أقلام حرة

دمائنا ودموعنا شمس أمل في انتخاباتنا القادمة

قد تكون هذه الانتخابات شمس الأمل للعراقيين بعد التضحيات الكبيرة قدمها أبناءه الغيارى على مدى السنوات السابقة بعد تحرير العراق من ظلم الطاغية وبطانته ووقوعه تحت طائلة الإرهاب اللعين ومؤيديه من دول ومنظمات دولية اكبر همومها ان يبقى العراق متقوقع في دائرة التخلف والظلم والعبودية .

 

نحن هنا لا ننكر البعض من الهفوات والأخطاء التي وقع بها البرلمان العراقي ولكنه في كافة الاحوال منتخب قبل ابناء الشعب وان كانت طريق القائمة المغلقة فعسى ان يكون برلماننا الجديد افضل منه .

 

ولكن عتبنا عليه هو انه أعطى لنفسه الكثير من الامتيازات والمخصصات وحتى تقاعدهم تم وضعه مسبقا وكل هذا على حساب ابناء شعبنا الكريم .

 

عندما جرى الاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية في عهد الدكتاتور (الزحف الكبير- والبيعة الكبرى) لاحظنا الإقبال الكبير للمشاركة بالاستفتاء خوفا وتملقا وربما حبا عند البعض .

 

فقد استخدم المنافقون كافة وسائل الإعلام والدعاية والإشاعات والترهيب من اجل أنجاح هذه العملية ومنها إشاعة قطع البطاقة التموينية وغيرها .

 

وطبعا كانت نسبة الاستفتاء هو فوز الطاغية بنسة عالية جدا تفوق مستوى الخيال ربما 99% او اكثر .

 

اذا أخذنا بنظر الاعتبار الجهل والخوف لدى مواطننا سابقا فاغلب المواطنين لايعون ماهو الاستفتاء واليكم مارواه لي احد الأصدقاء من المدرسين عندما اراد زميله مدرس اللغة العربية ان يكتب تلاميذه انشاء حول الاستفتاء (الزحف الكبير ) وإذا بأحد الطلبة يكتب في دفتره هو ذلك اليوم الذي ذهبنا لنقول نعم لصدام وكلا لعزت الدوري ؟؟

 

تخيلوا مدى الجهل ؟؟؟

وطبعا هذه رسالة موجهة الى المفوضية العليا للانتخابات لتمارس دورها في نشر الوعي والثقافة لدى ابناء شعبنا وخاصة من الطبقات الأمية ومناطق القرى والارياف والاهوار واذا علمنا ان نسبة الأميين عالية جدا في مجتمعنا قد تصل الى 60%.

 

على المفوضية ان تقوم بجولات ميدانية لهذه الأماكن لزرع ثقافة الناخب ودوره في هذه العملية وثقته بنفسه وماذا يعني صوته لمستقبل العراق وان لا تقف عند حدود الإعلانات البسيطة .

 

يجب ان لا تقف المفوضية عند هذه الإعلانات البسيطة على القنوات التلفزيونية والإذاعات عليها ان تقوم بتغطية شاملة ولساعات كل يوم واقترح فتح قناة مؤقتة لحين موعد انتهاء الانتخابات لبث برامجها حول الانتخابات لانه امر ضروري للمواطن العراقي ليس داخل الوطن فقط وانما لجميع العراقيين في بلاد المهجر .

 

وهنا اوجه ندائي الى كافة قنواتنا الفضائية وغير الفضائية والإذاعات كافة ان تسلط الضوء على الانتخابات المقبلة لانها مرحلة مهمة في تاريخ العراق الجديد وتقوم بحملة واسعة ونشطة لكي تصل مفاهيم واسباب الانتخابات الى كافة المواطنين وفي كافة مناطق تواجدهم .

 

وكما اوجه ندائي الى كافة الصحف والمجلات العراقية والإخوة الكتاب والإعلاميين بان يقوموا بحملة توعية كبيرة لابناء شعبنا الكريم لشرح مضامين الانتخابات ونتائجها .

 

 كما اوجه ندائي للشعراء والفنانين ان يعدوا اغاني وبرامج واشعار من اجل انجاح العملية الانتخابية من اجل الوطن وابنائه وليس لحزب اوطائفة معينة .

 

وهنا اود ان اوجه شكري للفنانين صلاح حسن والبدر على أغنيتهم الرائعة لوطننا الحبيب وتشجيعهم للناخب العراقي على توجههم الى صناديق الاقتراع واختيارهم للذي يحب العراق وشعبه فالف تحية لهم .

 

فنحن لا نريد من المواطنين ان يضعوا قلوبهم في الصندوق كما فعل مطربنا المبدع حاتم العراقي عندما رمى قلبه في الصندوق بدلا من ورقة التصويت!!!!!!!!!!! وانما نريد منهم ان يحكموا ضميرهم في مسالة اعطاء الصوت لانه العراق وليس غير العراق ننتخب .

 

اغلب المواطنين عندما اتوجه بالسؤال اليهم عن معايير الاختيار واسباب الاختيار تكون أجوبتهم لاتنم عن ثقافة انتخابية لمرشحهم لأنهم لايملكون اي وعي انتخابي رغم ان هذه التجربة ليست الاولى .

 

اعتقد ان منح الأصوات لايزال على المعايير الأولى اي اما قومي او طائفي او عشائري ولا يعتمد على معايير الكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن .

 

عندما جرت الانتخابات المحلية تامل الجميع خيرا بعد اعتلى الفائزون لمناصبهم الجديدة ولكن هل تغير شئ ؟؟الجواب كلا والف كلا

 

لازالت الخدمات دون مستوى الصفر!

لا زالت شوارع بغداد والمحافظات تغص بالمتسولين نساء واطفال وشيوخ وربما عوائل بأكملها تتخذ التسول مهنة، ولا يوجد اي حل لهذه المشكلة ولا يوجد ردع لهم .

 

 ولازالت البطالة تراوح في محلها ! هناك مجال واحد للعمل من ان اجل لقمة عيش هينة هو ان تتطوع في الجيش او الشرطة ولكن الأمر ليس بهذه البساطة كما تتصورون فعلى المتطوع ان يدفع مبالغ طائلة لغرض قبوله !! فتخيلوا الأمر .

 

ولازال الفساد الإداري ينخر أجسادنا كل يوم والوعود التي قطعت ذهبت أدراج الريح ومع أول راتب استلمه مرشحنا الكريم .

 

هل يستطيع برلماننا القادم القضاء على الفساد الاداري ومحاسبة المقصرين واللصوص ام انهم سرعان ما يتناسون وعودهم بعد فوزهم .

 

علينا ان لا ننخدع مرة أخرى وان لا ننصت لأصوات تصل الى أذاننا بالوعود الزائفة وعلينا ان نعيد حساباتنا هذه المرة لان الآمر ليس بالهين فهذه أربع سنوات اخر لبرلمان بيده السلطة التشريعية وسن قوانين

 

اخي الناخب لايغرك الذين يرتدون الملابس الأنيقة فأنهم متملقون ولا يغرك الذين يرتدون ملابس رجال الدين فأنهم مزيفون ولا الذين ينادون بالديمقراطية والقومية لانهم سرعان ما يتغيرون عندما يصبحون في مواقعهم الجديدة لان همهم الوحيد السلطة وليس غير ذلك  .

 

ابحث عن المرشح وأسباب ترشيحه هل مادية ام لخدمة البلد واذا سنحت لك فرصة لقاءه عليك ان تساله هل سوف يتخلى عن رواتبه وامتيازاته ويقبل بمرتب بسيط كأي موظف لدى الدولة .

 

وعليك ان تتأكد بانه غير مزدوج الجنسية وانه تخلى عن جنسيته الأجنبية قبل ترشيحه وللأسف ان رئيس البرلمان الحالي لم يتخلى عن جنسيته الثانية تصورا حبه للوطن ؟؟ وانه عراقي اصيل ومن أبوين عراقيين وهمه العراق وشعبه المجروح .

 

وتأكد بان عائلته تقيم على ارض الرافدين وليس في دول الجوار او الدول الأخرى فانه بذلك سوف يشعر بالمسؤولية والحرص على ابناء شعبه كما يحرص على ابناءه واكرر هنا إياكم من انتخاب مرشح تقيم عائلته خارج الوطن ويعيشون على خيراته ويتمتعون بها وهم لايعرفون ماهو الوطن سوى لدى سفر والدهم اليه لحضور جلسة البرلمان .فان اغلب المسؤولين عوائلهم خارج اسوار الوطن ولا تزعجهم صرخة آم او بكاء يتيم او صيحة جائع ؟

 

برلماننا الحالي هل تكامل عدده يوما 275 عضو برلمان في جلساته الاعتيادية طبع لا والف لا فيجب ان نأخذ بالحسبان هذا الأمر لما لا يتكامل عددهم هل احد من المواطنين توجه بالسؤال يوما الى ذاته وعلل أسباب عدم تكامل العدد .

 

وكذلك هل يدرك الجميع ان اغلب رؤساء الكتل البرلمانية لايحظرون الى جلسات البرلمان ربما استخفافا او يعتبر البعض نفسه فوق البرلمان، فتراهم في جولات مكوكية في بلدان العالم وكأنهم سفراء مكلفين بواجبات من قبل الدولة ولا نراهم ابدا في داخل أورقة البرلمان ولكننا نراهم على القنوات الفضائية يصرحون ويتحدثون عن هموم العراق والعراقيين وينددون بالإعمال الإرهابية فيا العجب لأمرهم ؟ولااريد اذكرهنا من هم هؤلاء لكي لا اتهم باني أميل لكتلة معينة .

 

ايها العراقي اين ماكنت في ارض الله الواسعة عليك ان تسال نفسك من الذي يمول هؤلاء الأشخاص وهذه الأحزاب والكتل السياسية وماهو مدى ارتباطاتهم بدول الجوار والدول الإقليمية ولمن ولائهم .

 

وهل لهذه الكتل عصابات وأجندة خارجية ومدى ارتباطهم بحزب البعث المنحل الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق العراق والعراقيين.

 

ربما مسالة العلم العراقي من المسائل المهمة التي لم يتمكن برلماننا من فك رموزها وعلى الرغم من اعلان مسابقة لتصميم علم للجمهورية العراقية وقد أكدت اللجنة المشرفة في البرلمان عن وصول اكثر من 600 تصميم الا انه لم يتم الإعلان عن تصميم للعلم وقدتم اختيار 6 نماذج ومن ضمنها العلم الحالي والسابق.

 

اود ان اسأل هنا لجنة مسابقة العلم في البرلمان لماذا الإصرار على اللون الأحمر واللون الأسود وتذكير شعبنا بمنظر الدم والخوف والظلام اما حان وقت التغيير ولما الإصرار على علم البعث هذا وترك كلمة لفظ الجلالة الله اكبر على العلم العراقي اذا علمنا صدام كتبها بخط يده كفتنة .

 

فأذن ماهي الغاية من المسابقة لتصميم العلم هل هي لإسكات الأفواه المطالبة بالتغيير ام ورقة رابحة للضغط على بعض الكتل والأحزاب ؟

 

يجب ان يكون العلم العراقي يشمل جميع العراقيين من الشمال الجنوب و يرمز الى كافة مكونات الشعب وطوائفه وقومياته .ولماذا لانتخذ من اللون الابيض الحجم الاكبر لانه يمثل السلام والصفاء .

 

الغريب بالامر انه في كل محافظة يتغير علم العراق مثلا بالجنوب العلم الحالي خالي من النجوم وفي المحافظات الأخرى العلم القديم الذي يتكون من النجوم ولفظ الجلالة الله اكبر، ولو ذهبنا الى شمال الحبيب لم نرى لهذين العلمين شئ يذكر ولكن نلاحظ وبشئ مثير علم الإقليم يزين كافة المباني الحكومية ولا وجود لعلم الجمهورية العراقية اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان رئيسنا المحترم كردي ومقر أقامته في السليمانية ؟؟

 

فلا زال العراقيين ينزفون دماء ودموع كل يوم، فمن الذي يعيد اليهم حقهم ومن يعيد البسمة الى شفاه الأيتام فتراهم يتطلعون الى صناديق الاقتراع ويتساءلون من سيكون منقذنا من هذه الآلام ويعيد الحياة من جديد الى عراقنا الحبيب ؟؟

 

علي الزاغيني

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1185 الخميس 01/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم