أقلام حرة

الذي لا نفهمه (3) / حسن حاتم المذكور

وبين قيادات افقدتها شهوة السلطة والمال رشدها وكبستها داخل شرنقة المصالح والمكاسب الفئوية والحزبية، اغلبهم يعتقد، ان الشعارات وحدها تكفي ان تكون اساساً لوحدة وطنية بين العرب والكرد تتسع للمكونات العراقية الأخرى، بينما الواقع يشير الى حالة انفصال نفسي روحي اجتماعي وثقافي قائمة، الشعب الكوردي محقاً في نضاله من اجل تأكيد هويته وخصوصيته وضمان حقوقه في الحريات والمساواة وهو الآن على جبهتين، اولها العمل من اجل تحقيق خصوصيته القومية، والثانية من اجل استعادة حرياته وكرامته وثرواته من بين فكي حيتان التسلط الأجتماعي، لهذا على الجانب العربي ان يحترم قضايا واهداف اشقاءه ومنهم بشكل خاص المكون الكوردي عبر اعتماد الصدق والمحبة والعدل والمساواة وفتح ابواب التوحد او الأتحاد الطوعي مهما كانت الصيغة التي يرغبها الشعب الكوردي، الى جانب دعم نضاله من اجل الأفلات من نفوذ احزاب العوائل العشائر والوصاية التاريخية .

ــــ  اجتمع في اربيل الخمسة زائد صفر، واضافة الى ما سبق من اتفاقات وقرارات وتوصيات وتواقيع اربيلية، صدر انذار اربيل الآخير، فأما ان يعاد فصال حكومة الشراكة على مقاس مصالح المجتمعين الخمسة، واما تسحب الثقة منها ثم اسقاطها خلال خمسة عشر يوماً فقط، صبرت الحكومة تنتظر مصيرها وصبر الناس قلقين على مصير دولتهم ودستورهم وهامش حرياتهم الديمقراطية، مرت الغيمة كسابقاتها دون ان تترك مطراً .

للخروج بوجه ابيض، دعى سماحة السيد القائد الى اجتماع تكميلي داخل بيته في النجف الأشرف، حضره ( الخمسة زائد صفر ناقص اثنين ) وبعد المداولات خرج سماحتة يتغرغر بتصريح دون مضمون، ربما سيكون الحسم في اجتماع قادم ـــ بالمراسلة  ـــ وفي تكريت، يحضره ( صفر الخمسة ) وربما ( سيرطن ) القائد بهتاف مشترك ـــ لا اللـه الا اللـه العراق عدو اللـه ـــ  .

 

 

الذي لا نفهمه : اين سيصل هجين المازق العراقي في واقع قد تجاوز الزمن الشباطي، امن الحكمة المراهنة على الكدائش العفلقية في سباقات لا يصل نهايتها الا من استمد عافيته من الراي العام العراقي . ؟ ثم هل بأستطاعة المجتمعون ان يمرروا على ذقون الناس، كونهم يمثلون ادواراً لمسرحية اقليمية ليس اكثر..؟ والأحرى بهم ان يسقطوا انفسهم قبل حكومتهم . ؟؟؟

ـــــ  الشراكة الوطنية وكذلك المصالحة، شعارات لها عمقها الوجداني ومعانيها الجليلة، تعبر عن ماهية وطنية دون الحاجة الى تفسيرات وايضاحات، اغلب اطراف العملية السياسية تجد صعوبة في فهم تلك الشعارات وترجمتها للواقع المعاش، هذا ناتج عن معاناة الأصابة بفقر المواطنة، ان افتعالها بعض المفردات البائسة التي تعبر عن فراغ كالمصالحة او المشاركة الحقيقية، والتي لا تعني سوى تحسين وزيادة حصصهم ومكاسبهم الحزبية الفئوية والشخصية والعائلية، تلك التي تشغلهم اكثر من اي ( حقيقية ) اخرى .

الذي لا نفهمه : متى ستصل تلك الأطراف الى نهاية لعبتها وتقتنع على انها ليس اكثر من مزرعة لتفريخ الأزمات ومتاعب الفوضى، ولا تصلح لاية وظيفة نافعة ... ومتى ستدرك الحكومة نفاذ صبر الناس لتخرج من نفق التحاصص والتوافقات والمشاركات المكلفة .. ؟؟، حينها ستدرك، ان اولائك المنتفخون (بحقائقهم) سيكونون اول المزدحمون عند ابواب المشاركة في حكومة الأغلبية البرلمانية .. كعصفور باليد خير من عشرة اصفار على شجرة الأنتخابات القادمة .

ــــ  عصفوران نسجا عشاً في بالكون شقتي، حاولت احداث بعض التغييرات التي تشمل مكان عش العصفورين، فحصلت معركة حقيقة خاضاها ببسالة دفاعاً عن عشهما، ولم يبقى امامي الا خيارين، فأما ان استبيح حقهما ودمهما واما ان اتراجع، فكنت مضطراً للخيار الأخير .

تذكرت حينها قصيدة للشاعر مظفر النواب  كانت بعنوان " يا اولاد ( ..... ) لا استثني احدا

فالذئبة ... حتى الذئبة تحرس نطفتها

والكلبة تحرس نطفتها .. والنملة تعتز بثقب الأرض

اما انتم .. ؟؟؟ .

الذي لا نفهمه : اولاد (الحلال !!) وبدلاً من ان يدافعوا عن سيادة وطن ودولة ينتمون اليها، راحوا يعرضون بلا خجل، اكياس الأصوات التي حصلوا عليها والسلطات التي يشاركون فيها في بزارات بيع المستهلك داخل عواصم الأنظمة التي لا تريد خيراً للعراق، كيف سنفسر دواخل هؤلاء وحجم الأنحطاط والتفسخ الذي اصاب واتلف ضمائرهم، وما هو شعورهم ان كان لديهم بقايا شعور، وهم يتوسلون انظمة فاسدة بأستباحة واسقاط حكومة (نطفة) هم شركاء فيها، او دعم مالي يوفر لهم تكاليف تفخيخ وتفجير وطنهم ( عشهم ) وتقيتل من فيه .؟؟؟.

22 / 05 / 2012

               

في المثقف اليوم