أقلام حرة

هل النائب باقر الزبيدي شفاف؟

في البداية قد يبدو للقاريء أن عنوان المقال فيه تقليل من جناب النائب باقر جبر الزبيدي. ونحن هنا نريد إجماع من جميع القراء بأن يبدون اراؤهم بكل (شفافية) ايضا كما أحب أن يسمي النائب باقر الزبيدي (شفافية انتخابات كردستان) !!

وهل أن النائب باقر الزبيدي شفاف أم لا؟ واذا كان شفاف في أحاديثه التلفازية في القنوات الفضائية والصحف والمجلات لماذا يعترض البعض على مايقول؟

ودائما مايظهر السيد النائب في القنوات الفضائية وهو يتحدث بطريقة توحي للقاريء بأنه جهبذ عصره وعالم بقراءة الاحداث ومتميز بعرض العضلات وله باع طويل في التحليل السياسي ولااحد ينكر جهاد النائب طيلة سنوات وهو لم يكن يملك سوى محل يعود لوالده الذي مارس عملا تجاريا وكان يساعده النائب باقر الزبيدي . واليوم يملك الزبيدي من العقارات والاملاك بملايين الدولارات . وليس هو فقط وانما من جميع الاحزاب الاسلامية . أصبح الاثراء بعد السقوط سمة السياسيين .

والسيد باقر الزبيدي مهندس بكلوريوس في الهندسة المدنية . ولكن عندما يظهر في الاعلام يحب الزبيدي أن يلمع من شخصيته كثيرا وكأنه مفجر الثورة في العراق !!

ودائما يعطي تحليلات بعيدة المدى لاتناسب المرحلة السياسية . وهو ينظر تنظيرات ليس لها واقع مع حالة العراق الخاصة . ويبدو لي أنه متأثر بشخصية كسينجر .

لذلك يوحي للمشاهد أنه يضع نطريات مقاربة لنظريات كيسنجر . والمشكلة أن الفرق شاسع . فكيسنجر يعتبر كبير منظري العالم بوضع الخطط الاستراتيجية لأمريكا على المدى البعيد . وهي خطط عملاقة تعتمد على دراسات ضخمة مدعمة بمستشارين وعلماء فطاحل بالسياسة وعلى قراءة صحيحة للسياسة العالمية .

ولاادري النائب باقر جبر صولاغ على من يعتمد بوضع نظرياته؟ ولماذا يحب أن يضع نفسه ( البديل ) أو يطرح نفسه السياسي الذي لاينافس اليوم في العراق؟

هل هي دعاية انتخابية أم ماذا؟ ولماذا يضع نفسه في موقف محرج نوعا ما؟

هل ان الزبيدي يسوق نفسه للعراقيين أم للعرب أم للعالم الغربي بأنه (الأصلح) لرئاسة وزراء العراق القادم؟ ولماذا يخفي معلومات اذا كان حسب مايدعي انه يملكها عندما عمل في مناصب حكومية عديدة ولم يصرح بها؟ مافائدة عدم كشف وتصحيح الاخطاء لتكون دروسا لمن يأتي بعده؟ ولماذا لايتم مصارحة الشعب العراقي وكسب ود الاخرين والسياسيين على حد سواء بكشف الحقائق المختلف عليها؟ واذا كان الزبيدي حسب مايدعي صادقا وحريصا على الوضع السياسي العراقي ويدعم حكومة الوحدة الوطنية لماذا يطعن بحكومة المالكي؟

لم نجده مرة يقف موقف ايجابي من سياسة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي؟

ولااعرف لماذا هذا الغيض والغضب وعدم الشعور بالرضا من سياسة الحكومة؟

ثم ياسيادة النائب الا تعمل انت في الحكومة أم انت في المعارضة؟

ولماذا سياسة المجلس الاعلى تتبنى سياسة كسر العظم؟ هل نحن فعلا في زمن المعارضة عندما كانت الاحزاب تتصارع مع بعضها من اجل المصالح؟

ولماذا سياسة المجلس الاعلى تسير دائما عكس اتجاه البوصلة السياسية في العراق؟ وكمثال على ذلك قانون البنى التحتية الذي اعترض عليه المجلس الاعلى وقضى على احلام الفقراء في العراق بسبب ان هذا القانون لو شرع فعلا سوف يحسب للمالكي وسوف تزداد شعبيته؟

بالله عليكم هل يعقل أن تفكر الاحزاب الاسلامية مثل هذا التفكير الذي يسلب حق الفقراء في العيش الكريم وهم يدعون أنهم من جانب الفقير والعكس صحيح !!

مشروع رئيس الوزراء نوري المالكي كان للجميع وليس معنون لحزب الدعوة أو اي جهة سياسية. المشروع بالاجل وعلى مدى سنوات والعراق فيه خيرات يستطيع أن يرجع الاموال بشكل انسيابي ومريح ولكن بفارق أرباح رمزية ليس لها أي تأثير لو كانت المستشفيات العديدة التي تخدم شريحة الفقراء والمدارس النموذجية التي كانت تنقذ ابنائنا من مدارس الطين. والشوارع العامة والشقق السكنية توزع للفقراء مجانا . اضافة الى تشغيل الايدي العاملة والقضاء على البطالة .

ولكن ماصرح به الشيخ جلال الدين الصغير (وتفاخر) به وادعى أنه من أوقف مشروع البنى التحتية كانت الضربة القاصمة للمجلس الاعلى بعد هذا التصريح !!

لسنا هنا بصدد التجريح بالمجلس الاعلى وشخصياته السياسية والله يشهد بقدر مانريد أن نصل الى حقيقة تصحيح وتقويم مسيرة سياسيين واعضاء المجلس الاعلى الذين نعيش معهم في هذا البلد على (الحلوه والمره) .

ومن واجبنا التأشير على الاخطاء وليس الانتقاص من النائب باقر جبر الزبيدي أو السيد عادل عبد المهدي الذي يتحين الفرص هو الاخر للظهور بمظهر المنقذ للعراق أو غيرهم . والمؤسف أن سماحة السيد عمار الحكيم انتفض مرة اخرى في خطابه الاخير في البصرة هذا الاسبوع حول توزيع الاراضي السكنية للفقراء وانتقد الطريقة التي وزعت بها الاراضي كشفت مرة اخرى أن هذه السياسة لاتخدم واقع الحال وتكبل رئيس الوزراء وتضع سماحة السيد بموقف حرج . ولذلك وجب التنبيه . لأن العراقيين منذ سقوط الصنم وحتى اليوم أوعى واذكى من فطاحل السياسيين .

ومن طريقة تفكريهم التي تجرهم الى واد سحيق لامخرج منه . وهم اليوم يعرفون من يقدم الخدمات لهم على طبق من ذهب . وأصبحت لديهم فراسة من هو الصادق معهم . ومن الذي يريد أن يخدعهم بكلامه المعسول كما يفعل النائب باقر جبر الزبيدي في أسرع بيان استنكار ضد تفجيرات أربيل وقد أخطأ التشخيص للمرة الالف . لأن تفجيرات أربيل لم تكن لها علاقة (بشفافية الانتخابات) كما ادعى وانما هو صراع بين القاعدة وبلاد الشام والاكراد مرتبطا بالاحداث السورية !!

علما ياسيادة النائب أن الفلول الارهابية تعمل بقوة الى فتح جبهة لهم في كردستان تكون نواة جديدة لهم لممارسة الارهاب والقتل في الاقليم ألآمن .

 

سيد احمد العباسي

 

في المثقف اليوم