تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

احموا رسول الله

أُرسل فتى من قريش ليكون هداية للناس اجمعين،فكان ان بدا بعشيرته الأقربين فدعاهم الى عباده الله(عزوجل) وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام، وكان (ص) رحيماً رؤوفاً بعشيرته وأبناء قبيلته فدعاهم باللين والقول الحسن، وكان يعمل وفق قاعدة" إنما أرسلت لأتمم مكارم الأخلاق "،فكان بحق رسول ونبي الانسانية مع النبوة والرسالة وهذا ما خصه الله (عزوجل ) به دون سائر الأنبياء والرسل، حتى وصل نور رسالته الى اصقاع المعمورة ليكون بذلك خاتم الرسالات والانبياء ويكون رسول الانسانية جمعاء .

اليوم وبعد ١٤٠٠ عام على هداية البشرية تمر البشرية والإسلام تحديداً بمحن ومصائب تكالبت عليه من أعداءه في الداخل والخارج في محاولة منهم للتشويش وتشويه تلك الرسالة المحمدية الأصلية التي اسس ركائزها رسول الانسانية محمد واهل بيته (عليهم الصلاة والسلام)، والتي تجسدت باسمى معاني الرحمة والإنسانية وللبشرية جمعاء، فيما يسعى أعداء الاسلام الى بث روح الخلاف والاختلاف ونشر روح الاستعداء للاسلام وتشوبه صورته البيضاوية عبر بث صور مسيئة لنبي الانسانية عبر صحيفة "شارلي ايبدو " الفرنسية والتي تعرضت لعدوان ارهابي راح ضحيته عدد من رسامي الكاريكاتير في الصحيفة .

بحجة الحرية ينّفس أعداء الاسلام عن كراهيتهم للاسلام والمسلمين هذه الكراهية التي يوجهها أعداء الاسلام من الصهيونية العالمية وامتداداتهم من المتأسلمين وأياديهم الخبيثة المزروعة في جسد الامة الاسلامية، والذين يسيطرون اليوم على شركات الاعلام الكبرى في العالم .

ان الأقدام على مثل هذه الافتراءات والتشويهات اعتداء وجريمة على حق الاسلام والمسلمين من جهة وفي حق الانتساب الى الأديان الاخرى، وبل بحق سائر البشرية .

فإما كونه اعتداء على الاسلام والمسلمين فهذا واضح، لانه ابطال لديننا وتكذيب لرسول الانسانية (ص)، وأما كونه اعتداء على الأديان الاخرى فذلك لانه تكذيب بالأنبياء والرسل الذين بشروا بنبوة خاتم الأنبياء والرسل محمد (ص)، وأما كونه اعتداء على البشرية جمعاء فلأنه محاولة لصد البشرية عما جاء به رسول الانسانية من الاسلام من الخير والهدى والسعادة والحضارة المدنية والأمن والامان للبشرية جمعاء .

كنا نعتقد ان الغرب يملكون الدراية والثقافة التي تؤهلهم لقراءة الواقع بصورة صحيحة، وعدم الاندفاع بهذه الصورة الغير منضبطة، لأننا وببساطة لا يمكن ان ندعي ان الاسلام الوهابي هو من يمثل الاسلام المحمدي الأصيل، كما لا يمثل ان يكون اصحاب اللحى الطويلة هم من يشرعون الحلال والحرام للناس، هذا من جانب، من جانب اخر الاولى ان يعرف الغرب ان هولاء من صنيعتهم لان العرب والمسلمون لإيمكنهم صنع ارهاب واسلام وهابي، وما حصل في فرنسا وما قبلها من احداث دامية ناسف لها شديد الأسف، لأننا في العراق نعيش نفس الماساة ونقدّم يوميا ضحايا الارهاب الوهابي، كان الاولى على الغرب ان لاينظرون الى الاسلام من زاوية الوهابية لأنهم لايمثلون الاسلام ولا المسلمين باي حال من الأحوال، بل كان الاولى ان يعلمون نبينا محمد (ص) ما هو الا امتداد لرسالة ونبوة السيد المسيح (ع)، ولكن هذه النظرة الفردية على النبي يمثل هولاء الوحوش جعل مثل هذه الصحيفة تسيى الى نبينا وديننا الحنيف،،، يبقى على الغرب ان يحاسبوا أنفسهم قبل ان يحاسبوا المسلمين، لان الارهاب الداعشي مصدر إلينا منهم، ومزود باحدث الأسلحة الغربية، فمن أراد ان يحاسب فعليه محاسبة نفسه قبل اتهام الديانات الاخرى دون احترام لمشاعر مليار مسلم .

مهما كانت المبررات ومهما كبر حجم المسالة واسبابها،فان استخدام مثل هكذا رسومات امر مرفوض وغير مقبول انسانياً، وحضارياً واخلاقياً وروحياً، لان باي حال من الأحوال لا يمكن للقتلة والمأجورين ان يمثلوا دين محمد (ص) بكل ما حملة من مبادى وقيم راسخة وأسس إنسانية كانت هي الدستور في بناء المواطنة الصالحة في العالم، وما نرى اليوم من تقدم في الدول الغربية ما هو الا نتاج لتلك الهداية والرحمة للأنبياء والرسل وخاتمهم النبي الاكرم محمد (ص) .

لايمكن القبول بإسلام ثاني غير الاسلام المحمدي الأصيل، فإسلام ابن تيمية وابن عبدالوهاب الغرب اعلم به وكيف زرعوه في قلب الامة الاسلامية، محاولة منهم تشويه صورة الدين الحنيف، قال تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب: 40] .

مما لا شك فيه ان ما حصل في فرنسا من اعمال ارهابية مدان تماماً، ومرفوض وناسف لتلك الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء هذه الاعتداءات الإرهابية، ولكننا في الوقت نفسه نستنكر تطاول صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية لنشرها صورا تسئ الى نبينا الكريم (ص) وتدعوها الى اعادة النظر في عداءها ضد نبي الانسانية،وبدل ان تسئ الى خاتم الرسل، عليها ان تفضح الدور التآمري الذي تقوم به قوى الاستكبار العالمي ومنها فرنسا في تدريب وتجنيد الإرهابيين وإرسالهم الى سوريا والعراق والاهم من ذلك كله ان هولاء الظلاميون الارهابيون يستندون في تصرفاتهم لافكار ظلامية مشوهة عن الدين المحمدي الخالص وهذا ما دابت عليه المؤسسات الصهيونية العالمية .

على الغرب ان يبدأ بسؤال نفسه   من هم هولاء الارهابيون الذين انقلبوا على صانعهم قتلاً وسفكاً للدماء البريئة، وهذا هو اليوم "داعش " يعود بثوب جديد ليقتل المسلمين باسم الاسلام،ولكن بفكر صهيوني وتدريب غربي، ليعبروا عن حقدهم وغيضهم على ديننا الخالص .

يبقى على المسلمين في عموم الامتين الأسلامية والعربية ان يقفوا وقفة واحدة "نصره لرسول الله "، والدفاع عن ديننا الحنيف ونبينا الاكرم، من خلال إقامة الموتمرات والندوات والتي توضح ان ديننا ليس هذا بل هو دين الرحمة والتسامح، وان هولاء الارهابيون ما هم الا صنيعه الغرب ، وان دينهم هو القتل والذبح والتشريد، وليكونوا شعارنا "احموا رسول الله "

في المثقف اليوم