أقلام حرة

علاوي ومرارة الواقع / راضي المترفي

اضافة لكونه شيعيا يعيش في الوسط السني ويحتفظ بعلاقة جيدة مع الطرفين وماضي مشترك بالنضال ضد النظام السابق مع الاكراد رغم انه كان ينتمي لحزب البعث في السابق وكل هذه القواسم المشتركة جعلت علاوي يظن ان لاتخلو تشكيلة حكومية مهما صغرت من وجود له فيها شخصيا او من خلال حركة الوفاق التي يتزعمها وصولا الى القائمة العراقية التي تآلف فيها مع اغلب التشكيلات الممثلة للسنة وخاض بموجبها  الانتخابات البرلمانية مرتين وشكلت ثقلا واضحا في مجلس النواب وأتت به رئيسا للوزراء مرة واحدة في المرحلة الانتقالية . لكن خصوم علاوي المنتمي معهم الى مذهب واحد لكنه مختلف عنهم بالتوجه السياسي والفكري يرون فيه الخطر الكامن في منع وصولهم الى سدة الحكم باعتبارهم يمثلون الاغلبية وفق اللعبة الانتخابية وقوانين صناديق الاقتراع . وفي الانتخابات التي جرت عام 2010 كانت قائمة علاوي هي الاولى الا ان خصومه نجحوا بحشره في الخانة الثانية بعد ان شكلوا تحالفا يمكنهم من تشكيل الحكومة بعيدا عن علاوي وقائمته خصوصا وانهم نجحوا باستمالة الاكراد الى  جانبهم مما اعطاهم اغلبية مريحة ووفق اتفاقية عقدت في اربيل برعاية الاكراد حصل علاوي وقائمته على حصة في تشكيل الحكومة لكنها لم تكون بمستوى طموحه ورغبات قائمته ومع ذلك قبل بها ولو على مضض لكن الخلافات بدأت تظهر على السطح خصوصا وان الاطراف لم تكن جميعا تتفق على ان تكون المرجعية عند لاختلاف هي اتفاقية اربيل حتى وصل هذا الاختلاف ذروته أبان  تفجر ازمة طارق الهاشمي عضو قائمة علاوي ونائب الرئيس ولجوئه الى السليمانية وكلما تصاعد الخلاف ظهرت بوادر تصدع في حلف علاوي وانشقاق الكثير وخروهم عليه خصوصا في الوسط والجنوب متهمين علاوي بتهمشيهم  واقصائهم في الوقت الذي يتهم هو فيه التحالف الوطني بتهميش قائمته . وبموجب التازيم ووصوله الى اعلى ذرواته خلال السنوات المنصرمة بدأت كل الاطراف تتحرك للملمته لكن وفق معطيات الواقع القائلة : ان علاوي وقائمته يمر باضعف حالاته بالوقت الراهن فمن طلب الهاشمي للقضاء الى منع وزراء القائمة من دخول وزاراتهم الى عدم تطبيق بعض بنود اتفاقية اربيل مقابل تماسك التحالف الوطني واصراره على الوقوف خلف المالكي ودعوة الرئيس طالباني لعقد مؤتمر وطني كان علاوي يضع شروطا للمشاركة فيه اصبح يقدم (خيارات) لاتتضمن استبدل رئيس الوزراء الغريم التقليدي  لعلاوي ولااعادة الانتخابات الا بشكل خجول وغير ضاغط . ومرارة الواقع تدفع علاوي في ظرف كهذا الى تحقيق اهداف غاية بالصعوبة اهمها الحفظ على ما تبقى من قائمته علة وجوده كلاعب كبير لى الساحة السياسية والنجاة من السقوط في مصير يشابه مصير حليفه الهاشمي والانتظار لحين تجاوز المنطقة الخطرة للاعصار الذي يعصف بالحالة السياسية بالعراق في الوقت الراهن والاستعداد لمرحلة قادمة . لكن هل ينجح علاوي بالصمود في وجه الموجات العاتية التي يدفع بها خصومه نحو شواطئه خصوصا والاكراد شخصوا اهدافهم ومصلحتهم جيدا وقدموها على مصالح الاخرين مبعدين مركبهم  عن زورق علاوي المهدد بالغرق؟ ذلك ما ستكشفه الايام القادمة وجلسات المؤتمر الوطني القادم .

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :200 الخميس 19 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم