أقلام حرة

بشار الاسد ونظرية الا ستبدال الالهي / قاسم الخفاجي

فيعتقد ان مجرد هذه  الاسباب الظاهرة امامه هي من يطيح بالطاغية صريعا ذليلا . ويظن انها  هي من يحدد مسار الاحداث وانها قد تحدث  بسبب تطور وسائل الاتصالات وتبادل المعلومات بشكل بات  مذهلا  مقارنة بما سبقه   من ازمان.

لكن في نفس الوقت تتجلى  في الاذهان نظرية الاستبدال الالهي الدائبة   تلك النظرية التي تعبر عن سنن كونية مضت في الذين خلوا وتفرض نفسها على كل الازمان والعصور والحضارات والشعوب والامم . ففي مثال  بشار الاسد هو مثال ذلك الحاكم الساذج الذي رضي بمتاع قليل من الدنيا من ابهة السلطة وصولجان الحكم .فهو قد آثر حياة  الف ليلة وليلة  ومايلزمها من فساد وبذخ وغرور  حيث شهرزاد وشهريار لاهون عما يجري تحتهم من جنات وانهار وعيون كانوا فيها فاكهين.

لقد كان واجب بشار الاسد الاساسي والذي نكص عنه واستبدله بالليالي الحمراءهو ان يعد العدة من الرجال والسلاح وان يحارب اسرائيل حيث ان لديه اراض شاسعة محتلة من عدو  مدان على صعيد العالم كله . ولو فعلها  لكان الان في وضع اخر لكنه اثر الذل والاستكانة  والسكوت عن حقه  حيث وجبت الحرب  ولزم الدخول الى ساحات الوغى.  حيث ان دولة مثل سوريا لم تخض حربا منذ 40 عاما  كان يفترض بها ان تشن حربا كل عشر سنوات فان استعادت ارضها فبها وان  فشلت فلن يلوم  بشار مخلوق على وجه الارض فلديه  شرعية الانس والجن  غير ان الرجل كما ذكرنا  رضي بالذل والخضوع  لاسرائيل ومن يهن يسهل الهوان عليه . فلم يورثه  هذا الذل الا مزيدا من الذل   .فأن كانت حجته  انه  كان يريد اخذ ارضه  بدون اراقة دماء   فها هو اليوم  شعب  سوريا  يبذل الارواح والدماء   رخيصة   فلاحجة لبشار ولا برهان. نعم انه  الان  يعاني من الندم ولكن  لاينفع الندم  اليوم .  اليوم  يجزى الحاكم  عقابا من جنس سلوكه  الذي اختاره لنفسه .

اكرر انها سنة الله في الذين خلو ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .  ان الكون والحياة والتأريخ  تتحرك وتسير وفق سنن ثابتة وقوانين صارمة  ومن يتخلف عنها او عن القيام بواجباته  فانها سوف تسحقه   وتلغي وجوده لانه لم يعد  صالحا  لاداء مهام الخلافة الالاهية  بشروطها . ليس بشار  وحده من تخلف عن تنفيذ مهامه  الاساسية وانما غيره اخرون بعضهم سقط  وتلاشى كغبار  واالباقون من المستبدين في طريقهم  الى التلاشي والانمحاء كآل سعود  مثلا . فقبلهم  كان صدام   واليوم هذا  حسني مبارك  تخرجه  نفس السنن الربانية من السلطة والذي لم يكن اكثر من جاسوس لاسرائيل على عرش مصر باعتراف  بنيامين بن  اليعازر . حيث لم تحزن اي دولة او شعب عليه كما حزنت واغتمت  اسرائيل . 

ان الدرس والعبرة في كل ذلك ان الحاكم  يجب ان يعي دوره  في منظومة الامم وفي منظومة الكون وفي نظام الحياة المتغير  وفي حركة التاريخ بان له دورا واعيا يجب ان يؤديه والا فان نفس السنن التي اتت به  ستلقي به ذليلا على قارعة الطريق يتوسل فلا  تعار له اهمية ويستغيث فلا يغاث 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2212 الاثنين 27/ 08 / 2012)


في المثقف اليوم