أقلام حرة

بلادُ العُربِ أوطاني .. / سليم مطر

 

بمناسبة الجدال البرلماني حول اضافة مقاطع باللغات العراقية: الكردية والتركمانية والسريانية، الى النشيد الوطني الجديد.

نؤكد انه بالاضافة العربية التي هي لغتنا الرسمية والثقافية والدنية والشعبية منذ اكثر الف عام، هنالك خمسة لغات قومية عراقية:

ـ الكردية بلغيتيها السورانية والبهدنانية

ـ التركمانية

ـ السريانية

اما باقي اللغات(الفيلية واليزيدية والصابئية) فهي عمليا غير مستعملة بشكل فعال بين ابنائها، وكذلك هي مرتبطة بلغات اخرى. اليزيدية لها اساس في الكردية وبعض العربية والتركمانية. الصابئية لها اساس في السريانية ثم ان الصابئة ناطقين بالعربية. اما الفيلية فهم قد تبنوا العربية منذ اجيال طويلة.
لهذا نقول نعم نحن مع اضافة مقاطع بهذه اللغات العراقية الرئيسية. ومع اضافة هذه اللغات الى الرموز الوطنية الكبرى والتربوية، مثل الاناشيد المدرسية واسماء ادارات الدولة وغيرها. نؤكد فقط الى الرموز الوطنية الاساسية وليس الى جميع مكونات الحياة الثقافية، فهذا صعب ومستحيل وغير مفيد.


حول اهمية النشيد الوطني

أنا استغرب، كيف يستغرب العراقيون أن تبلغ بلادهم هذا المستوى من الانحطاط والتمزق، وهم لم يتعلموا خلال قرن من تكوين دولتهم ولا  نشيداً واحداً يتكلم عن وحدتهم وتاريخ وطنهم!!!

يا للكارثة التي لم تحصل في بلد آخر غير بلادنا: جميع أناشيدنا، أقول وأكرر جميع الاناشيد التي صدحت بها حناجرنا في المدارس والساحات والبيوت، ليس فيها نشيداً واحداً يذكر فيها أطياف الشعب العراقي ويمجد تاريخ بلادنا. بل غالبيتها الساحقة لم يؤلفها عراقيون!!!

نشيد (أرض الفراتين) في زمن صدام، رغم مروره العابر على تاريخ  العراق إلاّ أنه مجَّد أساساً (الامة العربية) وحروبها التاريخية وقائدها المنقذ (حفظه الله)!

العجيب والغريب ان النظام الجديد بعد عام 2003 قد عاد الى اختيار أتعس، الى النشيد القديم (موطني) الذي حتى لم يؤلفه شاعر عراقي من أجل العراق بل شاعر عروبي فلسطيني (ابراهيم طوقان) يتضمن أوصافاً عمومية جداً تنطبق حتى على سكان المريخ!!!

كيف ننتظر من الكردي، ومن التركماني، ومن الفيلي، ومن السرياني، ومن اليزيدي ومن المندائي، ومن الشبكي، أن يشعر بالانتماء للعراق؟! مادام حتى النشيد الوطني والاناشيد المدرسية تتجاهل وجوده وتجبره على تمجيد شعوباً أخرى بعيدة بعيدة.. في (المغرب واليمن)!!

آن الاوان أن يكون نشيدنا الوطني وجميع أناشيدنا المدرسية تعبر فعلاً عن أطياف أمتنا العراقية وتمجد رموز وتاريخ بلادنا. نريد أناشيداً تتحدث عن بغداد والنجف والسليمانية والانبار.. نريد أناشيداً لا تقول لنا:

بلادُ العُربِ أوطاني     منَ الشّـامِ لبغدانِ

بل تقول لنا:

بلاد النهرين بستاني   من بصرة لكردستانِ

وأن تترجم وتغنى أيضاً باللغات الثلاث الوطنية: الكردية والتركمانية والسريانية..

*  *  *

 

كلمات نشيد بلاد العُرب أوطاني

كلمات: فخري البارودي .. ألحان: الأخوين فليفل


بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ   /    ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا      /    لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ
بلادُ العُربِ أوطاني من الشّـامِ لبغدانِ    /    ومن نجدٍ إلى يمـنٍ إلى مصـرَ فتطوانِ
 لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ      /    ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
بلادُ العُربِ أوطاني من الشّـامِ لبغدانِ /    ومن نَجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مصـرَ فتطوانِ
فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ /    وغنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
 بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـام لبغدانِ / ومن نجدٍ إلى يمـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ

 

سليم مطر/جنيف

تموز 2012

http://www.facebook.com/selimmatar

  

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2181 السبت 14/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم