أقلام حرة

السعودية لا تعاد المالكي / سامي جواد كاظم

وسيتبادر الى الذهن ان سبب هذا العداء هو الاختلاف في وجهات النظر والافكار السياسية بين ال سعود والمالكي ومن المؤكد يكون الحس الطائفي حاضرا ،والحقيقة التي تعتبر جوهر الخلاف بين السعودية والمالكي هو لا هذا ولا ذاك بل ان السبب هو العملية الديمقراطية اولا والفائض النفطي العراقي ثانيا والموقع السياسي للعراق ثالثا .

ان مساندة السعودية لبعض المسؤولين السياسيين ليس لانهم يتفقون والرؤى مع ال سعود بل لانهم سيكونون اداة الفاعلة لتنفيذ مارب السعودية ومنها على سبيل المثال الانقلاب الفاشل الذي كان من المزمع تنفيذه من قبل بعض توابع ال سعود فهؤلاء لو تسلطوا على الحكم لنفرض جدلا ديمقراطيا فانهم سوف لا يغادرون المنطقة الخضراء بتاتا .

العملية الديمقراطية هي التي تقلق السعودية وانها لا علاقة لها بالمالكي بقدر علاقتها وقلقها من العملية الديمقراطية وانها تسعى جاهدة لتشويهها لتكون رسالة ليس للشعب العراقي بل للشعب السعودي اي انكم اذا ما فكرتم بالديمقراطية ستكون هذه النتيجة وحتى تدخلها في البحرين ليس لنصرة ملكها بل لمنع الانتخابات والاصلاحات لان المتظاهرين لم يطالبوا باسقاط الملك بل بالاصلاحات وهذا يعني الديمقراطية وهذا ما لا يروق لال سعود .

القمة العربية في بغداد ومباحثات 5+1 المزمع اقامته في بغداد بخصوص الملف النووي الايراني والفائض النفطي العراقي الذي سيسد الحاجة واي نقص نفطي في السوق العالمية على حساب السعودية هو ما يجعل السعودية تناصب العداء للمالكي واتخاذه ذريعة وتبرير لعدائها ,فان من مصلحة السعودية تغييب دور العراق سياسيا في المنطقة واشغاله بمشاكله الداخلية والتي تتخذ السعودية من بعض سياسيي العراق ادوات لها لاذكاء الفتنة والطائفية بين ابناء الشعب العراقي .

وهي التي اتفقت مع اسيادها في كيفية انتقال السلطة في اليمن وابعاد شبح الديمقراطية عنها وذلك لان الديمقراطية يعني سيكون هنالك حضور لبعض الشخصيات غير المرغوب بهم من قبل ال سعود في دفة حكم اليمن اضافة الى ذلك بانها ستحرك الراي العام السعودي الذي ينظر الى اليمن اكثر تخلفا من الشعب السعودي فاذا كان اليمن يعيش الديمقراطية فلماذا لا تعيشها السعودية ؟

وهي من التفت على ارادة الشعب اللبناني في انهاء الحرب الاهلية فيها من خلال اتفاق الطائف الذي استبعد كثير من العناصر المهمة والفاعلة في العملية السياسية في لبنان وبنت امالها على الحريري في تنفيذ املاءاتها ولكنه خيب امالها فاصطنعت معارك النهر البارد وبعض العمليات التفجيرية التي كانت غايتها تاجيج الحرب الاهلية ثانية مبعدة عن الشعب اللبناني ظلال الديمقراطية .

ومن هذا المنطلق فان المالكي لو استقال او ترك رئاسة الوزراء فهل هذا يعني ان السعودية ستكف من اعمالها الارهابية ضد العراق؟ كلا فالسعودية لا يهمها علاوي ولا الهاشمي ولا المكون السني بل وحتى لا يهمها الاكراد الذين كانوا بامس الحاجة للسعودية عندما ضربت حلبجة ولكنها اليوم تقدم خدماتها للاكراد مجانا من اجل زعزعة الوضع العراقي الذي بدا يميل الى التحسن والسعودية لا تريد للعراق ان يسجل حضورا عربيا بالرغم من النصائح الامريكية لال سعود بان عدم فتح سفارة في العراق لهم سيجعل الساحة فارغة امام ايران وهي التي بدات تذوق طعم الفشل في كل مساعيها الخارجية في تحسين صورتها واقناع الاخرين بانها اللاعب الاساس في المنطقة فهاهي تازمت علاقتها مع سوريا ومصر وقطر وعمان والجزائر هذا ناهيك عن العراق ومع كل دولة تنتقل من حكم الديكتاتورية والتسلط الى الديمقراطية سيكون للسعودية حضور علها تفشل العملية الديمقراطية في هذا البلد او ذاك . 

في المثقف اليوم