أقلام حرة

سعدي يوسف ابو قرط والاحتلال / راضي المترفي

ولو حفظوا نصا لبدر او للرصافي قبله وتمثلوا ماحفظوه لما احتلهم محتل واستعمرهم مستعمر لكنهم ليسوا ذوي ذاكرة. مدافع كثيرة كانت في البلد لكن العراقيين (قومي) لايتذكرون الا طوب أبو خزامه. قلت لنفسي: ياسعدي انت منذ الان منسي لااحد يذكرك بخير او شر انت غير موجود اذا مالعمل؟ قلت لاكن مثل طوب ابو خزامه ! لاضع قرطا في اذني اليسرى. مدافع كثار. شعراء كثار.. لكن لامدفع الا ابو خزامه.. ولاشاعر الا سعدي يوسف).

لست مستغربا ولامشدوها فالكثير من المبدعين وغير المبدعين اصيبوا بالخرف قبل سن الثمانين وقد لاتكون اخرهم (ماركريت تاتشر) تلك المرأة الحديدية التي دوخت العالم وحكمت امبراطورية بريطانيا العظمى لاحد عشر عاما. لكن قضية سعدي يوسف واحساسه بالنسيان من قبل الصحافة والاعلام والعراقيين بصورة عامة ومقارنته نفسه بالسياب والرصافي من دون ان يسأل نفسه هل قدم ما قدمه الرصافي او السياب للشعر والثقافة العراقية؟ وهل عانى مثل ما عانوا. لقد تغرب سعدي برغبته ونسى العراق سنين طويلة وخرج عن صمته بعد هذه السنين بتمجيد الاحتلال واتهام العراقيين بأنهم بلا ذاكرة وقدم لهم وصفة تقول (لو انهم حفظوا شعره لما احتلهم محتل) واكون شاكرا وممتنا لمن يدلني على قصيدة واحدة له او حتى مقطع واحد يثبت فيه موقفا واضحا من الاحتلال بالرفض.  اظن ان الرجل استهواه منظر المراهقين في اوربا وهم يضعون اقراطا باذانهم ويتسكعون مع صديقاتهم وهذا مالم يفعله هو في صباه ومراهقته الاولى ربما تحت عادات مجتمع شرقي ضاغط فظن في نفسه ان الفرصة مواتية ليجرب هذا خصوصا وانه اجتاز عقده الثامن منذ سنتين او اكثر ويعيش في اوربا التي تعج بالصرعات والموضة لكنه نسى انها لاتناسبه ولاتتناسب مع عمره وتاريخه الشعري الذي يطلب بموجبه من العراقيين ان يضعوه بجانب الرصافي والسياب علما ان هذين الشاعرين لم يفكرا بوضع قرطين ولم يبلغا من العمر عتيا ولم يطلبا من العراقيين وضعهما بجانب شعراء اخرين وانما حفروا مكانتهم بجهدهم وابداعهم ومعاناتهم. وقد يفاجئنا سعدي برغبة اخرى بعد القرط تتمثل بوضع نصبا له بجانب الطوب ابو خزامه ونكتب عليه (سعدي ابو قرط) لكي لايحتلنا محتل بعد اليوم.

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1997 الثلاثاء 10 / 01 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم