أقلام حرة

سيعيش الشرق الاوسط اياما حالكة / قاسم الخفاجي

والاحداث تتسارع في المنطقة متجهة نحو تشكيل صورة طائفية بشعة.

احداث مهمة تحدث الان وستتجلى الاحداث الاهم بعد اشهر تقريبا وسنرى اي صورة ترسمها الضرورات الطائفية والسياسية ايضا. ولابد لنا من استعراض جملة من الاحداث التي يجسدها اللاعبون على الارض واعني باللاعبيين ثلاث  فئات:

الاولى حركة الشعوب الجديدة نحو التحرر والانعتاق من الهيمنة الامريكية الاسرائلية ومن الاستبداد العربي البدوي

الثانية امريكا واسرائيل والغرب عموم ونظرية امتصاص الثورات واعادة توجيهها

الثالثة  الارهاب التكفيري المدعوم من الرجعية العربية وفي مقدمتها السعودية

وبخصوص حركة الربيع والثورات المطالبة بالانعتاق من الطغيان العربي البدوي نلاحظ ان هذا الاتجاه يشهد تصاعدا عقلانيا خصوصا بعد فشل زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للسعودية حيث قوبل بارتياب من جانب ال سعود الذين يرون في حركة الاخوان اخطر من الشيوعية في عصر الستينات. فالسعودية رفضت منح مصر اي مساعدات كما رفضت عقد مؤتمر عربي او دولي لدعم الثورة المصرية. وطلبت من امريكا والغرب ضرورة ابقاء مصر الاخوانية ضعيفة حتى لاتهاجم الانظمة الخليجية المستبدة ويتبع ذلك حماية اسرائيل من  وعود الاخوان بمحو اسرائيل . وينتج عنه ايضا منع مصر من اعادة زعامتها للعرب باعتبارها اكبر واهم دولة عربية محورية.

 

اما اميركا فقد وجدت نفسها مأخوذة على حين غرة وهي تفاجأ بموجة الثورات العربية .فامريكا تعشق الانظمة المستبدة لسبب منطقي هو ان الانظمة المستبدة يمكن توجيهها بسهولة وتهديد حكامها ان هم عصوا الاوامر الامريكية. حيث ان الحاكم المنتخب يصعب عليه مخالفة رغبة اغلبية الشعب التي  اتى به للسلطة.

فامريكا سارعت الى التظاهر بمساندة الثورات الربيعية على امل امتصاص زخمها واعادة توجيهها لمصلحة الغرب واسرائيل قبل ان ينفلت زمام الامور وتصبح هذه الثورات معادية للغرب بشكل مطلق.

من الادلة على ذلك ان اميركا لاتحرك ساكنا ضد السعودية والاردن  وانظمة اخرى عربية شديدة الاستبداد في المنطقة . ولكن لو ان شعوب السعودية والاردن تحركت بشكل ينذر بسقوط انظمة هذين البلدين فان امريكا ستصطف الى جانب هذه الشعوب تحت ذريعة حق الانعتاق  ودعم الديمقراطية.

 

وبخصوص الجماعات الارهابية التكفيرية والتي تشارك بفاعلية واضحة في احداث المنطقة فان هذه الحركات لن تجني شيئا على المدى البعيد وان بدا انها ذات ثقل حاليا فدولة طالبان الارهابية لم تعمر سوى بضع سنين ثم انهارت بفعل قيادات الفقه التكفيري الارهابي المخالف لروح العصر وثقافة التمدن وحقوق الانسان .

غير ان الجماعات التكفيرية ستنشر الرعب والقتل الجماعي والفوضى لفترة محدودة في الشرق الاوسط برمته . مما ينتج عنه سقوط الاف الابرياء من طوائف مختلفة. وواجب الحكومة العراقية اليوم كما اكدنا مرارا هو شراء المزيد من الاسلحة مثل الطائرات المقاتلة فيجب ان يمتلك العراق بين 600- 500 طائرة مقاتلة يضاف اليها 100 الى 150  مقاتلة سمتية فضلا عن الفي دبابة من نوع ليوبارد المانية الصنع  بعد ان اثبتت انسجاما مذهلا مع ظروف الصحراء والحرارة العالية.

وبجملة واحدة يجب ان يمتلك العراق قوة نارية كثيفة وهائلة وسريعة التوجيه والحركة للايام القادمة. فالحكمة الذهبية تقول " اجعل عدوك خائفا متحسبا لك , تأمن شره والا فانه سينهشك" فعالم اليوم رغم بلوغ البشرية مراحل رائعة في مجال البناء والعمران والتقنية الا ان الروح البشرية لازالت في اشد حيوانيتها ووحشيتها اللتان لايمكن صدهما بدون قوة تشعر العدو بان عليه ان يتراجع وان يبتعد والا فانه سيمحق. نعم هذا هو منطق الاشياء اليوم ومن لايتقنه يذهب جفاءا كالزبد .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2207   الاثنين  20/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم