أقلام حرة

فخري كريم ومؤيد اللامي كلاهما بطريك / راضي المترفي

لكني سمعت وعن طريق الصدفة بالحرب التي سعرت بين الاثنين منذ ثلاثة ايام وانشطار اقلام الصحفيين الى معسكرين على راي ابو العلاء المعري حيث يقول :

في اللاذقية ضجة مابين طه والمسيح

هذا بناقوس يدق وذاك بمئذنة يصيح

كل يدعو الى دينه لعمري من الصحيح

وبعيدا عن الصحيح الذي يبحث عنه طيب الذكر المعري احسن الله اليه و(بشبش الطوبه اللي تحت راسه) حسب دعاء اشقائنا الجدعان وجدت في هذا الصراع شيئا ظريفا طريفا ممتعا مسليا لم يلتفت له الزملاء المتحزبين الى احد طرفي الصراع المنشغلين برمي منجنيقاتهم ومراقبة حسن اثرها لدى طرف وسوء تاثيرها على الاخر حتى استذكرت حكاية الحوذيان اللذان جمعتهم الظروف فشكا كل منهم للاخر سوء معاملة سيده له وتفتق ذهنيهما عن عملية يقومان بها تثلج صدورهم ويشتفون بها من سيداهما ويحصلون على الشكر والثواب وهكذا بيتا امرهما الى حين يلتقيان بعربتيهما على قارعة الطريق . ولما التقيا بعد ايام حدث بين العربيتين احتكاك مقصود فاوقف الحوذي الاكثر اضطهادا عربته وترجل منها وشتم زميله وقال مؤنبا كدت تقتل سيدي ايها النذل وقد يكون هذا بدفع من سيدك وسانتقم بجلد سيدك بسوطي هذا وانهال على السيد الاخر بالسوط وبدون رحمه فما كان من الاخر الا ان هوى بسوطه على السيد الثاني الاخر واديا عملهما باتقان وحرقة وتشفي حتى لم يبقى بجسد احد السيدين  شبرا واحدا لم يزره السوط ويترك اثرا فيه ومن ثم ركب كل منهم عربته بعد ان حمل سيده فيها واتجه بعيدا فما كان من السيدين الا شكر الحوذيان على اخلاصمهما ومكافئتهما واغداق العطية لهما وتحسين معاملتهم . اتذكر هذا وانا اتصفح العناوين النارية لمقالات الزملاء وعدم تركهم موبقة او مثلبة الا والصقوها باحد الطرفين حتى ظننت ان اللامي وفخري اكثر شيفونية من هتلر وان صدام حسين امام ما قاما به لم يكن الا تلميذا خائبا واذا كان القذافي استطاع قتل خمسين الف في عدة اشهر فانهم ابدلوا الالف بالمليون وان لصوص جمهوريات النفط وجمهوريات الموز ولصوص الزمن الديمقراطي وقبلهم لصوص مغارة علي بابا يعتبرون لصوص ظرفاء لو قورنوا بهما .

لكن مع كل هذا الصخب وذاك الضجيج لم ولن نسمع او نرى ان عرش بطريرك كاتدرائية المدى او عرش بطريرك كاتدرائية نقابة الصحفيين قد اهتزا او تزحزحا عن مكانيهما رغم هذا القصف الكلامي ذو العيار الثقيل ومع استمرار سيلان فوهات اقلام الزملاء (المحتاجين الى فاتحة يشبعون بيها لطم) وليس مهما من يكون الميت . المهم يجربون براعتهم بالشتم والقذف والسب والصاق التهم ارضاءا لطرف لم يطلب منهم واعتداء على طرف لم يسيء لهم متناسين ان البطاركة عادة ما يختصمون بالظاهر لكنهم يتفقون سرا على تقسيم الاتباع وطرق قيادتهم وتوجيههم

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2054 الجمعة 09 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم