أقلام حرة

السيد العبادي برنامجك سليم ولكن الادوات غير سليمة

الغايات التي يحملها الدكتور العبادي من اجل تغيير الواقع العراقي بكل جوانبه هي غايات سليمة ونبيلة ومن بين اهم غاياته هي مشاركة الجميع في بناء العراق وهذا امر واضح من خلال اداء السيد العبادي خلال الفترة التي انقضت .

ولكن .. ولكن .. والكن .. الادوات التي يستخدمها لتحقيق ما ذكره من برنامج حكومي سليم هذه الادوات غير سليمة، والادوات هي من يتعامل معهم لتحقيق هذا البرنامج من سياسيين عراقيين وحكام من دول مجاورة واقليمة .

الشعب العراقي ينظر الى النتائج وعلى ضوئها يحكم على السياسي، للاسف الشديد هنالك تعارض وفوضوية في اداؤ وتصريحات البعض من السياسيين (وزراء واعضاء برلمان) هذه الفوضوية ادت الى زحزحة الثقة بحكومة العبادي .

هذا الخبر يستحق وقفة :"اكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية كاظم الشمري، الاثنين، ان بعض القادة الذين صدر قرار باعفائهم وإحالتهم الى التقاعد لا يزالون يمارسون مهاهم، مطالبا رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بيان سبب التراجع عن القرار".

لو صح الخبر ماذا سيقول الدكتور العبادي عن هذا القرار ؟ ولو لم يصح ماذا سيرد العبادي على ناشر الخبر؟ اقول وللاسف الشديد حتى الان لم يستوعب البعض من السياسيين والاعلاميين والمواطنين الوضع الذي يعيشه العراق بعد سقوط الطاغية، ولهذا من السهولة الكذب والتاثير، من السهولة الفضح والتنكيل، من السهولة الانكار والاستهتار.

متى يكون هنالك قضاء يقاضي من يكذب ويستخدم وسائل الاعلام استخداما سيئا ؟ هذا الخبر نقطة من محيط وليس من بحر، حقيقة هنالك مقال سليم للكاتب سليم الحسني بعنوان هي فوضى هكذا يدار العراق، تطرق الى نقاط مهمة جدا تخص الاداء الحكومي وبالنتيجة مردود الاداء يكون على الدكتور العبادي بالرغم من ان الذي خلق الفوضوية هو غيره ولان العبادي لم يتخذ اجراء معين بحق هذه الفوضى فهذا يدل على رخاوة في القرار السياسي.

بعض العراقيين يقولون فليعطي العبادي السنة والكرد ما يريدون اذا كانت النتيجة الامان والاستقرار، وبالفعل اعطى العبادي ما يريدون، ولكن هل اخذ ما يامل به الشعب العراقي؟

التفجيرات لازالت مستمرة، بالامس في التاجي اخر تفجير ماساوي وبطريقة تكررت اكثر من مرة، الكيان الداعشي لازال يجد من يؤيده وياويه في بعض المحافظات السنية، حتى ان احد شيوخ العشائر في الرمادي قال نحن نعرف من قتل ابنائنا انهم بعض الخونة الذين تواطؤا مع داعش، ولازال الوضع غير مستقر، بل اننا نسير الى مجهول، موازنة لا تقر لخضوعها لتاثيرات القرارات السياسية، هل هذه المواطنة؟ هل هذه ترجمة للقسم الذي اقسم به السياسي قبل استلام مهامه؟

الحرس الوطني هو بعينه المجلس السياسي في حكومة المالكي الذي كان ضمن صفقة اتفاق اربيل، وبدات التجاذبات والتنافرات بخصوص تشكيل الحرس الوطني، وجاء الحشد الشعبي ليعبر عن صدق وطنيته بالقتال وليس بالاقوال، فلم لا يعتبر هو الحرس الوطني لمحافظاتهم التي تطوعوا فيها؟ بل للوطن باسره فالوطني يعني العراق وليس المحافظة جزء من العراق.

انا لا اتشاءم ولكن الذين يتعاملون مع السيد العبادي يستخدمون انفتاح الرجل على الكل استخدام سيء.  

 

في المثقف اليوم