أقلام حرة

هولندا تكشف تزييف صخرة القمر الأمريكية .. ماذا عن 11 سبتمبر؟

كبيرة من الأدلة والمؤشرات، فالقصة الأمريكية الرسمية تعاني من الحاجة لتفسير عشرات الثغرات الكبيرة، والحقائق الصعبة. (6)

لذلك فمازال الناس، حتى في أميركا يرفضون القصة بتزايد (1)، ويسيرون مطالبين بإعادة فتح التحقيق. وحين طلب الممثل جارلي شين من أوباما إعادة فتح ملف 11 9 (2)، إزداد اهتمام الناس بالموضوع بشكل رفع البحث في كوكل بشدة (3) وقبلت بلدية نيويورك النظر في التماس قضائي للتحقيق في الحادث (4) وأسس خبير معماري شهير جمعية ضمت أكثر من 800 معماري ومهندس، تطالب بالتحقيق وكتب مقالة مهمة تشكك بطريقة سقوط الأبراج. (5)...وغيرها وغيرها..

 

مع كل ذلك فليس من السهل أن يصدق المرء أن أحداً يمكن أن يفعل مثل ذلك ببلده. صديقي لا يفترض أن أخلاق السياسيين الأمريكان هي التي يمكن أن تمنعهم من ذلك، فقد سبق أن اقترح رئيس موظفي البيت الأبيض على الرئيس كندي أن يفعل مثلها، ويسقط طائرة ويقتل فيها أمريكان فعلاً، من أجل اتهام كوبا بتبدير الأمر وتوفير الحجة لتنفيذ عملية عسكرية تنهي حكم "التفاحة الفاسدة" التي يخشى أن تغري بقية شعوب أميركا الوسطى والجنوبية بـ "الفساد". (6)

 

الرئيس كندي رفض الفكرة، لكن مجرد اقتراحها يعني أن الأخلاق السياسية الأمريكية لا تستبعد مثل هذه المشاريع. وإذا كانوا يرون احتلال كوبا سبباً كافياً للتفكير بمثل هذه العملية، فما بالك بالسيطرة على العالم؟

 

إذن المشكلة ليست مشكلة أخلاق، إنما هناك مشكلة أخرى هي أن عدداً كبيراً نسبياً من الأشخاص يجب أن يتآمر لتنفيذها, وأي واحد منهم يتكلم يمكن أن يكلف المتآمرين رؤوسهم، ومن الصعب جداً ضمان أن أحداً لن يتكلم اليوم أو بعد سنة أو بعد عشرة سنين....

 

ربما فكر المتآمرون بإجراءات تقلل من احتمال انكشافهم، مثل اختيار الفريق من المخضرمين الموثوق بهم، ووضع مراقبة شديدة على كل الفريق الذي يعرف بحقيقة المؤامرة، وهذا ليس صعباً على الإطلاق، ثم هناك فريق الإغتيالات الذي يتلقى الأوامر مباشرة من ديك تشيني والذي كشفه سيمور هيرش، وهذا يمكن أن يتكفل بقتل كل من يتبين أنه سيتحرك ليقول شيئاً. لا ننسى أيضاً إمكانياتهم العظيمة في "إدارة الأزمات" والتي تتكفل عادة بتحويل ما يفترض أنه فضيحة هائلة تتطلب التحقيق الفوري، إلى قصة لم يسمع بها إلا القليل. ربما تتذكرون تصريح بنازير بوتو قبل مقتلها حول شخص كان قد "قتل بن لادن" !! رغم أن هذه حدثت على الهواء فأن أحداً لم يكلف نفسه حتى بالتحقيق بالأمر، لذا لن يكون مستحيلاً أن يحول تصريح فالت يهدد بفضح المؤامرة، إلى قصة منسية تثير استغراب الناس، لكنهم ينسوها لأن أحداً لا يثيرها في الإعلام.

 

وهناك أيضاً سلاح تهمة "نظرية المؤامرة" ويعمل هذا السلاح لإسكات الشكاكين بكل ما يتهم الإدارات الأمريكية (فقط لا غير) بأنها وراء أحداث إجرامية غريبة، أو أكاذيب من النوع الذي : "لا يمكن أن يفعلوها" ... "لأنها لا بد أن تنكشف يوماً"....الخ.

 

الحقيقة أن الكاذب لا يفترض ان تدوم كذبته إلى الأبد...يكفيه أن تدوم حتى تحقق المطلوب منها، ثم سيتدبر الأمر. لدينا أمثلة عديدة: ها قد عرف العالم أن صدام حسين لم يكن يملك أسلحة الدمار الشامل، وأن رايس كانت تعزف على خوف الإمريكان كما تعزف على البيانو حين تحدثت عن "الدليل الذي سيأتي بشكل "فطر" (قنبلة ذرية)" و بلير كان يضحك على الناس حين تحدث عن صدام الذي سيضرب بهذه الأسلحة خلال 45 دقيقة، وكولن باول و مربعاته ودوائره السوداء التي طلب من العالم أن يصدق أنها مخازن أسلحة كيمياوية. ها قد عرف العالم أنه خدع فما الذي فعله لخادعيه؟ كلهم بخير ويرزق، بل أن أشدهم كذباً تولى مناصب دولية ومرشح لرئاسة المفوضية الأوروبية الآن! لقد أنجزت تلك الكذبات مهماتها وخدعت العالم ليدخل الحرب، ثم اختفت في النسيان العملي.

 

مثال أقدم منها، حواضن الأطفال الخدج الكويتية التي خدع بها بوش الأب، ممثلي الشعب الأمريكي ليوافقوا على إرسال القوات إلى الكويت، ثم تبين أنها حيلة سينمائية، فماذا حدث لبوش؟ صار إبنه رئيساً لتنعم أميركا والعالم بفنه في لكذب أيضاً. لو كان أحداً قد اقترح أن ذلك الفلم مفبرك، لقلنا: "لايمكن أن يفعلوها...عاجلاً أم آجلاً سيعترف أحدهم وينكشف الأمر ويروح جلد بوش للدباغ". لم يحدث!

 

لكن الذي دفعني لكتابة هذه المقالة ليس كل هذه الأحداث والأكاذيب التي تعرفونها جيداً، بل عن كذبة انكشفت حديثاً تثير العجب. فرغم أنها "كذبة مسالمة" وليس وراءها أية أهداف حربية، إلا أنها مع ذلك تساعدنا للتعرف على "اصدقاءنا" الجدد القادمون من الجانب الآخر من العالم، وما يمكن أن "يفعلوه" وما "لايمكن أن يفعلوه".

 

الكذبة الظريفة كشفت مؤخراً في خبر نشرته الصحف الهولندية، مفاده أن "قطعة صخرة القمر" التي أهدتها السفارة الأمريكية إلى رئيس الحكومة الهولندية عام 1969 بعد نزول رواد الفضاء الأمريكان على القمر، ليست "صخرة قمر"، بل قطعة خشب متحجرة!

 

من حقك أن لا تصدق "نظرية المؤامرة" هذه، وأن تضحك مني لأني يمكن أن أصدقها بل وأكتب عنها، حسناً اليك رابطاً بالخبر(7)، ويمكنك استعمال كوكل لترجمته إلى العربية، وربما وجدت أيضاً من ترجمه في مكان ما.

الخبر يقول أن قطعة الحجر التي أهداها السفير الأمريكي إلى رئيس الحكومة الهولندية "وليام دريس" (توفى عام 1988)، عام 1969 بعد النزول على القمر، الذي قامت بهه أبولو 11،  واحتفظ بها باعتزاز لسنوات في مكتبه في البيت في لاهاي، ثم تم إهداؤها إلى متحف الدولة، ليست على الإطلاق حجارة قمرية بل قطعة خشب متحجرة!

وكان المتحف قد قام بتحليل "الحجارة" واكتشف الحقيقة. وعن ذلك تقول "كساندرا فان خلدر" من المتحف، والتي أخذت على عاتقها المبادرة إلى القيام بالبحث، أنه لايسعنا سوى الضحك!

ولا يتذكر السفير الأمريكي السابق وليام ميددندورف من الموضوع سوى أنه استلمها من وزارة الخارجية، وأن "دريس" كان سعيداً جداً بها!

والآن وبعد انكشاف الأمر ينتبه الهولنديون إلى السؤال المنطقي: لماذا لم يتم إهداؤها للملكة يوليانا التي كانت قد استقبلت رواد الفضاء الأمريكان نيل أرمسترونغ و إدوين آلدرين ومايكل كولنز في قصرها في هولندا؟

علقت كساندرا فان خلدر: "في عام 2006 قال بعض خبراء الفضاء الهولنديون: "حجارة من القمر؟ لايمكن ذلك! فلم يبق آرمسترونغ على سطح القمر سوى نصف ساعة ولم يأخذ معه سوى حفنة من الحجارة، وهي موجودة كلها لدى ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية)" ....."

"نعم"، تقول كساندرا، "فنحن لم نشاهد ارمسترونك يرفع عربة محملة بصخور القمر إلى مركبته". وحين صارت كساندرا مسؤولة عن مشروع للكشف عن "المزيفات" في المتحف، كانت "حجارة القمر" أول هدف لها.

وبالفعل تم قص قطعة صغيرة منها وتعريضها للفحص بالأشعة فوق البنفسجية، فتبين أنها ليست سوى قطعة خشب متحجرة، وهي أرضية بلا شك، كأي شيء على الأرض".!

 

أنتقل خبر "حجارة القمر" الأمريكية هذا في وسائل الإعلام بسرعة، لكن أياً من البلدان الكثيرة الأخرى التي استلمت مثل هذه الهدية لم يصرح بشيء بعد، والسبب متروك للتكهنات.

يروي التاريخ عن "فتاح فال" متجول، كان عندما يدخل إحدى المدن يأتي إلى مجموعة من الشباب ويعرض عليهم قراءة ماضي أي منهم مقابل دولار. يأخذ الرجل أول من يقبل العرض ويدفع الدولار على انفراد، وبدلاً من أن يخبره عن ماضيه ومستقبله، يقول له: "أنت احمق، لتصدق بقراءة الفال. لقد خدعتك، لكن إن ذهبت وقلت لهم ذلك فسيضحكون عليك طويلاً. من الأفضل لك ولي أن تذهب وتقول لهم أنني قرأت لك ماضيك بالفعل، وعندها سيأتون أيضاً، ولن يكون هناك أحد أفضل من الآخر". وهكذا حتى ينتهي منهم جميعاً...ولايتكلم أحد!

أيكون هذا هو سبب صمت الدول التي وزعت عليها الهدية الفضائية الأمريكية؟ 

 

تقول كساندرا، أنه الآن فقط، وبعد أن عرفنا هذه الحقيقة، انتبهنا إلى أن النص المكتوب على لوحة الحجارة لم يذكر أنها حجارة قمرية، بل كتب فقط: " لذكرى كذا...."

لن يتغير شيء. ستبقى "الحجارة" معروضة في المتحف، لكن بمعنى آخر. لكن ما سيتغير هو مبلغ التأمين البالغ 50 الف يورو سنوياً الذي كان يدفعه المتحف من أجل قطعة خشب متحجرة، سيصبح بضعة عشرات اليوروات فقط!

 

يا قارئي العزيز...لو أن أحداً قال لك أن تلك الحجارة ربما تكون مزيفة، ألم تكن ستقول له أنه "مهووس بنظرية المؤامرة"؟ ... أنا كنت سأقول له ذلك..وكنت سأضيف أيضاً: "لا يمكن أن يفعلوها...ألا يخشون أنها ستكشف يوماً؟".  ربما كان علينا أن نراجع تصورنا عما يمكن لـ "أصدقاءنا الجدد" أن يفعلوه و "ما لايمكن أن يفعلوه"!

 

.......................

هوامش

(1) http://www.prisonplanet.com/articles/October2006/141006poll.htm

(2) http://www.prisonplanet.com/charlie-sheen-demands-obama-reopen-911-investigation-in-you-tube-clip.html

(3) http://www.prisonplanet.com/google-searches-for-911-conspiracy-explode-after-sheens-letter.html

(3+) http://www.google.com/insights/search/#q=9%2011%20conspiracy%2C&cmpt=q

(4) http://www.prisonplanet.com/badillo-new-york-allows-petition-for-911-investigation-to-go-forward.html

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1165 الجمعة 11/09/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم