أقلام حرة

الإئتلاف الوطني.. قريب من حافة الخطر

قوة يتفوق بها على الآخرين، وهذا ما يهدد تركيبته الداخلية فيما لو واجه خيارات متعددة، خصوصاً في النقاط المفصلية مثل رئاسة الإئتلاف او رئاسة الوزراء او توزيع المقاعد الوزارية.

 

كما تتهدد الإئتلاف الوطني مسألة التوجهات الخاصة بكل كيان، والتي كثيراً ما حدثت خلال السنوات الماضية، فمثلاً العلاقة الإستراتيجية بين المجلس الأعلى وبين التحالف الكردستاني تفوق من حيث أهميتها ومتانتها، علاقة المجلس بحلفائه داخل الإتئلاف الوطني.

 

أما التيار الصدري الذي شعر طوال السنوات الماضية بأنه لم يستثمر قاعدته الشعبية العريضة بالشكل المطلوب، وأنه فقد قسماً منها نتيجة تصرفات عدد من قادته، ونتيجة ما تعرض له من إجراءات صارمة من قبل حكومة المالكي وأبرزها القضاء على المليشيات، فان التيار الصدري يريد أن يخرج من المقاعد الثانوية ليتقدم الى مواقع بارزة في المشاركة السياسية، بمعنى أن تكون له كلمته ودوره ومراكزه في حكومة ما بعد الإنتخابات.

 

حزب الفضيلة الذي عرف عنه أنه يتحرك بحسابات آنية، يبدو أنه متمسك بهذا النهج، فلقد وجد فيه سبيلاً لتحقيق مكاسبه السياسية، وعليه فأنه لا يزال يحتفظ باستعداده على التحول السريع وتغيير تحالفاته في حال وجد خيارات أفضل مما هو فيه.

 

ولا تختلف كتلة التضامن كثيراً عن حزب الفضيلة، فلقد سبق لها أن اتخذت مواقف مختلفة وحادة من بعض مكونات الائتلاف القديم، وكانت مواقفه تقترب من البعض ثم تبتعد.

 

وفيما يتعلق بتيار الاصلاح الوطني فلا يظهر عليه أنه يستطيع أن يكون صاحب كلمة مؤثرة في الإئتلاف الوطني، فحسب بعض المعلومات، كان قادة المجلس الأعلى يعقدون إجتماعات خاصة مع التيار الصدري دون إشراك تيار الاصلاح، وربما دون علمه.

 

وحسب معلومات أخرى فان التيار الصدري والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة، لهم تحركاتهم الخاصة مع اطراف من خارج الإئتلاف، بما فيها منافسهم إئتلاف دولة القانون ويجري كل طرف من هذه الأطراف مفاوضاته بعيداً عن حلفائه.

 

مع بقاء هذه الحالة من التفكك غير المعلن بين مكونات الإئتلاف الوطني، فان مستقبله لا يبعث على التقاؤل، فأن أي مكون من تشكيلته يمتلك الاستعداد القوي للتفريط بوحدة هذا الكيان، فيما لو حصل على فرصة أفضل.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1261 السبت 19/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم