أقلام حرة

انا قاسمي والزعيم اوحدي / حسن حاتم المذكور

فقط لأنه اصبح (مثلي ومقدسي واوحدي). سيكتب الكثيرون كما كتبوا والفوا عن ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية وقيادتها والأنجازات التي رافقت مشروعها الحداثي على جميع الأصعدة، واترك الأمر لهم فهم الأقدر، واكتفي بأشارات متواضعة عن الشخصية النموذجية للزعيم، والتي جعلتني انتمي لمشروعه العراقي روحاً وفكراً واخلاقاً ان استطعت ذلك .

ــــ الزعيم عبد الكريم قاسم انصف وعاش وضحى لأجل اكثر من 85 % من بنات وابناء العراق وفقرائهم بشكل خاص، وكذلك طبقتهم المتوسطة من دون ان يلحق ضرراً باغنيائهم .

فهل توجد او وجدت في التاريخ شخصية ديمقراطية بمثل هذا المستوى الرفيع ... ؟؟؟

ــــ عبد الكريم قاسم، منح فقراء العراق الأرض والعمل والحرية والكرامة والحقوق من دون ان يجرد الأخرين من حقهم، وشيد بدايات معالم المستقبل العراقي الزاهر، وعندما استشهد، وجدوه وهو قائد الثورة ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، يعيش تحت خط الفقر، بيته غرفة واثاثه سرير ومطبخه (صفر طاس) .

فهل مر في التاريخ وطنياً نزيهاً كفوً شجاعاً متسامحاً كريماً كشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم ... ؟؟؟ .

ــــ بعد اغتيال ثورة 14 / تموز / 58 وتصفية قائدها واغلب رموزها الوطنية، ثبت ان مسؤولي حكومتها لا يملكون اكثر مما كانوا يملكون قبل ان يصبحوا وزراء ومدراء وسفراء، رغم كفاءتهم ونزاهتهم ومعرفتهم واختصاصاتهم الى جانب صدق انتمائهم الوطني .

فهل هناك من يثبت نموذجاً مماثلاً لتلك الرموز الوطنية عراقياً واقليمياً وحتى دولياً .. ؟؟؟ .

ابداً ... انها واحدة من الحالات التاريخية الرائعة التي سوف لن تتكرر حتى على المدى البعيد .

حاولت في كل مناسبة استذكار لثورة تموز والزعيم عبد الكريم، ان استجمع المتواضع من امكانياتي ومواهبي ورغبتي في ان اكتب قصيدة تليق بتلك الذكرى فلم اوفق، كون هيبة العنوان اكبر مما استطيعه، سوى امر واحد استقر في اعماق وجداني، هو قصيدتي وموقفي وولائي ومتاعي الروحي، اعلنه بصراحة واعتزاز هو اني (قاسمي والزعيم اوحدي)، والذي يمكن ان ياخذ مكاناً له في قلبي ووجان الناس الى جانب الزعيم، لم تولد امه بعد، وسوف لن تولد .

كان الزعيم عبد الكريم قاسم ظاهرة وطنية انسانية غير مسبوقة، انه تعبير اصيل عن حالة نهوض للذات العراقية، تحركت فيها الطاقات الحضارية والتاريخية والجغرافية والأقتصادية والمعرفية المتراكمة المكبوتة المتحفزة داخل اعماق مجتمع بلاد ما بين النهرين، حققت تحولات وانجازات ومكاسب لا تصدق في مثل القصير من عمرها الخاطف، واحدثت تغييرات في القيم والمباديء والوعي والممارسات، واخرى في اعادة تشكيل الدولة الوطنية والمجتمع المدني .

كان الأمر اشراقة تغطي الى جانب العراق، دولاً اقليمية ومجاورة، لهذا دق جرس انذار المذعورين من نهضة عراقية تعيد العراق الى حيث كان العراق ، وادركت انها البداية لأغتسال المنطقة وازالة اوحال التخلف والتردي والهزائم والعمالة، فكانت المؤامرة الملونة المنقوعة بالسفالة والدناءة، اشترك فيها المعسكرين العملاقين ودول اقليمية واطراف التبعية في الداخل العراقي، فاستطاعت بمنتهى الخسة والوحشية ان تغتال الثورة وتصفية زعيمها ورموزها الوطنية يوم 08 / شباط / 1963، حيث المأزق العراقي المدمر الى يومنا هذا .

الآن : يقف كل من يتنفس برئة المشروع الوطني العراقي، في مواجهة اختبار الذات ازاء الوطنية العراقية واحترام مشاعر الرأي العام واماني وحلم الملايين في اعادة الأعتبار لثورة 14 / تموز / 1958 التحررية واعتبارها عيداً وطنياً لأهل العراق، يستعيدون فيه فرحهم المغيب، وتخليد قائدها ورموزها الوطنية بما يستحقوه في ذاكرة الناس والمدن، وتحرير المغتصب من انجازات الثورة والزعيم واعادة الهوية التاريخية للمشاريع التي تحققت من اجل فقراء الأمة، وفي جميع الحالات تشكل تلك المكافئات الحدود الدنيا لأستحقاقات ثورة تموز وقائدها عبد الكريم قاسم وجميع رموزها في عنق العراق الجديد دولة ومجتمع .

مر الزمن ومرت معه اجيال، وتواصلت ثورة 14 / تموز / 58، مشروعاً وطنياً في وجدان الملايين من بنات وابناء العراق، واستمر الزعيم عبد الكريم قاسم خالد في الذاكرة العراقية، وانتهى الذين تآمروا وخانوا واسقطوا الثورة واغتالوا زعيمها وخيرة قياداتها، شلل كالقردة وفطائس عفونتها تخدش الذاكرة، وفي جميع الحالات يبقى الأمر درساً وعبر ينبغي ان يتعلمه ويتعض به الأخرون، قبل ان تبتلعهم شهوة الغرور والظلال .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2179 الخميس 12/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم