أقلام حرة

المهاجر المغربي بين ربيع الوطن وخريف الموطن / زينب سعيد

كل الالسنة تجتر نفس السؤال : مدى جدية حركة 20 فبراير في تحقيق أقل ما  يقال عنه العيش الكريم في وطن يطرد فلذات كبده بعيدا عنه.؟ ما الذي حققته الحركة وما الذي غاب عنها؟ و....وما نصيب المهاجر من هذه القفزة الطولية لبلدة؟ وفي الناحية الثانية من الذاكرة الميتة يحسب نفس المهاجر معاناته في بلد جاءه صغيرا أخذ منه القوة والجهد وأصبح يساومه على الرحيل، فبعد الاصلاحات الجديدة تحت رعاية أو باسم مونتي، الرئيس الجديد، التي تقتضي عدة تعديلات خيرها مرّ، كالزيادة في ثمن تجديد الوثائق الذي وصل إلى 200 يورو زائد تكاليف الدفع في البريد 65 يورو، وطلب الجنسية 500 يورو بعدما كان 200 يورو،  بالاضافة إلى تخفيض تكاليف التغطية الصحية ب 2.5 مليار دولار مقارنة مع السنة الفارطة، حيث سيرتفع التخفيض من 20مليار يورو 2013 إلى 5.4 مليار يورو أي ما يعادل 25 مليار يورو 2014 مقابل زيادة  في مستويات الخدمة، هذا وسيدفع المريض ثمن الفحص الذي  حدد  في 10  يورو بعدما كان مجانا و25 يورو للمستعجلات، ورفع  سن التقاعد ليصل إلى 63 سنة بعدما كان 60 سنة وألغي معاش الشيخوخة مما اثار حفيظة كل  النقابات، وثار اعتراضها، وبالنسبة لضريبة السكن فقد حددت في 340 يورو، يذهب جرء منها إلى خزينة الدولة والجزء الثاني إلى البلديات، لا فرق في ذلك بين غني ولا فقير، بالاضافة إلى ضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل والأملاك والزيادة في ثمن المحروقات،مما سينتج عنه ارتفاع في الماء والكهرباء والتدفئة و.. قد حرر مونتي السكك الحديدة وفتح الباب أمام المنافسة الشريفة، ورفع الرخص على أصحاب السيارات النقالة والصيدليات، وحذف البند 18 من الدستور القائل   إنه لا يجوز تحت أي ظرف طرد عامل  من عمله وانتهاك حقوقه دون سبب مقنع ووجيه.

فإذا كان التهرب الضريبي قد وصل مداه في السنوات الماضية فإنه الآن شمل الكل لا فرق في ذلك بين من يملك ومن لا يملك، من له القوة والنفوذ ومن له تذكرة للمرور وجواز سفر يحمل اسم الوطن الأصل، إلا أن هذا الوضع الموصوف بالصعب قد جعل الكثير من المهاجرين يغير مصيره ومشيئته، فمنهم من حمل أشياءه البسيطة وغادر الموطن من غير رجعة، منهم من عاد إلى حضن الوطن وحقيقته، ومنهم من أقفل محله وجمع أغراضه واتجه إلى موطن آخر أفضل، موطن قد يجد فيه الآمان والرغيف الرخيص، يجد فيه عنوانا جديدا لغد جديد. ومنهم من يعيد السؤال الصعب وحقيبته الموظبة جانبا: هل لي في الوطن مقر وكرامة وتغيير جدي؟ أم أن الوقائع تتكرر والحكومات لا تغير في مشهد بلدي إلا الزّي والالفاظ...؟سؤال قد يجيب عنه الآتي من الأيام....

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2023 الثلاثاء 07 / 02 / 2012)



زينب سعيد            

في المثقف اليوم