أقلام حرة

دفاعا عن الحقيقة لا دفاعا عن الشيعة

وكانت الغلبة للاراء التي تقول ان من رحب وايد وجاء مع المحتل هم الشيعة،حتى اني اليوم 16 /9/2009 قرات في مدونة كتابات وفي معرض الحديث الذي يرحب او يحتفل باطلاق سراح منتظر الزيدي الذي قذف بوش بفردتي حذائه،يقول كاتب النص ان منتظر الزيدي ينتمي الى طائفة" جلها تؤيد الاحتلال "وهذا تجني على التاريخ والحقيقة قبل ان يكون تجني على الطائفة الشيعية في العراق التي عانت الامرين سواء على يد الاحتلال البريطاني في العقد الثاني من القرن العشرين حيث قاومه الشيعة قبل ان تطأ قدماه ارض العراق حيث جرد المرجع الشيعي والاديب اللامع السيد المجاهد محمد سعيد الحبوبي حشدا كبيرا جدا من المقاتلين ليمنعوا المحتل من القدوم الى العراق ومن بين الاشخاص الذين كانوا لهم سبق القيادة في هذا الحشد هو المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم حيث كان شابا عند اندلاع موقعة الشعيبة فقد سجل ابناء الطائفة الشيعية موقفا شرعيا وتاريخيا مشرفا في التصدي للاحتلال البريطاني، ولم يقتصر الامر على هذه الواقعة فقد استمرالتصدي للمحتل وعدم التعاون معه الى ان جائت لحظة الثورة الكبرى واقصد بها ثورة العشرين التي كبدت المحتل خسائر فادحة في الارواح والممتلكات،الامر الذي ادى بحكومة بريطانيا التفكير جديا بحكم العراق من وراء حجاب وقد كان ماكان من مؤتمر القاهرة بعد هذه الثورة العملاقة وقد تراس المؤتمر ونستون تشرتشل وزير المستعمرات البريطاني والذي اخذ بمقترحات المس بيل بتنصيب الامير فيصل بن الحسين  ملكا على العراق،وقد ايد هذا الاقتراح عراب الامير فيصل لورنس العرب وفعلا اتخذت الاجراءات للتحضير لهذا التنصيب وشكلت حكومة مؤقتة برئاسة عبد الرحمن النقيب،لقد كان موقف الشيعة في هذا الامر هو عدم الدخول في هذا الرسم البريطاني الاافراد معدودين دخلوا في مضمار السياسة التي رسمتها الامبراطورية الحاكمة للعالم انذاك،وقد حرم ابناء الطائفة من الكثير من الفرص في بلدهم ولم يحصلوا الاعلى القهر والشقاء والابعاد والنظرة الفوقية من الناس الذين استلموا زمام الامر في العراق وقد استمر هذا التمايز حتى مع الحكام الذين جاؤاعن طريق الانقلابات (الثورية) ووصلت ذروة الاسليب القمعية على يد البعث وصدام حسين كما مر،وقد اضطر الكثير من الشيعة افرادا واحزابا ان يهاجروا الى بلدان اخرى كي يحافظوا على انفسهم من بطش السلطة الصدامية،لقد وصل الامر بهذه السلطة ان تعتبر كل شيعي هو هدف يجب التعامل معه كعدو وهذه ليست مبالغة وليس تجنيا على السلطة انذاك بل هي الحقيقة التي اوصلت السلطة ان تعتبر كل كتاب شيعي مهما يكن متواضعا في قيمته العلمية هو عمل من اعمال العداء لها اما من يقتني هذه الكتب فيستحق اقسى انواع العقوبات،الم تكن انتفاضة العشرين من صفر هي نتيجة منع السلطة للشيعة من ممارسة شعائرهم التي منعت واعتبرت نوعا من انواع العمل السياسي  وعلى اثرها تم اعدام الكثير من ابناء الطائفة لاشتراكهم في مسيرة الاربعين ومن ثم الانتفاضة الم تعتبر سلطة صدام والبعث الشيعة انهم اتباع للشاه وعند سقوطه اعتبرتهم اتباع للنظام الجديد ,وعلى الرغم من ان الشيعة كانوا وقودا لمحرقة الحرب العراقية الايرانية الا ان النظرة بقيت كما هي فالاعدامات مستمرة والتضييق ازداد والاعتقالات على قدم وساق وقد كان ينظر لكل شاب ملتحي هو سياسي معارض وكل شاب صاحب نظرة ثقافية او نشاط اجتماعي هو سياسي،معارض طبعا،وبعد ان انتهت الحرب العراقية الايرانية وجاءت مرحلة احتلال الكويت والحرب التي اعقبتها عانى ابناء الجنوب الكثير الكثير من الالام والجراحات فمع تضييق السلطة كانت صواريخ الامريكان تصب حممها على مناطق الجنوب وقد تحملت البصرة الجزء الاكبر من العقاب الامريكي،ثم جاءت مرحلة الحصار وتنفيذ المرحلة الثانية من المخطط الامريكي لم  يمنع هذا السلطة من ايقاع اشد انواع التنكيل بابناء الجنوب وكان هذا على اثر الانتفاضة التي حدثت اثر الهزيمة النكراء التي المت بالجيش العراقي على يد القوات الامريكية وان هذه الانتفاضة في حقيتها واصلها هي رفض اجتماعي لسياسة السلطة وهزائمها طيلة ايامها وفي كل معاركها سواء مع ايران او مع الكويت او مع امريكا وعلى الرغم من ان الحرب التي قامت بين السلطة وبين امريكا بحجة تحرير الكويت ولاغراض معروفة ليس مجال بحثها الان فقد جير الطرفان الانتفاضة لحساب ايران "مع ان ايران تدخلت في هذه الاثناء "الا ان اصل الانتفاضة وبدايتها شعبية عفوية اجتماعية قوبلت باشد انواع الاسلحة والنيران وانواع التعذيب وقد صفيت اسر بكاملها من ابناء الجنوب الذين هم في غالبيتهم من الشيعة ومالمقابر الجماعية الاشاهد على ان يهزم العراق وجيشه منخلال سياسة سلطة لاتحسب للسياسة الاحساب البقاء في السلطة وتعتبره نصرا مؤزرا،وفي عقد التسعينات انبرى المرجع الشيعي وزعيم الحوزة العلمية السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله عليه) لفضح الخطط الامريكية على ان المخطط مشترك بين السلطة والامريكان لتمزيق البنية الاجتماعية العراقية من خلال العزف على وتر الطائفية (تراجع خطب المرج الصدر واحاديثه رجاءا) وفعلا بدا يحارب هذا المخطط وقد امر اتباعه بحضور صلوات ابناء السنة وخلف ائمة الصلاة هناك ولما شعرت السلطة خطورة السيد قررت تصفيته وملاحقة اتباعه ,اما فيما يخص مرحلة الاحتلال فالتاريخ قريب ويحدثنا عن ان مدن الجنوب كانت عصية على المحتل كام قصر مثلا والكوت التي كون ابنائها من احزاب ووجهاء حكومة محلية سيرت امور المدينة وقد رفضت هذه الادارة التسليم للمحتل الابعد ان تم الهجوم الامريكي بالدبابات والمدرعات لاحتلال مقر المحافظة واخراج افراد الحكومة المحلية  ذلك بعد ثلاثة اسابيع من يوم (9) نيسان، وبعد ذلك تم تشكيل جيش المهدي الذي دخل في معركتين كبيرتين في 2004 مع المحتل في النجف والكوت ومدينة الصدر والعمارة والحلة ومدينة الشعلة ومقبرة الشهداء خير دليل على ذلك وسجون المطار وبوكا والحلة مكتظة بابناء التيار الصدري وافراد جيش المهدي ،قد يقول قائل ان التيار الصدري مواقفه غير واضحة وثابتة بدليل انه دخل الحكومة ومجلس النواب ومجالس المحافظات وهذه كلها وجودات مؤسسة من قبل الاحتلال،والجواب على ذلك ان التيار الصدري دخل الى هذه المجالس من باب  دفع الضرر قدر الامكان عن ابناء الشعب ومارفضه للاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الادليل واضح على هذه السياسة والتي ادت ايضا الى تعطيل التوقيع على الاتفاقية الامنية مع بريطانيا،وان دخول الانتخابات والحكومة من قبل التيار الصدري ليس سابقة في مثل هذه الامور فقبله كانت حماس التي تعارض اتفاقية اوسلو اشد المعارضة ولكنها شاركت في انتخابات المجلس التشريعي وشكلت حكومة وان هذه الممارسة هي من خلق اتفاقية اوسلو فهل نستطيع ان نقول ان حماس تؤيد الاحتلال،كما ان هناك سؤالا يطرح أي من مراجع الشيعة ايد الاحتلال ببيان او اعلان ؟كذلك هل الذين جاؤوا مع المحتل يمثلون الشيعة ,فهم احزاب وكيانات حالها حال أي حزب سياسي له رؤيته الخاصة به لاتنطبق على كل الطائفة،ثم اين نحن من مواقف الشيخ جواد الخالصي والشيخ فاضل المالكي والسيد كاظم الحائري وغيرهم،ان الشيعة في زمن الاحتلال لم يتحسن حالهم عن زمن السلطة،وان مدنهم تعرضت الى هجمات متعددة من قبل قوات المحتل ادت الى قتل العديد من ابناء الجنوب،وهنا سؤال لماذا التجني على منتظر الزيدي الذي لم يجير فعلته الاباسم العراق ولم يجيرها باسم طائفة وعشيرة فهو انتفظ  لكل عراقي وعراقية دونا عن الطائفة والعشيرة فرفقا بمنتظر الزيدي،وانصافا لعشائرانجبت  عبد الواحد الحاج سكر ونجله راهي ومحسن ابوطبيخ وجعفر ابو التمن وغيرهم من الافذاذ

 

رائد عبد الحسين السوداني

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1172 الجمعة 18/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم