أقلام حرة

كم دنبوس يعادل راتب الوزير؟ / سامي جواد كاظم

اما عن حجم الفساد او الاختلاس او العقود الوهمية او رواتب المسؤولين وكلها تتم تحت غطاء القانون، هذه الارقام ولدت فوارق طبقية رهيبة بحيث ان الغني لايقال عنه غني بل ملياردير والفقير ليس فقير بلد دون مستوى الفقير، ولو اخذنا بنظر الاعتبار الفقير من وجهة نظر الاسلام فان الفقير الذي لو ملك بيت وسيارة وخادمة وليس له قوت يومه يعتبر فقير فكيف بالذي بيته من صفيح وهو يخدم الغير وسيارته قد تكون كرسي للمعوقين فهذا يتشرف لو قيل عنه فقير .

الحديث عن رواتب المسؤولين في العراق من رئاسات ووزراء واعضاء برلمان حديث يسبب الصداع ولان الارقام تضاربت بخصوص الرقم الصحيح لرواتبهم الا اننا سنعتمد على راتب وزير الاسكان الذي اعلن عنه من على وسائل الاعلام ومقداره ( 5950000) اي خمسة ملايين وتسعمائة وخمسون الف دينار  ـ ستة مليون الا خمسين الف ـ هذا الرقم لو قمنا بتقسيمه على 250 دينار فانه يساوي ( 23800000) ربع دينار، اما لماذا قسمتها على ربع دينار فاليكم القصة

فجاة واذا بصبيين لا يتجاوز عمرهما العشر سنوات يتخاصمان وسط الشارع ضرب وركل وشتائم وامراة تنظر اليهم طالبة منهما الكف عن الخصومة اقتربت منهما لاتقصى عن السبب اتضح السبب انهما يبيعان الدبابيس وقد طلبت المراة من احدهم درزن دنابيس بـ 250 دينار فادعى الاخر انها طلبت منه فتخاصما على ذلك، سالتهما كم هو ربحكما من هذا الدرزن اجابا تقريبا اذا ما باعا عشر درازن في اليوم سيكون الف وخمسمائة دينار واين تصرفا المبلغ؟  قالا هو مصرف بيتنا .

الان وصلت الفكرة راتب الوزير يساوي 2380000 مرة بقدر مبيعات الصبي فكم من الوقت يحتاج الصبي لكي يبيع بقدر هذا العدد ؟ فلو باع عشر درزن في اليوم يكون بحاجة الى مليونين و ثلاثمائة وثمانية وعشرون الف يوم لكي يصل الى راتب الوزير اي يحتاج الى ستة الاف وستمائة سنة تقريبا ولا حتى عمر النبي نوح عليه السلام .

هذه الحالات هل اطلعت عليها الحكومة العراقية او البرلمان العراقي؟ فاذا لم يطلعوا فتلك مصيبة واذا اطلعوا فالمصيبة اعظم، هذه حالة من ملايين الحالات التي يعيشها العراق والتي لا تجد اهتماما بقدر اهتمامهم في اختلاق الازمات السياسية ومصالحهم الشخصية وتأجيل الاجتماعات وتأخير القوانين يعتبر من الامور البسيطة جدا لدى اصحاب الشان والتي بسببها تزداد معاناة الفقراء.

واما الحديث عن الراتب التقاعدي لاعضاء البرلمان والوزراء فانه السحت بعينه حيث انه ينام في بيته وتأتيه الملايين عوضا عن اربع سنوات قضاها بالدجل والسفرات وابرام العقود الوهمية والغياب والاطفال يتظللون باشعة الشمس المحرقة في الصيف وتحت المطر في الشتاء من اجل ان يبيع عشر درازن من الدنابيس   

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2217 السبت 01/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم