أقلام حرة

ايران واوراقها في المنطقة

البرنامج النووي الايراني وتهديده للمنطقة ودولها، ومنها التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، وايضا وهذا هو المهم في نظري بالنسبة للحكام العرب كاشخاص دون النظر الى ارتباطاتهم الاخرى هو امتداد التشيع الى بلدان عربية تعتبر نفسها معقلا للمذهب السني كمصر على سبيل المثال مصورين هذا المذهب اي التشيع وكأنه رأس البلاء على شؤون الامة العربية والاسلامية، كذلك ابعد الحكام العرب والاعلام المرتبط بهم عن ذهنية رجل الشارع العربي العادي عدوانية اسرائيل وتهديداتها وحروبها واخرها حربي تموز في لبنان وغزة في فلسطين وقد اخذ الحكام العرب يجدون الذرائع لاسرائيل في شنها هاتين الحربين وقد جعلوا من الضحية متهما، كما انهم في حالة العراق اخذوا في اعلامهم وسياستهم الترويج على ان العراق مستباح من قبل ايران متناسين ويبغون من ذلك ان ينطبع في ذهنية العربي ان وجود مائة وحمسون الفا من الجنود الامريكان في العراق ومثلهم من الشركات الامنية ساعدت هذه البلدان العربية على دخولها للعراق ليس مشكلة،  وهنا انا لاانكر وجود تدخل ايراني في العراق لكن التدخل شيء والاحتلال والغزو شيء اخر؛من هنا اقول ان هؤلاء الحكام لم يتعاملوا مع الحكومة العراقية بحجة انها مذهبية لا بعامل ان هذه الحكومة قد نصبت بعد الاحتلال ومن قبله اي يعني هذا لوان الحكومة العراقية من غير المذهب التي هي عليه لأصبحت مقبولة وغير طائفية، اقول رغم كل ذلك فان ايران حاضرة في الساحة العربية وبقوة لابل في بعض الاحيان يكون تدخلها مطلوبا من قبل مناوئيها وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة فماهي اوراق ايران التي تلعب بها ان اول ورقة بيد ايران هي تبنيها الصراع مع المنطقة مع الصهيونية عموما واسرائيل على وجه الخصوص وقد جاء هذا التبني في نفس الوقت الذي تخلت فيه مصر عن ان تكون طرفا في هذا الصراع وقد رفع العلم الاسرائيلي في القاهرة تتويجا لهذا الخيار ليتلاشى الدور المصري في المنطقة ويكون مرددا للموقف الاسرائيلي، ثم جاء الدور على الاردن ليتلاشى في الذهن العربي والدولي ان هناك دورا او موقفا لبلد اسمه الاردن خصوصا بعد توقيع اتفاق وادي عربا ومن ثم  رحيل الملك حسين في عام 1999 ليتحول الدور الاردني الى هاجس لدى الحكومة الاردنية من ان يكون الحل للقضية الفلسطينية على حساب الاردن ككيان سياسي وهو المصطنع اصلا من قبل البريطانيين وذلك بايواء المهاجرين واللاجئين الفلسطينيين في الاردن ضمن سياسة التوطين،  اما العراق فقد تخلى عن دوره وان كان ظاهريا فقد تخلى عنه هذا الدور منذ العام 1980 عندما شن رئيس السلطة انذاك حربه المعروفة على ايران خدمة لاغراض الغرب ثم تلاشى العراق كمكانة سياسية في تسعينيات القرن العشرين بعد غزو صدام حسين للكويت في عام 1990 لينتهي الامر الى ان يكون العراق بلدا خاضعا للاحتلال الامريكي وذلك في عا 2003، اما السعودية فاصبح دورها رعاية المبادرات التصالحية مع اسرائيل وفعلا قدم الملك عبد الله مبادرته لتتحول عام 2002 الى مبادرة عربية متبناة من قبل القمة العربية التي عقدت في بيروت لتبقى سوريا بين كماشتين هي اسرائيل والجيش الامريكي المتواجد في العراق ولتفقد عمقها العربي باقية على عمقها الاسلامي فقط وهي ايران التي بدورها رعت المقاومة اللبنانية متمثلة بحزب الله والفلسطينية بحركة حماس .من المعروف ا ن اي دولة لاتريد ان يتلاشى دورها عليها ان تكون فاعلة في صراع القوى وان تتبنى موقفا وهذا ما فعلته ايران بالفعل، اما الورقة الاخرى بيد ايران هي انها تتعامل مع القوى الكبرى الاخرى كنظام ودولة ولاتتعامل معهم كسلطة تتعامل مع الاخرين كي تستمد الشرعية لها من قبل الدول الكبرى وهذا ما تتصرف به الحكومات العربية وبذلك فان ايران تجاوزت قضية ان الغرب يعترف اولا يعترف بنظام الحكم فيها وعلى هذا فهي تتصرف كدولة كبرى في المنطقة مستمدة ذلك من ارثها الامبراطوري الحضاري وفعلا فقد طالبت في شهر 9 من 2009 ان تكون المفاوضات مع مجموعة 5+1 حول شراكة ايران في حل مشاكل العالم ولا يقتصر على الملف النووي فقط، وورقة اخرى هي ان ايران محاطة بالعديد من الدول الفاشلة كما يعبرون فهي محاطة بدول استقلت حديثا عن الاتحاد السوفيتي السابق ولها من المشاكل والمعضلات الكثير وكذلك مع افغانستان ومع العراق وهما بلدان واقعان تحت الاحتلال الامريكي كذلك لها اطلالة على بلدان الخليج العربية وهي ان كانت محمية بجملتها من قبل امريكا وفيها اكبر القواعد العسكرية في العالم تقريبا الا ان في حقيقة الامر هذا يعتبر سلاحا ذو حدين فهي معرضة لانتقام ايراني واسع في حالة اقدام امريكا على ضرب ايران اما الورقة المهمة لدى ايران الاخرى فهي الورقة المذهبية فان الشعب العراقي باغلبيته شيعيا وكذلك هناك اغلبية في بلدان الخليج ووجود مهم في السعودية وافغانستان وامتداد ملحوظ في مصر وبلدان المغرب العربي مع وجود مبدأالاجتهاد والتقليد فيكون لدينا حتما اتصال وتعاطف بين ابناء المذهب الواحد لكن ليس على حساب الوطنية وان اعتبر المذهب الشيعي اتهاما وتشكيكا بالوطنية لكن هذا خلاف الواقع بطبيعة الامر، اما بالنسبة لتدخل ايران في العراق اقول ان  المحافظين الجدد من ضمن فلسفتهم هو تحطيم الشعور القومي والسيادي لدى مواطني البلدان الاخرى وكذلك تحطيم الرموز السيادية وقد عالجت في كتاب الاحتلال الامريكي للعراق مقدمات واسباب اقول عالجت اسباب اهمال قوات الاحتلال البريطاني التي جاءت مع القوات الامريكية وتجاهلها سراق النفط او قل تشجيعها على ذلك هو ان النفط تحول الى رمز للتحرر لدى الشعب العراقي وقد الفت القصائد وصدحت الاناشيد وصدرت البيانات من الاحزاب وهي تطالب بتحرير الثروة النفطية من نير الشركات الغربية وخصوصا البريطانية، اما الحدود فهي رمز لكل بلاد وقد حارب العراقيون كثيرا دفاعا عن بلادهم طيلة عمر ما سمي بالدولة العراقية فارادت امريكا وبريطانيا محو هذه الرمزية من خلال جعل الحدود العراقية مفتوحة للجميع ومن ضمنهم ايران وهي التي تحادد العراق ب1400 كم ومن مصلحتها افشال المشروع الامريكي في العراق حتى لايتمدد الى بلدان اخرى، وهنا يبدر سؤال هل ان ايران لها الحق في التدخل في العراق ؟والجواب على ذلك ان ليس لاحد الحق في التدخل في اي بلد اخر وليس لاحد الدفاع عن هذا التدخل لكن ان وجود القوات امريكية في العراق وان كان مصدر تهديد لايران فانه ورقة بيد ايران تتصرف بموجبها وتضغط بشانها على الاخرين.

 

رائد عبد الحسين السوداني

[email protected]

 

 

 

 

في المثقف اليوم