أقلام حرة

ليس هناك ضير من تقسيم العراق / راضي المترفي

لذلك البلد وتحت خيمة الوطن . الا في العراق حيث يرزح السياسي تحت وطأة انتماءات لاحصر لها وضوابط ضاغطة لكل انتماء لايدخل ضمنها فقط ضغط ضابط الانتماء للعراق بسبب تراخي هذا الانتماء او تراجعه الى خانات الانتماءات الخلفية حيث يقدم الحزب والقومية والطائفة والمذهب والعشيرة على الانتماء للوطن ويأتي الانتماء للعراق بعد كل هذه الانتماءات خجولا مترددا . ولو أنصتت لبعض من يمارسون السياسية عندنا وحدثك هو بتجرد لادركت عمق الهوة بين الانتماء للوطن وبين الانتماءات للمكونات الاخرى التي يفترض ان تكون آتية خلفه لامتقدمة عليه واختلاف سياسيينا بتعاطيهم للسياسة عن سياسيو العالم وللمثال يحرص كل سياسي عندنا وخصوصا امام وسائل الاعلام على اظهار انتمائه لمكون معين ويصل حد التباكي على تهميشه او اقصائه او انه عانى ما عانى على يد النظام السابق لكن الامر لايعنيه ولا وقت لديه حتى للاستماع لو كان الامر يتعلق بالعراق كوطن يتعرض للتشرذم او التمزق او الانقسام وقد يصل الامر حد المباركة لان ذلك يصب في مصلحته كما يرى هو اذ ربما يحمله هذا التقسيم الى موقع اعلى من الذي  هو فيه ولا يستغرب لو راينا سعي بعضهم العلني والصريح وصولا الى تقسيم العراق . واذا كانت المحاصصة هي السلوك والدرب الذي سلكه السياسيون منذ ان حملت لنا الديمقراطية جوا من واشنطن فانها اصبحت تربية وقانونا مقدسا لايمكن الحياد عنه ومن اصبح نائبا او وزيرا او مسؤولا بموجب هذه المحاصصة في العراق الموحد يمكن ان يفكر لو تم تقسيم العراق يمكن ان يكون بموجب محاصصة اخرى ضمن المكون الواحد المنفصل عن العراق في موقع اكبر من الذي هو فيه لذا لاضير من وجهة نظره ان يقسم العراق ليس حلا لتهميش هذا المكون او اقصاء ذاك وانما ليكون هو في موقع افضل واكبر واكثر نفعا له ولمن يتبعه او يلوذ به . واذا كان في بقاع العالم الاخرى سياسيون كبار تنازلوا عن مكتسابتهم الشخصية او حلوا احزابهم او اختفوا عن مسرح الاحداث حفاظا على وحدة وطنهم فأن سياسيونا في العراق على النقيض من ذلك . ولايمكن للعراق ان يتقدم او يحصل على شيء من التطور او يبقى على وضعه الحالي على الاقل في ظل هكذا نماذج ممن يديرون العملية السياسية في العراق . وقد تحمل السنوات القادمة ان لم تكن الشهور اسماء لعراق غربي واخر جنوبي وثالث شمالي ورابع وخامس وووووو او يتبدر الله سبحانه الامر وينزل صاعقة او نيزك على رؤوس الساعين للتقسيم ويخلصنا من شرورهم ويحمي العراق .

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2005 الاربعاء 18 / 01 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم