أقلام حرة

مرجع العاطفة وعاطفة المرجع

لم تشهد الساحة الشيعية تعدد في المراجع مثل ما شهدته بعد وفاة السيد الخوئي قدس سره، ومن المؤكد الطريق الصحيح للوصول الى هذه المرتبة معروف ونهايته مرجع واحد باتفاق الكل، وهذا الطريق لا يقبل التعددية في راس هرم المرجعية، الحوزة العلمية في أي بلد كان ابوابها مفتوحة لمن يروم العلم ومن أية قومية كانت والمثابرة والاجتهاد اضافة الى السيرة الحسنة والمولد الطاهر هي من تمنح الامتياز لمن يتصف بها ويستطيع ان يكمل مسيرته الدراسية .

البعض يحاول ان يتخذ طرق اخرى للوصول الى مرتبة المرجع وطالما لا يوجد قانون وضعي يحاسب من يدعي المرجعية ( الا القانون الالهي) فلهذا يكون المنتحلون لصفة المرجعية كثر وسهولة الانتحال.

القاسم المشترك بين المدعين بالمرجعية هي استغلال عواطف الناس والتاثير عليهم من خلالها، عواطف الناس تكون ظاهرة وليست خفية لهذا من تسول له نفسه بان يصبح مرجع يستطيع هو ومن يساعده من الاجندة الخبيثة التي لها مارب في صدع الصف الشيعي من خلال تمويله بالمال والترويج اعلاميا له يستطيع ان يستغل هذه العاطفة ليصبح مرجع.

البعض من الناس مثلا يتحدث لماذا لا يمنح المرجع الخمس للفقراء؟، فقط يستلم الحقوق ويصرفها على نفسه واقربائه، فياتي شخص مدعوم يقوم بتوزيع الاموال على شريحة معينة ومن غير تحديد ليقول لهم هذه حقوق الخمس هي حقكم، وهنا يتلاعب بعواطف من يسالون عن الخمس فيميلون له، وهناك من يتحدث لماذا لا تصدر فتوى من المرجع بمحاربة الوهابية مع اقل ازمة تحدث؟ فيظهر شخص ومن خلال هذه العاطفة ليؤسس مليشيا ويفتي لهم بالجهاد فيلتحق به من يهوى ذلك، واخر يتحدث عن قومية المرجع لماذا فارسي وليس عراقي او لماذا افغاني وليس عربي وهكذا فيظهر شخص يدعي المرجعية بعد ما يصدر بياناته بانه عربي ويؤمن بعروبة المرجعية، واخر يقول لماذا لا يظهر المرجع من على وسائل الاعلام ويناظر الاخرين من العلماء ؟ فيظهر شخص ويخصص له فضائية ويعقد اللقاءات والندوات ويتحدى بالمناظرة من يدعي الاعلمية فيميل له من يتعاطف مع هذا المطلب .

اما المرجع الحقيقي فانه يجمع كل هذه العواطف ويجعلها طوع عقله وبصيرته وايمانه، لا ان يجعل ايمانه طوع هوى الناس، وفي الوقت ذاته لا يستغل الاعلام ليعرض انجازاتهن طبعا هذا بعد مسيرة حافلة بالتحصيل العلمي لعلوم الدراسة الحوزوية وختامها البحث الخارج .

ما يقال عن الخمس فان المكلف يستطيع دفعه الى مستحقيه وبتقسيمه الشرعي وحسب قناعته وفي الوقت ذاته فلو امتنع عن دفع الخمس سوف لا يقاضيه المرجع، والمناظرات مع الاخرين فيكفي رسالته التي فيها الاحكام الشرعية مع الاحكام المستجدة لتثبت صحة ما يؤمن به،وفي نفس الوقت ليس من الصحيح ان يدخل المرجع الحقيقي بمهاترات مع من هب ودب لان ذلك ينقص من مكانته، واما الجهاد فطالما انه لا يكون بشكل سري كالتصدق على الاخرين فانه جاء بشكل علني واحدث هزة ارضية تحت اقدام داعش ومن مهد لهم من حكام دول الاستكبار واقزامهم العملاء من الاعراب وغير الاعراب، فانقلبت الطاولة على رؤوسهم .

هذا المرجع الذي نريد، لا نريد مرجع وقتي يظهر مع اهزوجة المتطفلين .

 

في المثقف اليوم