أقلام حرة

اللعنة أيها الإرهاب لن اهجر وطني

وهل رايتم وطنا يبني لغيره وهو خراب

إلى متى نبقى على هكذا حال ؟؟

فخارطة وطني تحترق وتتصاعد أعمدة دخان

 وتحوم فوق بغداد الحبيبة الغربان وتطاردنا الذئاب

 

عندما هاجر المسلمون من مكة الى المدينة وتبعهم الرسول الكريم (ص) مع صاحبه أبو بكر الصديق (رض) في رحلة شاقة عبر الصحراء بعد ان اشتد عداء المشركين وطاردوهم وعذبوهم  تركوا كل شئ خلفهم ولكن عيونهم ترنو نحو مكة وقلوبهم تخفق لها .

 

شهد العراق اكثر من هجرة ولأسباب عديدة قد تكون سياسية او اجتماعية او اقتصادية وربما حتى دينية وعلى مدى القرن الماضي والحالي خوفا وربما بطرا وقد يكون هناك من قرأ مستقبل العراق فلم يجد ما يطمئن لذلك قرر الهجرة وترك العراق .

 

كنا نتأمل بعد سقوط صنم بغداد ونظامه البائد ان تكون هناك هجرة معاكسة وعودة الى ارض الوطن ولكن الأمر تغير وازداد عدد المهاجرين أضعافا مضاعفة وفي شتى دول العالم العربي وغيره بسبب الاعمال الارهابية والطائفية التي صدرت الينا من دول لعنها الله تسمى الجوار  .

 

قد تصل نسبة العراقيون في المهجر 4 مليون نسمة ويعتبر هذا الرقم كبير مقارنة مع تعداد بعض الدول التي قد لايتجاوز تعدادها ربع هذا العدد .

 

لو أجرينا مقارنة بسيطة بين المهاجرين في زمن صدر الإسلام وبين المهاجرين العراقيين لوجدنا الفرق شاسع ,لقد انشأ المسلمون في المدينة المنورة أول دولة أسلامية انتشر الإسلام من خلالها وانتصر المسلمون في بدر ومعارك اخرى وفتحوا مكة وعادوا اليها منتصرين .

 

ان الفرق بين الهجرة في زمن صدام عن الهجرة بعد سقوطه قد لاتتجاوز مسالة العيش في بلد لايملك من الحرية والديمقراطية  الا الاسم فقط  الا في شعارات يرفعها من يعتلي السلطة .

 

هل ستأتي معجزة لتعيد المهجرين والمغتربين الى بلدهم العراق ام تاتي قوى عظمى اخرى بعد أمريكيا لتحرر العراق مرة اخرى ويعود هؤلاء من جديد؟؟

 

ماذا قدم المهاجرين العراقيين لأنفسهم ولبلدهم؟

هل تمكن عراقيو المهجر من إزالة النظام  السابق؟

هل تمكن عراقيو المهجر من رفع شان العراق؟

 

قد نكون نحن هنا داخل أسوار الوطن فرقتنا السياسة او الطائفية لفترة معينة ولكننا قلوبنا مع العراق ولم نخذله يوما .

لامفر من الموت اذا كان الله يريد لنا ان نموت سواء على ارض العراق او غيره فالموت واحد وان تعددت الاسباب .

طوابير حول مكاتب الأمم المتحدة و سفارات الدول لغرض الحصول على الإقامة والهجرة لبلدان العالم الغربي دون التفكير في العودة الى الوطن وما يجري به من أحداث ومأساة .

قد يكون للبعض العذر للهرب من دوامة العنف التي طالت كل أبناء شعبنا دون تمييز ولكن كان للأجندة الخارجية دور كبير في نشر ثقافة القتل والطائفية في ارجاء بلدنا الحبيب .

لقد مر العراق بالكثير من الكوارث والماسي والحروب وطبعا تجاوزها وهو لاينحني ابد فوطن حضارته اكثر من 6 الف سنة وعلم البشرية الحضارة واول من سن القوانين لاينحني امام الارهاب اللعين .

الكفاءات العلمية هجرت البلد والكثير من الشعراء والفنانين وغيرهم ولكن عيونهم نحو العراق واخباره ويتالمون لالمه وجراحه .

الوطن ليس بحاجة الى دموع تبكيه ولا قصيدة شعر تكتب من وراء الحدود وانما بحاجة الى يد تبنيه واخرى تحميه من كل طامع يحاول النيل منه .

لكي نعيد بناء وطننا يجب علينا ان نعمر قلوبنا بحب هذا الوطن الغالي وتاريخه وحضارته وان ننسى كل الخلافات ونترك احقاد الماضي جانبا  من اجل العراق .

فالوطن تميته الدموع وتحيه الدماء وتبنيه الايادي

 

علي الزاغيني

 [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1158 الجمعة 04/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم