أقلام حرة

اسرائيل تعود الى المربع الاول وحروب سيشهدها الشرق الاوسط / قاسم الخفاجي

لكنهم بالتاكيد اخطاوا في اختيار مكان دولتهم. كما ان صناع التسويات الامريكيين اصيبوا بالذهول ايضا ذلك ان جهودهم ومساعيهم لتثبيت اسرائيل وعلى مدى قرن ذهبت سدى. . لو ان اليهود استفادوا من التعاطف الدولي معهم ضد المانيا وطالبوا بقطعة ارض في المانيا او بولندا ربما كان ذلك اجدى لهم من العيش في وسط معادي رافض لوجودهم .فقط يتلاشى الحكام العملاء العرب لاميركا واسرائيل مثل مبارك وال سعود فتتلاشى امال اسرائيل في البقاء . وبعد رحيل مبارك ومجئ الاخوان المسلمون الذين اذن الله لهم بالدولة والنفوذ وان عصرهم قد ان اوانه فان اسرائيل تشعر بان مصيرها يقترب من النهاية او على الاقل ان ايام الذعر وانتظار هجوم وشيك عادت من جديد. فالان يريد الاخوان تعديل اتفاقية كامب ديفيد ليتمكن الجيش المصري من التواجد في سيناء بكثافة وبقوة قتالية كافية لاجتياح اسرائيل في الوقت المناسب. وان تعديل اتفاقية كامب ديفيد او الغائها يقع في صلب اهدافهم ان لم يكن اهمها فهو الامر الذي يمس بالعمق وجودهم الفكري وبرنامجهم العقائدي . واسرائيل تعرف ذلك بعناية تامة وترفضه وعندها ستحيل مصر الامر لمحكمة العدل الدولية للنظر والحسم كما تنص ملاحق كامب ديفيد وحيث ان محكمة العدل الدولية لاتضم الا يهودا او مؤيدين لهم فانها بالطبع سترفض تعديل الاتفاقية وترد الطلب المصري بحجة ان التعديل يعرض السلام في الشرق الاوسط للخطر . وعندئذ ماذا تفعل مصر ؟ مصر ستشعر بالظلم وان سيادتها على ارضها منقوصة وستبدا الصحافة وغرماء الاخوان بتذكيرهم بشعاراتهم حول محو اسرائيل و مهما كلف الامر. وفي هذه الحالة سيضطر الاخوان لقطع العلاقات مع اسرائيل الا اسميا وانتظار الفرصة الذهبية للتواجد العسكري الفاعل في سيناء . وسيكون امم اسرائيل واحدا من اثنين اما مهاجمة الجيوش المصرية في سيناء واعادة احتلالها وهو امر ليس سهلا ابدا في الظروف المتجددة ضد اسرائيل وانهيار اقتصاديات اوربا واميركا . او الاكتفاء بالادانة وتهييج العالم ضد مصر ونواياها المريبة ضد اسرائيل. وفي كلتا الحالتين فان اسرائيل هي الخاسر لان ذلك سيستنزفها بالصميم في حين تبلغ مصر الذروة في القوة البشرية والعسكرية وانها لم تخض حربا منذ نصف قرن. والخلاصة فهي الحرب اذن وفي غضون السنوات العشر القادمة او ربما اقل وفي هذه الحرب التي سيسقط فيها الالاف فان خارطة الشرق الاوسط لن تبقى كما هي بل ان دولا ستختفي واخرى ستظهر وفقا لمنطق التاريخ والحياة وسنة الله في التغيير والاستخلاف والتحدي والاستجابة. سنة الله في الذين خلو ولن تجد لسنة الله تحويلا ولن تجد لسنة الله تبديلا.

السؤال من هي الدول التي ستختفي ومن هي تلك التي ستظهر ومن هي الدول التي ستتحد وتتكامل ؟ الجواب متروك لغيب الله سبحانه فهو وحده علام الغيوب . 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2243 السبت 13 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم