أقلام حرة
حين تخترق المنطقة الخضراء / ابراهيم زيدان
لانها قائمة على نظام المحاصصة الباطل، فاليوم السبت حملت لنا وسائل الاعلام خبرا عن قيام قوات خاصة بالقاء القبض على عصابة ارهابية داخل المنطقة الخضراء كانت تخطط لاغتيال شخصية سياسية مهمة،وافادت معلومات استخبارية دقيقة بوجود مجموعة ارهابية موجودة في المنطقة الخضراء تخطط لاغتيال الدكتور علي الاديب وزير التعليم العالي والقيادي في حزب الدعوة الاسلامية او شخصية سياسية اخرى عالية المستوى”، رفضت الكشف عن اسمها، والنظام السياسي في العراق اليوم اعطى الفرصة وفتح الباب واسعا امام التدخل الخارجي بفضل من شارك في تشكيلته الحكومية والبرلمانية وصار العراق ساحة صراع بالنيابة بين دول المنطقة واعني بها دول الجوار خاصة، وسبق ان شهدت المنطقة الخضراء اختراقات امنية خطيرة مع انها المنطقة الاكثر تحصينا في العراق ويتمنى المواطن العراقي ان يسكنها ويغادرالمنطقة الحمراء، ففي الخضراء المال والكهرباء والوجه الحسن فضلا عن المناصب الرفيعة التي وفرت لاصحابها ماكانوا يرونه في احلامهم على حساب فقراء الشعب العراقي الذين بلغ تعدادهم حسب الاحصائيات الرسمية سبعة ملايين يعيشون على اغنى بقعة في الكرة الارضية صارت نهبا للقاصي والداني .
اقول لن يكون هذا الاختراق الاخير في قاموس الهشاشة الامنية، فمراجعة بسيطة لاحداث الماضي تؤكد ان الخصوم السياسيين هم وراء هذه الاختراقات وماتعلنه القاعدة عن تبنيها لهذا الاختراق وغيره انما هو تاكيد لوجود من يمثلها داخل الصالون السياسي ولاامل في شفاء المريض، بمعنى لاامل في عودة العافية للعملية السياسية، لان المريض لايزال على حاله وربما يموت بالسكتة السياسية لاسمح الله، لان المقبل من ايامنا يبشر بما هو اسوأ .
وقد شهدت المنطقة الخضراء في 28 تشرين الثاني 2011، تفجيرا بسيارة مفخخة بالقرب من مبنى مجلس النواب أسفر عن مقتل وإصابة خمسة مدنيين بينهم المتحدث باسم التحالف الكردستاني مؤيد طيب، وكانت عمليات بغداد قد اكدت في الثاني من كانون الثاني الماضي أن التفجير كان بواسطة سيارة مفخخة من نوع (دوج) سوداء اللون موديل 2007، تم تفجيرها بواسطة التحكم عن بعد عن طريق الهاتف النقال، مبينة أن منفذي التفجير يتألفون من مجموعتين احداهما من العاصمة بغداد والأخرى من الأنبار، قبل ان يعلن تنظيم القاعدة الارهابي مسؤوليته عن تفجير مجلس النواب، مؤكدا أنه كان يستهدف رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما شهد مطعم مجلس النواب تفجيرا في نيسان عام 2007 بينما كان النواب في الاستراحة، أدى إلى مقتل النائب محمد عوض عن جبهة الحوار الذي يتزعمها الدكتور صالح المطلك وعدد من الموظفين في مبنى البرلمان، ومالم يقدم الجناة الذين يقفون وراء هذه الاختراقات وتكشف الحقائق امام الشعب لن تتوقف، بل ان الآتي سيكون اسوأ بكثير ولانستغرب ان سمعنا عن مقتل مسؤول حكومي كبير او شخصية سياسية كبيرة في الايام المقبلة، في ظل الصراع الدولي الدائر على ارض العراق المحتل .
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد 2084 : الاحد 8 / 04 / 2012)