أقلام حرة

بين قاسم نافورة والعيساوي يمتد زمنا من الارصفة

بالساحات العامة واصبح قاسم (نافورة) بأمتياز كلما شاهدت الارصفة في العاصمة يتم تبديلها بنفس الكاشي او الاشتايكر (سمه ماشئت) واترك زعل المجمع اللغوي علي في رحلتي الشتاء والصيف واذاكانت قريش في رحلتيها تلك تتجه الى جهة في الثانية غير التي قصدتها بالاولى فان امانة بغداد الموقرة لها جهة واحدة نفس النوعية ونفس الالوان يعني بالعربي الفصيح (مثل امطال جبير كله يمنى) واذا كان الامين نافورة – بعد مايحتاج نقول قاسم لان هو مبين – قد مات مقتولا ولم يعرف هل كان قاتله النظام الذي انتمى له او الثوار في مصراته قديمة فأن الرجل ترك منجزا ونافورات شمخت بوجه عاديات الزمن واصرار الامانة على قطع الماء عنها لتبدو اطلالا عل احد الشعراء المدعوين للمربد القادم يعود الى بداوته الاولى ويقف عند اقدام نافورة كهرمانة وينشد :

قد مر قاسم من هنا عجل

والحالي في الاثار مرتحل

ذاك افاض الماء نافوره

وهذا برصيف اليوم منشغل

عجبي لبغداد كم عانت وكم

شهدت من عطش ومن وحل

وكم سياج كونكريت يؤدها

وعلى اديمها الشذاذ تقتتل

وامنائها الصيد ما رحلوا

الا وفي اجيابهم زحل

 ولو اتحاد الادباء قرر ان يكون المربد منذ اعوام مضت مقفلا على الحبايب دون غيرهم . لقد ارتحل الفقيد نافورة عن عالمنا منذ سنين طويلة ولايتذكره احد من الذين عرفوه الا وشتمه او ترحم عليه سأترك سبب الشتم لأن المثل يقول (اذكروا محاسن امناء عاصمتكم) واقول يترحم عليه بسبب جمالية وفائدة النافورات التي نثرها بين ثنايا بغداد وزين بها جيدها ووسطها وصرتها ولازال الكثير منها صالحا للعمل ينثر رذاذه لترطيب حرارة الجو في صيفنا اللاهب يوم تجود عليها الامانة بقطرات الماء هذا عن صانع النافورات فماذا عن صاحب الارصفة ؟ لو ارتحل بعد عمر طويل او قرر ترك المنصب الاداري واشتغل بالسياسة ؟اعتقد ان من يترحمون عليه كثيرون منهم الدولة المصدرة للاشتايكر والمقاولين والعاملين في لجنة العقود والوسطاء والدلالين وكل المستفيدين من ارصفة بغداد في رحلتي الصيف والشتاء واعتقد لايشتمه الا القليلون جدا وقد يكون منهم سكرانا تعثرت قدمه بـ(كاشية طكت روحها قبل ما تكمل الستة اشهر ) وصباغ احذية قطعت رزقه نظافة الارصفة ومن ضربتهم لجنة العقود (بوريات) اخيرا اطال الله اعمار النافورات والارصفة والمسؤولين الطيبين

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2119الأحد  13 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم