أقلام حرة

لمــاذا هذه المــرة؟

راح ضحيتها أعداد قد تفوق أعداد يوم الأربعاء الدامي فقبل سنوات شهدت محافظة بابل تفجيرات كبيرة وكذلك الموصل وخصوصا في منطقة الزنجيلي وفي كركوك وتلعفرومدينة الصدر وغيرها من المدن العراقية إلا اللهم إنها استهدفت هذه المرة المنطقة الخضراء المحصنة وقد تكون السلطة العراقية تظن أنها لم تطالها الاعتداءات، علما إن تحذيرات قد صدرت من مراكز القرار في العراق أمريكية وعراقية من أن هناك أحداث دامية ستقع قبل الانتخابات التشريعية وقد كانت البوصلة تشير إلى دولة خليجية كبيرة بالاتهام بأنها هي التي ترعى ماينوى القيام به من اعتداءات، الأمر الآخر أن المالكي رئيس الوزراء العراقي كان في زيارة إلى سوريا في اليوم الذي سبق الأربعاء الدامي وقد وصفت الزيارة بأنها من انجح الزيارات، أمر آخر أن سوريا لم تتهم للمرة الأولى في رعايتها لبعض الجماعات التي تسمي نفسها معارضة للاحتلال خصوصا البعثيين الذين أعطوا العراق على طبق من ذهب للمحتل، لكن هي المرة الأولى التي يتحرك فيها القائم على السلطة في العراق باتجاه المجتمع الدولي ومجلس الأمن علما أن أوساط المالكي يقولون أنهم يمتلكون أدلة تدين سوريا قبل هذه التفجيرات، أنا لا اعتقد أن المالكي ينظر نظرة مختلفة بين من سقط في الزنجيلي ومن سقط في الصالحية وان الأمر لايخص العراق ؛فسوريا وبعد ان أجبرت على إخراج قواتها من لبنان بعد اغتيال الحريري عادت للعب دور كبير في هذا البلد كما أنها عادت واستعادت دورها في الإقليم المحيط بها حتى على حساب  مصر كما أن موقفها من التفاوض مع إسرائيل موقفا مبدئيا وقويا ومساعدتها للمقاومة اللبنانية والفلسطينية هو الذي حرك قضية التفجيرات في العراق التي لايستطيع احد أن يدافع عن سوريا في هذا المجال فان رعايتها للبعثيين لاينطبق أبدا مع رعايتها لحركات التحرر الفلسطينية أبدا، فحزب البعث العراقي لايعتبر حركة تحرير بالمرة  

 

فانه منفذ مطيع لسياسات الغرب لذلك أقول أن الموقف ليس موقفا عراقيا خالصا فوزير الخارجية التركي قد استشار وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون وبعد زيارته للعراق وسوريا زار مصر وأيضا اجتمع بعمرو موسى الذي تنادى على غير عادته ودخل على الخط الأردن أيضا، والسؤال على من يحرصون هؤلاء على العراق وأبنائه الذين شاركوا في ذبحه سواء في دعمهم لحكم صدام حسين أو في تمريرهم لقوات الاحتلال للسيطرة على العراق عام 2003 أو في رعايتهم للمسلحين الذين ينفذون العمليات الإجرامية ضد العراقيين عموما أم يحرصون على سوريا فلا اعتقد أنهم يحرصون على الطرفين بقدر حرصهم على إرضاء الجانب الأمريكي الذي يصر على اتخاذ خطوة إلى الأمام تجاه إسرائيل وعلى ذلك دخل هؤلاء على الخط وأيضا الساحة هي العراق.

 

 [email protected]                

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1160 الاحد 06/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم