أقلام حرة

رأي في الأدب الاباحي

hafed albesharaالمشاركة في الاستطلاع دعم للمثقف، هذه المؤسسة الثقافية الممتازة، لذا انا اعطي رايي بالادب الايروتيكي.

 الاسم الآخر له هو (الادب الاباحي) بل هناك آداب وفنون للمدرسة الاباحية، هذه المدرسة تتناول ما وراء الحب الى الجنس وطقوسه ومقدماته وذروته وخواتيمه، في حياة الانسان هناك فكر وسلوك علني انساني حضاري، يساعد على بلورة الشخصية الفردية والاجتماعية، واعلانه وتعليمه وترويجه واجب، يبني الفرد والمجتمع ويؤسس للتنمية والارتقاء . والى جانبه فكر وسلوك سري لا يصح كشفه، بل ان ستره واجب لانه لا يسهم في بلورة الشخصية الفردية او الاجتماعية، بل فيه اضرار كبيرة لانه يشكل منظومة معارف سرية وشخصية، ثم من الذي قال ان حياة الانسان فردا او مجتمعا يجب ان تكون كلها علنية، من قال ان الجانب السري في حياة الانسان يجب ان يلغى ويشطب ويهتك؟ ما هي الفائدة من ذلك؟ ما الفائدة ان يتحدث الاديب او الفنان بحرية كاملة عن ممارسة الجنس وما يتعلق به؟ هل درس أحد الآثار التربوية والنفسية والسلوكية المترتبة على هذا النوع من الأدب والفن؟ لماذا هذا الاصرار على الغاء الجزء السري من حياة الانسان ليكون مثل البهائم ؟ هناك مجتمع يلجأ الى الدين لمعرفة الموقف ككلمة سواء بين دعاة الاباحية وبين رافضيها، والدين يحرم ذلك، وعندنا القرآن والقرآن هو كلام الله، والله هو خالق الوجود ومصدر الوجود والعدل، وسيرة النبي واهل بيته والصحابة، وهناك اجماع بين القرآن والسنة والسيرة على الأخذ بالعفة والابتعاد عن الزنا وتوجيه المؤمنين والمؤمنات في كيفية التعامل مع الجنس وما يتعلق به، وعندما يكون الله هو الحكم تنتهي الاجتهادات فلا اجتهاد مقابل النص، هذا الكلام يعقله المسلم والمسيحي واليهودي اصحاب الفطرة السليمة والايمان بالله، اما دعاة اللادين والملحدون فلهم شأنهم في ذلك، فهم لا يؤمنون بوجود خالق ولا نبي ولا كتاب ولا معاد فكيف يؤمنون بوجود عفة وحياء، هؤلاء يجيزون تبادل الزوجات، ويمارسون الشذوذ، وتحركهم ثقافة اللذة، فهم ابيقوريون وليسوا من الاديان في شيء، أما ان يقال بأن التراث العربي والاسلامي وتراث كل الأمم فيه ادب ايروتيكي او اباحي فهذا لا يعني انه ادب شرعي او حالة صحيحة، ففي التراث هناك اشكال والوان من الفنون والآداب فهل ان جميعها ايجابية ومثمرة وفاعلة في بناء الانسان والارتقاء به ؟ ثم ان هناك مقدارا مسموحا به في تراثنا من الاشارات الخفية الحافلة بالفن الراقي الى الجنس في الشعر والنثر مما لا يهتك حرمة ولا يكشف سرا او يشيع فاحشة . بالتالي لا نستطيع ان نكون صوتا لامتنا وتعبيرا عن هويتها ونحن نقلد الجزء الاكثر انحطاطا في الغرب (الاباحية) التي تراجع عنها حاليا دعاتها انفسهم، المفكرون وعلماء الاجتماع والادباء، وبدأوا يعدونها سببا من اسباب تفكك المجتمع الغربي واختفاء الأسرة وتراجع عدد المواليد وشيخوخة المجتمع وحاجته الى مهاجرين شباب في ربع القرن المقبل . نحن أمة متخلفة لاننا تخلينا عن ديننا، في وقت يفكر بعض مثقفينا بطريقة مقلوبة فيعدون الاسلام سبب تخلفنا ! مع اننا لم نتمسك بالاسلام ! لذا علينا ان نتخلص من الاسلام وما فيه من احكام تتعلق بالعفة والحياء، انه لأمر عجيب .

 

للاطلاع على استطلاع: هل يستفزك الادب الايروتيكي .. ولماذا؟

http://almothaqaf.com/index.php/isttla/78983.html

 

في المثقف اليوم