أقلام حرة

الانتخابات.. وائتلاف دولة القانون

 مرتبطة بقوى اجنبية، هي تنعم بالاستقرار النفسي ولاتخاف من تيارا او حزبا او اية جهة سياسية ، يمكن ان تعكر صفوا امنها اوان تعرض سلامة اراضيها ووحدتها الى الخطر، لذلك انتعشت الانظمة  الدكتاتورية في بلداننا لانها تعني للعديد من الطبقات المؤيدة لها بأنها الضمانة الاكيدة لوحدة وسلامة المجتمع رغم قساوة تلك الانظمة الشمولية

 

وعندما اختار العراق ان يدخل غمار التجربة الديمقراطية الفريدة والوحيدة في المنطقة،  دخلها بكل مايملك من امكانات بشرية ومادية واستخدم كل الطاقات والتضحيات الجسام لبناء تلك الدولة المنتظرة، الا ان التجربة اصطدمت بعدة عثرات وعقبات كان اقساها الارهاب المسنود اقليما وحتى عربيا، وكانت التجربة الكردية ومسألة كركوك التي يراها العراقيون العرب انها محافظة عراقية عادية ليس فيها اي شكل من اشكال التوتر او حالة متأزمة بين اطيافه، ويراها الاخوة الكرد مصدر قلق لمستقبل علاقتهم بالحكومة المركزية ومدينة الازمة الدائمة

 

الاعلانات والاستعدادت الاخيرة للائتلافات والتحالفات السياسية بين الكتل والاحزاب والشخصيات الاجتماعية لم تأتي بجديد الا من خلال العبارات والوعود والبرامج المكررة التي حملته بياناتهم، واتضح ان الديمقراطية البريمرية لم توحد العراقيين بعد حول الاهداف والثوابت الوطنية التي تحكم توجهاتهم واختياراتهم،  بل تشرذمت وانشطرت الائتلافات والتحالفات الى عدة تكتلات ستتنافس فيما بينها في الانتخابات القادمة في نفس المحيط والدائرة التي يتواجد فيها مؤيديهم ونتمنى ان يكون تنافسا شريفا، وهذه انتكاسة حقيقية للوحدة الوطنية التي ننتظرها بفارغ الصبر لكي تلغي ظاهرة الاصطفاف الطائفي والاثني القومي وتنهي حالة المحاصصة والتوافقات السياسية التي اخرت عملية اعادة بناء الدولة

 

لقد جاء اعلان ائتلاف دولة القانون الذي يشمل العديد من الشخصيات والكتل والاطياف الجديدة التي دخلت معه وتؤمن بتوجاته الوطنية،  الا انه ايضا حمل لنا وجوها باتت مسؤولة امام الشعب عن كل الاخفاقات والانتكاسات التي حملتها التجربة السياسية والبرلمانية السابقة والحالية، وجاء الاعلان باهتا بلا لون واضح وقوي قوة الاداء الحكومي الحالي،  والتي كان المفروض منها ان تأتي بأدوات قوية تدعم وتسند حملتها الانتخابية القادمة، لم نرى وجوها جديدة في هذا الائتلاف ثقافية-جامعية-اجتماعية معروفة ومؤثرة، نحن نريد ان يستمع الساسيين لصوت الجماهير ورغباتهم وان يتعلموا من الانتكاسات ومكامن الخلل واسباب التراجع، وان يعرف الجميع ان الاصرار على المسير في الاتجاه المعاكس واتباع سياسة الامر الواقع قد لاتنفعه ولاتخدم استمراره وبقاءه في السلطة،

نتمنى ان تكون البرامج التي ستطرح في المرحلة الانتخابية القادمة قادرة ان تعزز موقف الائتلافات الوطنية التي يجب عليها ان تسد الباب امام القوى والتيارات المتلونة التي لاتسير الاوفق الاوامر والاملاءات الخارجية

 

مهدي الصافي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1186 الجمعة 02/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم