أقلام حرة

ملاحظات حول معايير مؤسسة كيو اس في تقييم الجامعات

لقد كتبت سابقا حول السلالم العالمية وبينت اسباب وجودها واهميتها ونواقصها وما تؤدي الى نواتج لا تخدم الا الجامعات المتصدرة، وهي بالعادة جامعات عالمية متميزة لا تستطيع الجامعات الاخرى منافستها، فشهرتها اعتمدت على بحوثها المتفوقة وعلمائها وبينهم من حملة الجوائز العالمية الكبرى كجائزة نوبل، وعلى امكانياتها المالية وعدد طلابها وفرص العمل الكبيرة التي يجدوها بعد تخرجهم. وهناك اعداد كبيرة من الجامعات المتميزة والناجحة لاتحصل على مكانة عالية في التسلسل لكونها صغيرة، او لعدم وجود من العلماء ذو المكانة العالية بين صفوف اعضاء هيئاتها التدريسية، او لكون مستويات البحث العلمي ليست بالعالية كالتي تنشر في مجلة النيجر او سيل او ساينس، او لعدم وجود اعداد كبيرة من الطلبة الاجانب وغيرها من الاسباب التي ليست لها علاقة بمستويات التدريس والبرامج وبمخرجات التعلم. هذا بالاضافة الى عدم وجود فروق عملية ذات اهمية في سوق العمل بين تلك الجامعات التي تحصل على مستويات ما بين المائة والالف وتلك التي هي ما فوق الالف والخمسة الالاف. هذا علما ان الجامعات التي تضمن عمل ممتاز لطلبتها حال تخرجهم تحصل على علامات عالية في الترتيب. ولا بد من الاشارة الى ان عدد من الجامعات بدأت تحصل على مستويات عالية بعد ان تعرفت على اساليب اخرى شكلية لا تتعلق ابدا بتحسين المستويات الاكاديمية والبحثية، واتهمت بعض الجامعات السعودية بشرائها لترتيب اعلى من واقعها الاكاديمي الحقيقي. واليوم تروج رسائل الكترونية حول تراجع جامعة بغداد في تسلسل مؤسسة كيو اس البريطانية لذلك رغبت بالقاء بعض الضوء على هذا التسلسل ونتائجه.

في البداية ارغب بتوضيح ان الدرجة من 501 الى 800 في "رانكنك كيو اس" جمعت في 3 مجاميع كل مجموعة تشمل 100 جامعة من دون تسلسل. في العام الماضي كانت جامعة بغداد ضمن المجموعة من 601 الى 700 وفي هذا العام تراجعت الى مجموعة 701 الى 800. تشمل هذه المجموعة جامعات مثل جامعة الملك فيصل وجامعة الكويت وجامعة اوهايا –الولايات المتحدة وجامعة اركنساس- الولايات المتحدة وجامعة كلكتا- الهند وجامعة كراجي- الباكستان. وهذا التسلسل لا يعرف درجة التراجع وهل هي بمقدار 100 درجة او بمقدار 1 درجة. لذا من الخطأ فرض ان التراجع حصل بمقدار 100 درجة.

ومعايير التصنيف في كيو اس هي:

40% للسمعة الاكاديمية

10% لرأي ارباب العمل (المشغلين للخريجين)

20% لعدد الاشارات للبحوث حسب توصيف مؤسسة سكوبس

20% لنسبة الاساتذة الى عدد الطلبة

5% عدد الطلبة الاجانب

5% عدد الاساتذة الاجانب

 

المؤسسة تعتمد على معايير متشابه تعتمد بالاساس على السمعة الاكاديمية وحجتهم تأتي من اعتمادهم على رأي اكثر من 34000 اكاديمي، وانا احد هؤلاء الاكاديمين الذين ترسل لهم المؤسسة قوائم التصويت. والسمعة هنا مثلها مثل سمعة سيارة المرسيدس فهذه السمعة لا تأتي نتيجة الاعلان والدعاية فقط بل لان الشركة تصنع سيارة ممتازة. والتصنيف يتميز بالسمعة وليس بعدد الحاصلين على جوائز نوبل لانه باعتقاد المؤسسة ان هذا لايمثل التطور الحاصل في الجامعات لان عدد الحاصلين على جائزة نوبل لا يتعدى 816 في فترة 110 سنوات لذلك لا يعتبرونه معيار واقعي.

الجامعات العراقية تخسر في حقول السمعة الاكاديمية لقلة عدد المشاركين من الاكاديمين العراقيين والذين من الممكن التصويت لها وكذلك في حقل سمعة ارباب العمل حيث ان توفرهم للتصويت قليل ايضا وكذلك لقلة عدد الطلبة الاجانب وعدد الاساتذة الاجانب.

 بالاضافة الى هذه التصنيف العام بدأت المؤسسة باصدار تصنيف لخمسة حقول اكاديمية هي الانسانيات والفنون، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم البيولوجية والطبية، والعلوم الطبيعية (كيمياء وفيزياء ورياضيات الخ)، والعلوم الاجتماعية والادارية. ونتائج هذه التصنيفات بدأت بالظهور وهي تستند على قوة هذه المواضيع او الحقول الاكاديمية في الجامعات حسب استبيان اراء الالاف من الاكاديمين في العالم واصحاب العمل والاشارة للبحوث كما هو عليه في التصنيف الشمولي العالمي، ووجدت المؤسسة ضرورة اجراء مثل هذا التصنيف لان كثير من الجامعات لا تستطيع تبؤا مواقع عالية في التصنيف الشمولي الا انها جيدة في بعض المواضيع الاكاديمية. ولقد شرعت المؤسسة باصدار النتائج ولذلك ظهرت جامعة بغداد عام 2012 في التصنيف بمرتبة 601 الى 650 في حقول العلوم الاجتماعية والادارة، والعلوم الطبيعية، والهندسة والتكنولوجيا.

في استطاعة كل الجامعات العراقية من تحسين مراكزها بسهولة نسبية لذلك كتبت بتاريخ 9 كانون الثاني 2013 الى رؤساء الجامعات العراقية حول الموضوع شرحت لهم بالتفصيل اسلوب وطريقة التصنيف وما يمكن عمله من جانبهم للدخول في التصنيف بالاضافة الى طريقة التقديم وساقوم بارسال الرسالة لمن يحب الاطلاع عليها.

مع التقدير

 

محمد الربيعي

 

في المثقف اليوم