أقلام حرة

بعد كذبة رامسفلد .. كذبة ريتشارد على المرجعية / سامي جواد كاظم

فان الكذب يكون مادة سائغة، وشروط الكذبة القوية ان تنال من شخصية قوية ولكنها تبقى كذبة ويبقى الرد عليها بسيط جدا ابسط من فبركتها .ففي الوقت الذي قرعت الطبول وزمرت المزامير عن كذبة رامسفلد بخصوص تواطؤ المرجعية معه وجاء الاستهزاء بهذه العقول من قبل رامسفلد وزير الدفاع الامريكي على هذه الاكاذيب التي حاول مروجوها النيل من مكانة المرجعية .

اليوم جاء دور رئيس اركان الجيش البريطاني السابق والقائد للقوات البريطانية في العراق في الاحتلال ولان الاكاذيب نشرت على لسانه فقد تكون منسوبة اليه وقد تكون صحيحة ولكننا سنتعامل مع اصل الخبر، فقد ذكر ان "قائد الجيش البريطاني في العراق يكشف في مذكراته: خير من خدم وجودنا في العراق هو (السيستاني) " وعند قراءة تفاصيل الخبر يظهر لنا ركته وكذبه وذلك لان :

القائد البريطاني اعلن في اكثر من لقاء بانه لا يوافق على الاحتلال وان الجيش البريطاني غير قادر على اكمال المشوار مع الامريكان وجاءت هذه المذكرات التي تتحدث عنها بعض وسائل الاعلام فانها جاءت مبتورة حيث لم يذكر اسم الكتاب الذي نشره هذا السير مجرد القول "صدر الكتاب الأول للسير الجنرال البريطاني ريتشارد دانات" ماهو عنوان الكتاب؟ مجهول .

كما وان عملية سرد الاحداث فمن الممكن ان يسردها حتى جندي بسيط في الجيش البريطاني بل حتى اي صحفي مغمور يستطيع ذلك فالقول ان فلان متواطئ او كنا على اتصال مع فلان فمثل هذه العبارات سهلة النطق والكتابة خصوصا لمن لا ذمة له، واضاف "(فقد ذكر لي المسؤولين في بريطانيا أن هناك مرجعا اسمه السيستاني سيصدر فتوى تعطل العمليات القتالية ضد قواتنا والقوات الأمريكية، وان المسؤولين في بريطانيا عقدوا مع السيستاني صفقات مختلفة حول مصلحة الطرفين وذلك حينما كان السيستاني ضيفا على لندن عام 2004، فقد تواصل معي ممثلون من مكتب السيستاني وكانوا ينقلون لي تحايا السيستاني مراراً وكنت اخبرهم امتناني لشخصه لأنه اصدر ما يسمى في اصطلاحهم ( فتوى) لإيقاف أي عمليات تفجير أو مجابهة لقواتنا العسكرية" يقول فقد ذكر لي المسؤولين في بريطانيا ..وكذب هذا لاقول يظهر لان هذا القائد عين سنة 2006 قائدا على قواته في العراق اي بعد ثلاث سنوات فلماذا يقولون له شيء لاعلاقة له به ؟ هذا اولا وثانيا ان الاتصال بالسيد سنة 2004 فهذا يكذبه كتاب رحلة العلاج الى لندن تاليف الحاج حامد الخفاف وفيه كثير من التفاصيل وتحرج السيد من استخدام او الاتصال بكل ما له علاقة باي حكومة لدرجة انه رقد في مستشفى علم انها تابعة لحكومة الامارات فخرج منها كما وانه لم يستعن باي وسيلة نقل او حماية امريكية للوصول الى مطار بغداد، وثالثا ان من مصاديق الخبر ان تذكر اسم الشخصيات التي توسطت بين السيد والقائد واما ذكر مجاهيل فهذا شيء رخيص في سوق الكذب بل بالمجان، رابعا الحديث عن فتوى عدم مجابهة القوات العسكرية فالاجدر به ان ينشر نص الفتوى وختم السيد عليها لانها اصبحت من الاكاذيب المسلم بها، خامسا واذا كنتم قد اطماننتم للسيد فلم انسحبت قواتكم (الساعة السوداء) من الانتشار في الحلة بعد فترة انتشار لا تتجاوز الشهر؟ولم تمركزتم في البصرة فقط فالجنوب اغلبه يتبع السيد ؟

ويقول صاحب الخبر على لسان ريتشارد "واذكر كلمات من كان يمثله ...فكان يكرر علي جملة بعد انتهاء كل لقاء: (هذا ليس للتصريح بل الأمر بيننا وبينك!)، كنت ابتسم له وأشير براسي دلالة على قبول ما يقول.. فقد كنت اعرف ان لديهم في العراق رجل الدين يجب أن تكون صورته ملمعة ومقدسة في كل وقت واعرف تماما أن أبناء الشعب العراقي كانوا يعتبروننا رجسا وأحفاد الشياطين !)

اكرر من هو الذي كان يمثله فمثل هذا الادعاء لايستحق حتى التفاهة، واما ان الممثل يقول لك هذا بينك وبينه وكنت تبتسم وتقبل ذلك فلماذا اذا نشرتها الا يدل هذا على الخيانة هذا ان صح قولك، واما انك تتهم العراقيين بانهم يعتبرونكم رجسا واحفاد الشياطين فهذه الوهابية هي التي تدعي ذلك وليس العراقيين .

واخيرا يقول "ارتباطه الوثيق برجالات حكومتي " فالذي لديه ارتباط بحكومتكم هل يصح ان يقولوا لك ان هنالك مرجعا اسمه السيستاني ؟ اي من غير ذكر اسمه باحترام بحكم العلاقة، وهل تعلم انت يا ريتشارد ماذا تعني كلمة مرجع ؟

جوناثان باول،مستشار توني بلير، ويقول انه ارتكب خطأ في الموافقة على الجنرال سير ريتشارد دانات ان يكون قائد القوات المسلحة البريطانية. وكان باول واحدا من المستشارين المقربين لرئيس الوزراء وقد ذكر ذلك في كتابه الجديد ميكافيللي جديد

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2165 الخميس 28/ 06 / 2012)

في المثقف اليوم