلك الزمر المنحرفة، ومن اي مصدر مولت تلك العمليات ومن حملها بتلك المواد المتفجرة ، وانتم تعلمون قبل غيركم ان الحصول على الاسلحة الالية كالبنادق امر ليس سهلا لكنه ممكن،  ولكن الحصول على المواد المتفجرة والصواعق التفجيرية امر لاتملكه الا الدول فمن تلك التي سودت تأريخها بسواد بغداد،

ثم يذهب البعض منهم بعيدا ليحث الناس على الفوضى وهم ايضا يعلمون ان الدعوة للفوضى جريمة كبيرة، لاننا جربنا جزء بسيط من الحرب الطائفية وقد اوضحت ان الشعب العراقي لم يخرج بعد من ثقافة النظام البائد،  ولم يستفد من التجربة الديمقراطية بشكل مقبول، ان الدعوة لانزلاق الشعب العراقي وجره الى المربع الاول امر محرم اخلاقيا ووطنيا وانسانيا، لاننا بعدها نبقى نحلم بحائط امن في وطن تأريخه مليئ بالكوارث ولانحضى بظل منه ابدا

السير عكس اتجاه الحقيقة سوف يفقد للحق والطموح والامل بريقه ويحرق اهدافه وغاياته

 

مهدي الصافي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1145  السبت 22/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم