أقلام حرة

تركيا وايران مرة اخرى

فلأن طبائع الامور تنبئنا بان هذه المفردة لاتنطبق على من يدعون انفسهم ساسة واطرافا في العملية (السياسية) في العراق،وذلك لانهم لايسيسون الامور بالمنطق السياسي المجرد والمتجرد من التاثيرات الخارجية،وكذلك لايستطيعون ان يجردوا انفسهم من النوازع والمؤثرات ذات الافق الضيق والمحدود والحقيقة ان هؤلاء هم نتاج هذين العاملين،العامل الخارجي والعامل الذاتي،والعامل الخارجي معروف بطبيعة الحال بان العملية (السياسية ) هي نتاج احتلال وبديهيا ان هذا الاحتلال يرعى مصالحه والاهداف التي دفعته لغزو هذا البلد المهم من خلال هؤلاء (الساسة ) ومن نافلة القول ان الاحتلال ومؤسساته لابد لها ان تتعاون مع من هم اصحاب الافق الضيق المحدود الذين يطبقون ما يصبو اليه المحتل لتسهل عليه المهمة،ولست بحاجة الى القول ان لا الراعي يبغي ولاعمليته (السياسية ) تنتج فيما بعد قادة "هنا اعني قادة يقودون المجتمع الى بر الامان ورموزا يحملون هموم المجتمع كوحدة واحدة مهما تعددت مشارب هذا المجتمع ولااعني بطبيعة قائدا اوحدا ملهما يعامل شعبه بالمكرمات "وهم ايضا غير مؤهلين للعب هذا الدور ولاسباب عديدة حتى في افقهم الضيق لم ولن يستطيعوا ان يلعبوا دور الرمزية او القيادة ولم يقبلوا ايضا على هذه الصفة من قبل الشارع فيما يدعون انهم يمثلونهم .أعود الى موضوع العنوان الذي احتجت الى الكتابة عنه اليوم ولو باختصار شديد فقد طالعتنا الاخبار بخبرين انا اعتبرهما هامين جدا وادعو من هنا كل من يحمل صفة مثقف ان يقف عند هذين الخبرين ومانتج عنهما من مواقف حيث زيارة رئيس البرلمان الايراني او مايطلق عليه في ايران مجلس الشورى ومن المعروف ان الرجل ومؤسسته التي يترأسها من اهم المؤسسات في ايران وقد جاء الى العراق بزيارة رسمية يلتقي خلالها المسؤلين في هذا البلد ويباحث حول امور تخص البلدين وبطبيعة الحال ان كل مسؤول يبحث مصالح بلده،نجد ان هذه الزيارة قوبلت بعدم ترحاب من قبل بعض (الساسة) واعتبروها تدخلا في شؤون العراق وكذلك اعتبرت تاجيجا للطائفية وتشجيعا لها لكن في نفس ايام الزيارة وفي يوم 4/11/2009 طالعتنا الاخبار بتصريح لنائب رئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي ان هناك انفراجا قد حدث بخصوص التصويت على قانون الانتخابات وفيما يخص مشكلة كركوك ويقول هذا النائب ان الانفراج حدث من عدة وجوه منها زيارة السفير التركي للجنة القانونية لبحث مسالة كركوك (التصريح منشور على موقع سوا ليوم 5/11/2009)اقول واسال لماذا لاتعتبر هذه الزيارة تدخلا في الشان العراقي بل اعتبرت  مدخلا لحل او جهدا من الجهود المشكورة لحلحلة الامور الشائكة ؟ولماذا اعتبرت الزيارة الرسمية لاحد الرئاسات الثلاث في ايران الى بغداد تاجيجا للطائفية وتدخلا في شؤون العراق؟ الحقيقة الجواب ياتي من العاملين المذكورين انفا وهو ان التركي مقبول امريكيا لابل ان تحركاته خصوصا في عامي 2008 -2009 لايمكن ان تتم او تصدر عن تركيا الا بموافقة القوة العظمى الوحيدة في العالم المرتبطة بها ستراتيجيا وهذا ناتج ايضا (امريكيا بطبيعة الحال )عن تشجيع لتركيا وحث لها بالقيام بهذا الدور كضد نوعي امام ايران المتصاعد دورها في المنطقة والمتطلعة الى القيام بدور عالمي،اما فيما يخص ( الساسة) العراقيين هو عامل الافق الضيق المحدود الذي يتعامل به هؤلاء ويديرون به شؤون العراق واعني به العامل المذهبي والا اين هم من تدخل تركيا في شان كركوك وبشكل دائم والمطالبة بالموصل واعتبارها ارض تركية؟  واين هم التفويض البرلماني للجيش التركي بضرب المعارضين الاكراد داخل الاراضي العراقية ؟ واين هم من شح المياه بدجلة والفرات نتيجة للسياسة المائية التركية ان صح التعبير ؟ وان يجيب احدهم ويقول ان ايران تقصف قرى الشمال العراقي بالمدفعية وتحبس مياه الروافد عن دجلة والكارون عن شط العرب،اقول هذا صحيح ومحسوب على ايران وان قيل ان ايران تتدخل في شؤون العراق اقول لاانفي ذلك ولاادافع عنه،بل انا امام حدثين مهمين الاول زيارة رسمية والاخر زيارة كل ما فيها تدخل وكل ما فيها يذكر بايام الاحتلال العثماني وايضا كل مافيها يعلمنا ان من يدعون انفسهم (ساسة) هم من القصور عن ان يدافعوا عن تاريخ العراق وحاضره ومستقبله .

 

رائد عبد الحسين السوداني

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1220 الجمعة 06/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم