أقلام حرة

مظاهرات المعايير المزدوجة في باريس

في المنطق البشري .. الجريمة منبوذة وممنوعة، ويستحق العقاب كل من يقدم عليها، واقبحها هي قتل النفس البشرية مهما كانت ديانتها او جنسيتها، بل وحتى لو كانت مذنبة فالقانون هو من ياخذ مجراه في التحقيق والحكم لا ان ياتي من هب ودب ينفذ القانون بيده خارج نطاق السلطة.

لا يختلف اثنان على جريمة قتل شارلي في فرنسا ولكن الذي يثير الاستهجان هو التفاعل مع هذه الجريمة، فكم من مقالة كتبت وكم من شخصية نددت وكم من مؤسسة انتقدت، وجاءت المظاهرات ليشارك بها اكثر من خمسين رئيس وملك لدول العالم تضامنا مع فرنسا،هؤلاء الرؤساء والملوك انا اجزم انهم قتلوا اكثر من الذين ذهبوا ليتظاهروا من اجلهم، انا اجزم بانهم ساعدوا على قتل اكثر من الذين بكوا على قتلهم، ولكن لنقل انهم بلا خطيئة، ولنسال هل يتفاعلون مع من يقتل بنفس الطريقة البشعة التي قتل فيها فريق عمل مجلة شارلي ايبدو ؟ لنقل ان تفاعلهم يكون مع الدول التي لهم مصلحة معها او تساعدهم على تجميل صورهم امام الراي العام العالمي الذي استغنى اوباما عن هذا التجميل فلم يشارك بالمظاهرات (هل من المنطق ان يندد اوباما بنفسه؟)، وليكن هذا المعيار، هنا لنسال ماذا فعل العالم عندما اقترف مجرم وفي فرنسا نفسها جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة شارلي عندما قتل عائلة بريطانية من اصل عراقي بينهم نساء، هل تفاعل العالم مع هذه الجريمة ؟ هل ندد هؤلاء الرؤساء والملوك الاقزام بهذه الجريمة؟، هل دعا الرئيس الفرنسي الى مظاهرات للتنديد بهذه الجريمة؟، فهؤلاء بشر واؤلئك بشر، ام ان شارلي من شعب الله المختار وللاسلام الاحتقار؟ بل ان جريمة العائلة العراقية تستحق اكثر ما قاموا به من اجل مجلة شارلي والسبب ان العائلة لم تتجاوز على رموز غيرها بعكس مجلة شارلي والتي لا تزال تصر على التجاوز هل انتم دولة ديمقراطية علمانية تؤمن بما تنادي؟ كذبتم بدليل الجريمتين .

دول الاتحاد الاوربي كلها معنية بهذا النقد مجلة تجاوزت على معتقد من عقائد الاسلام جعلوها حرية التعبير عن الراي فانت يا المانيا ومن يؤيدك مثل فرنسا وغيرها لماذا اقدمت على طرد وزيرة العدل هيرتا دويبلر جميلين بعد ان قالت ان دق الرئيس الاميركي جورج بوش طبول الحرب ضد العراق يشبه اساليب هتلر، شبهت بوش بهتلر، ومن هو بوش حتى لايستحق هذا التشبيه ؟ بوش لا يساوي شيئا امام معتقد المسلمين بمحمد رسول الانسانية، بوش الذي ما قالته الوزيرة قليل بحقه الا ان ردة فعلكم كانت عنيفة ضد الوزيرة، ولكن من يتجاوز على النبي محمد صلى الله عليه واله يعتبر تعبيرا عن حرية الراي .

اعتب على من ؟ على ابواق الاعلام، ام السياسيين الاقزام، ام العملاء الحكام، لا اعتب على احد فهذا دينهم وديدنهم .

 

في المثقف اليوم