أقلام حرة

في عيادة الطبيب النفسي

هل انا مجنون؟

عندما سالت احد الأشخاص هل من الممكن أن تزور الطبيب النفسي أذا شعرت بحاجة لذلك  أجابني هل إنا مجنون؟ فأجبته باسما ليس من الضروري ان نكون مجانين لنزوره .

الجنون عاهة ابتلى بها البعض  ولكنه مرض من الأمراض لكن الجميع يخشاه  ولكنه قدر من الله سبحانه وتعالى .

عندما كنا صغارا كلما رأينا شخص لديه حالة نفسية (مجنون – بالعراقي مخبل) نخشاه ونخاف منه لا لشئ معين ولكنه لا يدرك  كيف يتصرف وما هي نتائج أفعاله .

تساءلت في داخلي وإنا أحاول أن  اكتب الموضوع لماذا يخشى اغلب الناس مراجعة الطبيب النفسي لسبب ما .

جمعت أوراقي وتوجهت إلى أحدى عيادات الأطباء النفسانيين الموجودين في بغداد (ساحة بيروت) وحقيقة أني كنت متردد في الذهاب خشية ان يراني احد الأصدقاء واني ادخل العيادة  ولكني جمعت شجاعتي  وهممت بالدخول الى الطبيب النفسي  لمعرفة المزيد عن الأمراض النفسية .

لاحظت وجود العديد المرضى ومن مختلف الأعمار ومن الجنسين البعض منهم غير واضح عليه إعراض المرض والأخر من تصرفاته لاحظت كيف ان المرض تغلب عليه .

لاحظت شاب في العقد الثالث من عمره تقريبا لايبدوا عليه المرض من اول وهلة  ولكن من ملاحظتي له عند الانتظار وسؤالي له عن سبب مراجعته للطبيب النفسي ومن دون جواب لاحظت دمعة سقطت من عينيه قائلا لقد رحلت وتركتني دون اي سبب فتبين ان هناك امرأة في حياته وهي سبب حالته التي هو عليها وهنا تدخلت امه وعلت على محياها الحيرة فقالت لقد هجرته بعد علاقة حب اكثر من اربع سنين ولكن هذه هي الحياة لم يجعل الله نصيب فيها .

 سألني سكرتير الطبيب بان اخذ دور فأجبته بالنفي وشرحت له غايتي من زيارة الطبيب فرحب قائلا ولكن يجب ان ينتهي الدكتور من معاينة جميع المرضى  فانتظرت حتى ينتهي الجميع من الكشف .

بابتسامة جميلة رحب بي الدكتور صلاح وبينت له غايتي من زيارتي له وجلسنا نتحدث عن الطب النفسي والمرضى الذين يزورونه.

المرض النفسي:هو مرض يصيب فكر الإنسان كما يصيب المرض الجسدي كثيرا ما يصاب الإنسان بالإمراض النفسية نتيجة تفاقم الظروف وصعوبة الحياة المعاصرة, وينبغي استكشافه وتداركه مبكرا مثل بقية سائر الإمراض الجسدية.

لماذا يخشى الناس الطبيب النفسي ؟

يخشى الناس زيارة الطبيب النفسي لأسباب اجتماعية كون المرض وصمة اجتماعية سلبية .

عن أسباب المرض وأنواعه أجابني الدكتور صلاح:

المرض النفسي له أسباب عديدة منها :

1.الوراثية (قابلية الاستعداد الوراثي للمرض)

2.نفسية تأثر الشخص بالموجودات أي (رد الفعل)

3.اجتماعية /تأثير البيئة المحيطة بالشخص .

وعن أنواع الأمراض أجابني:

1.نفسية (عصبية)

2.عقلية  (ذهانية)

3. التخلف العقلي

4.اضطرابات الشخصية

وهذه الإمراض يمكن ان تصيب الشخص في اي مرحلة من مراحل العمر ولا تقتصر على عمر معين ولا على جنس معين .

أن أصعب أنواع الأمراض النفسية هو مرض انفصام العقل.

وهنا طبعا يختلف العلاج الذي يعطى للمريض وكلا حسب حاجته وتشخيص حالته المرضية يتراوح العلاج بين:

1.مضادات القلق

2.مضادات الاكتئاب

3.الجلسات الكهربائية في بعض الحالات

4.الجلسات الكلامية في حالات أخرى

واستطرد قائلا المرض النفسي كأي مرض أخر أذا  لم يشخص مبكرا وإذا لم يعالج بصورة صحيحة ودقيقة ممكن أن يقصر من أمد الحياة للإنسان .

تختلف الإعراض من مرض إلى أخر حسب تشخيص الحالة المرضية وقد يجمع المريض إعراض لمرض واحد أو أكثر.

وطبعا هنا يختلف العلاج الموصوف للمريض حسب تشخيص الحالة المرضية وبجرعة مختلفة حسب ما تحتاجه المعالجة الطبية.

هناك الكثير من يراجعون الطبيب النفسي من الذكور والإناث وان كانوا لا يعانون من مرض معين ولكنهم يأخذون الاستشارة الطبية.

وقد تكون أكثر الأمراض انتشارا في الوقت الحاضر بين الناس هو الاكتئاب النفسي لما يمر به الإنسان العراقي من ضغوطات نفسية ناجمة عن الوضع الراهن الذي يمر به البلد .  

تحدث إلي الدكتور صلاح عندما سألته عن توقعاته بان تكون مرجعات الطبيب النفسي كباقي فروع الطب الأخرى قائلا :انه من المتوقع ان تكون مراجعة عيادة الطب النفسي كباقي أطباء الأمراض الأخرى ولكن ليس في الوقت الحاضر ولكن على مدى بعيد جدا .

قبل ان أغادره تبادر إلى ذهني سؤال قد يبدو غريبا بعض الشئ فتوجهت بالسؤال  للدكتور  صلاح عن السحر والشعوذة و تأثيرها على الإنسان ؟؟

أجابني الدكتور يؤثر السحر والشعوذة على المريض وحسب قابلية تأثره بها وحسب قناعته بها وتختلف من بيئة إلى أخرى ولكن في كافة الاحوال تبقى المعالجة طبية .

لقد تباينت الآراء حول إمكانية زيارة الطبيب النفسي  عندما توجهت بالسؤال لمجموعة من طبقات المجتمع وكانت أرائهم كما يلي :

1.اخذ المهدئات (الفاليوم وغيرها) دون اللجوء الى الطبيب النفسي .

2.اذا تطلب الأمر زيارة الطبيب النفسي فستكون الزيارة سرية خوفا من نظرة المجتمع وتقاليده .

3.اذا استوجبت الحالة فلا مانع من زيارة الطبيب النفسي مادمت الأمر يتطلب ذلك .

ولكن تبقى لكل انسان مهما كان ظروفه وحياته الاجتماعية والبئية التي يعيش بها هي العامل المهم في صحته البدنية والعقلية .

كما يقال العقل السليم في الجسم السليم فان الحياة السليمة تتطلب فكرا سليما.

 

علي الزاغيني

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1147 الاثنين 24/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم