أقلام حرة

فيلق النواب المدرع / راضي المترفي

من قبل ابناء جلدتهم والغرباء على حد سواء عندما يتمكنون من السيطرة على مقادير الحكم والسلطة في هذا البلد المنكوب بالغزاة والفاتحين والمغامرين والسفاحين واللصوص على مر التاريخ وعصوره المتفاوتة .

هنئيا لعمال (المساطر) وصغار الكسبة والعاطلين عن العمل بسبب عدم وجود وظائف او (واسطات) لتعينهم وركاب الكيات ورواد المقاهي والمتقاعدين بهذا المنجز الوطني الجديد والمتمثل بمدرعة لكل نائب من نواب الشعب الاعزاء والتي اقرت من قبل مجلس النواب الموقر بسرعة قياسية وهي طبعا اهم واكثر حيوية من قضية تافه لاتستحق ان يضيع فيها مجلس النواب وقتا يذكر مثل قضية اقرار الموازنة والتي اثقلت كاهل السادة ممثلي الشعب وعطلت بعضهم عن بعض المشاوير والزيارات لدول قريبة وبعيدة وحتى بعد اقرارها اتت الحكومة لتطعن بها وتتقدم بشكوى للمحكمة الاتحادية التي ستنظر بها ربما قبل ان يفي عرقوب باول مواعيده .

هنئيا للشعب العراقي من ذيل العجل مرورا بمحيرجه وصولا الى خرنابات وجرف الصخر وخشوم السعد والزكاريط والبعاج حتى اخر قرية من قرى العراق الغافية بحضن الفقر وانتظار الفرج واقرار الموازنة وعطف الساسة بالتكرم وتوزيع بعضا من فتات النفط تحت عنوان (حصة المواطن من النفط) وقد لاتشتري له هذه الحصة لو جمع واردها لمدة 100 عام كوخ في قريته حتى لايحلم بشراء (مدرعة) مثل القادرين على شرائها ..

هنيئا بهذا الانجاز الذي سيخيف الارهابين ويجعلهم لايفكرون بتفجير مفخخاتهم قرب دار نائب او يقفون في طريقه او حتى التفكير بغير تفجير اماكن تجمعات الفقراء .

هنيئا لنا بعدما اصبح لدينا 325 مدرعة حديثة  يركبها السادة النواب وهم يمثلون الشعب ويدافعون عن حقوقه التي لم تقر بعد ويوجهون لدول الجوار والاقليم والدول الاخرى الطامعة بخيراتنا رسالة تحذير واضحة تقول ان العراق لو تعرض الى خطر لا سمح الله او معتدي طامع بخيراته سيركبون مدرعاتهم ويتقدمون الصفوف الى حيث الامان والراحة لراكبها ,وهي بالمناسبة مدرعات تدريعا سمكه ملايين الدولارات ولاتؤثر بها احتجاجات الشعب او غضبه واستيائه ولها القدرة على السير وسط العيب وعدم (المستحه) لمسافات طويلة تمتد لاكثر من اربع سنوات .

هنيئا للشعب بمدرعات نوابه واستعادة قصة ام عامر التي طبخت عشاءا لابنائها الجياع ولم تنضجه حتى اخذ منهم النعاس فناموا وماكان منها الا ان اكلت الطعام ووضعت بيد كل نائم منهم (عظمه) ووضعت شيئا من دسم على افواههم لتوهمهم انهم شبعوا بطونهم الغرثى قبل النوم .

هنيئا لقواتنا الامنية التي ستوفر عليها مدرعات النواب الكثير من الجهد والوقت بعد ان تتكفل هذه المدرعات بحماية اغلى ما يملكه الشعب وهم (نوابه) وقد لايحتاج الوضع الجديد منها الا زيادة الزحامات في بعض الشوارع او حواجز كونكريتيه هنا وهناك وسيطرات ثابتة ومتنقلة لمنع السيارات من مزاحمة مدرعات النواب البهية وهي تتمختر بشوارع المنكوبين بالحروب والحرائق والارهاب وضياع المال العام وترف المسؤولين .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2045 الاربعاء 29 / 02 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم